إلى الجنوب در

القتال للجيش اللبناني والنصر للجميع

استطاع الجيش اللبناني أن يقوم بما عجز الجميع عن القيام به، ولم يكن ينقصه سوى الضوء الأخضر من السلطة السياسية. عندما أصبح القرار بيد الجيش لم يتردد أو يتوانى عن التصدي للجماعات الارهابية (وعلى رأسها داعش) ودحرها من الجرود اللبنانية. أما الانجاز الثاني والأهم فهو تمكن الجيش من توحيد جميع اللبنانيين، من كافة الأطياف والأحزاب والمذاهب والمشارب حوله، وهذه تعد ظاهرة وبادرة خير لأنه قلما توحَّد اللبنانيون حول قضية مشتركة.

أثبتت عملية “فجر الجرود” التي قام بها الجيش وانتصر، أن الجيش اللبناني قادر على المجابهة والصمود إذا رفع عنه الغطاء السياسي، وذلك باعتراف كل القوى السياسية اللبنانية. وفي الخطاب الأخير الذي ألقاه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى “النصر الثاني”، أشاد بالعمل الجبار الذي قام به الجيش اللبناني وأنَّ المقاومة على استعداد دائم لدعم الجيش. وخلال كلمته وبطريقة غير مباشرة دعى نصر الله إلى إعادة إيلاء الإعتبار إلى المناطق اللبنانية الجنوبية المحتلة ليكتمل النصر ويتحرر لبنان.

إقرأ أيضاً: تضارب أنباء حول وقف الدعم العسكري للجيش: هل يواجه لبنان تداعيات اتفاق حزب الله – داعش؟

القاعدة الجديدة قائمة على: الجيش استطاع أن يدحر الارهاب من الجرود، إذاً الجيش قادر على دحر إسرائيل من الجنوب. مع التشديد على أنَّ المقاومة سوف تساند الجيش اللبناني في هذه المعركة إذا فتحت.
مقومات صنع حرب لبنانية – إسرائيلية قائمة على قرار سياسي وجيش لبناني وقوة مساندة. القرار السياسي اليوم يصب في مصلحة هكذا خطوة وهذا ما لمَّح إليه رئيس الجمهورية عندما ذكر بأن هناك مناطق لبنانية جنوبية يجب تحريرها والعامل الثاني الجاهز والقائم المتمثل بالمقاومة، ويبقى العامل الثالث المقرر إذا ما ستقام حرب أو لا، وهو الجيش اللبناني.

المنطق يقول أنَّ محاربة فلول جماعات إرهابية في الصخور يختلف عن محاربة دولة تعد من أقوى الدول إقليمياً ودولياً. إسرائيل النووية ليست داعش التي تريد تطبيق الشريعة الاسلامية. والجيش اللبناني “الكلاسيكي” لا يمتلك الطيران الحربي ولا الصورايخ الفتَّاكة ولا الإستراتيجية المبنية على مواجهة إسرائيل. ربما قوة حزب الله العسكرية قادرة على الوقوف بوجه إسرائيل والتصدي لها.
حال لبنان كالرجل الذي يخرج من مشكلة ليقع بأخرى، الاقتصاد اللبناني ليس بوارد إعطاء الضوء الأخضر للقيام بحرب أخرى والشعب اللبناني تعب من المشاكل والنزاعات والحروب.

اقرأ أيضاً: تعليقاً على عهد الانتصارات: كذبك لن يمرّ بعد اليوم!
لبنان قادر على مواجهة إسرائيل من خلال البدء باستخراج النفط لأن لإسرائيل مطامع بهذه الثروة. ولكن للأسف ليس لإسرائيل وحدها مطامع إنما لطاقم الحكام أيضاً مطامع والطبقة السياسية تقوم بابتكار الأساليب لتقاسم هذه الثروة والتنعم بها.
قبل التفكير في إسرائيل والإرهاب، علينا الوعي إلى أنَّ هناك إرهاب داخلي متمثل في السلطة الحاكمة والحكام، فالمقاومة تكون بالعمل على التخلص من هذه المشكلة المزمنة لأنها تقوم بالقضاء علينا وعلى وطننا وعلى ثرواتنا البشرية والطبيعية.

السابق
بالصور: مساجد تحوّلت إلى معالم دينية وسياحية
التالي
فارس سعيد لـ«جنوبية»: العرب لا يملكون شجاعة عقد سلام مع اسرائيل لأجل سحب ذرائع حزب الله