سيجارة ممنوعة ونرجيلة مباحة؟

صديقي عالم دين أحبه لشدة صراحته وليس لصحة كلامه منعني من تدخين سيجارة داخل سيارته المكيفة فقلت له رأيت فلان الغني الثري بجانبك في السيارة منذ أيام وكانت السيجارة في فمه!
فقال لي : بصراحته المُحَبَّبَة فلان الغني الثري يمنحني بين الفينة والأخرى من الزكاة والخمس والهدايا ما جعلني أعيش عزيزا في هذه الدنيا ولو شاء أن يشرب النرجيلة داخل سيارتي لحملتها له بيدي؟
ضحكت من قوله حتى الثمالة وسألته : هل كان علي بن أبي طالب يتصرف مثلك يمنعني من تدخين سيجارة لفقري ويسمح للغني بتدخين نرجيلة لغناه؟
أجابني بصراحته الجذابة :
كأنك يا شيخ حسن تعيش في كوكب آخر أو أنك راقدٌ مع أهل الكهف؟
علي بن أبي طالب مات وَدُفِنَ وماتت العدالة وَدُفِنَتْ معه في قبره فرحمهما الله تعالى والفاتحة لروحيهما؟
قلت له : لكن كلامك خطير لأنه واضح في الغمز واللمز بسادتنا وكُبَرائنا السياسيين والدينيين كافة وجميعاً؟
قال لي نعم ولن أستثني أحداً منهم على الإطلاق؟!
عشرون سنة كافية لكي نخرج من الإنخداع بهم بعدما رأينا في سيرتهم الذي رأيناه بأم العين من تبذير وإسراف وتمييز وانعدام للعدالة بكل أشكالها ومعانيها وصورها التي يهتز لها عرش الله وأبكت ملائكة السماء وملأت قلب علي قيحا وصدره غيظاً منهم !?
في وقت صار الكفار رُحَماء فيما بينهم رحمة محمولة بأعظم معاني العدالة للأسف؟!

السابق
الحريري والمستقبل: «كل يغني على ليلاه»
التالي
ما هي تُهَم عبادة الحجيري نجل «أبو طاقية»