الحريري والمستقبل: «كل يغني على ليلاه»

تبيان واضح بين مواقف كتلة المستقبل النيابية ومواقف الرئيس سعد الحريري!

ما إنّ عرضت صحيفة “لوموند”، حوارها مع الرئيس سعد الحريري، حتى طرحت تساؤلات عديدة.

فالحريري الذي سئل في مقابلة أجراها  مع الحخيفة عقب لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن هوية الذي اتخذ قرار السماح لعناصر داعش عبور الحدود اللبنانية – السورية، أجاب بالحرف الواحد:
أنا والرئيس ميشال عون. سمحنا لهم بعبور الحدود“.
مضيفاً “لكن نقلهم بالحافلات إلى شرق سوريا كان بقرار من حزب الله والسوريين”.

ليشكّل كلامه تناقضاً بائناً مع ما صدر عن المستقبل ككتلة نيابية وللمواقف التي سجلّها أعضاء التيار في اليومين الماضيين، إذ جاء موقفه منفرداً مغايراً لكل التصريحات المنتقدة وكأنّه “يغرد خارج السرب”، أو أضعف البلاء أنّه لم يطلع على بيان كتلته النيابية قبل أن يتبنى هكذا تصريح!

فبيان كتلة المستقبل الصادر في 29 أب كان قد أكّد أنّ “الهدف من المواقف الصادرة عن حزب الله حرف الأنظار عن المعاني الحقيقية للنصر الذي حققه الجيش اللبناني، والتغطية على السماح بفرار القتلة المجرمين”.

مشدداً أنّ ما حصل يكشف حقيقة حزب الله. هذا ولفت بيان المستقبل كذلك إلى أنّ الحزب الذي يفاوض النظام السوري لتأمين خروج عناصر داعش يحاول أن يجر الدولة اللبنانية إلى تنسيق علني مع النظام السوري.

 

في السياق المعترض نفسه كان عدد من نواب تيار المستقبل ومن منسقيه وناشطيه قد شنّوا هجوما لاذعاً على حزب الله على خلفية هذه الصفقة المشبوهة.

إقرأ أيضاً: صفقة حزب الله.. داعش برعاية سليماني!

إلا أنّه وكما بات واضحاً فإنّ ما جهله جمهور التيار وقادته عن تفاصيل اتفاق حزب الله – داعش كان دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي على علم به، إذ رد على المنتقدين في مهرجان الإمام المغيب موسى الصدر، سائلا المدير العام لقوى الأمن العام اللواء عباس ابراهيم إن كان يفاوض “باسم أبيه”، ليؤكد برّي بالتالي أنّ اللواء قد حظي بتفويضاً من الدولة اللبنانية لإتمام المفاوضات!

إذاً، يسجل للحريري تنازلاً جديداً لمصلحة حزب الله فبوصلة الانتقادات ستتوجه الآن من الحزب إلى الرئيس الحريري الذي لم يقف عائقاً في وجه ترحيل قتلة العسكريين المخطوفين وإنّما على العكس قدم باعترافه تسهيلات وذلك عبر سماحه ورئيس الجمهورية بعبورهم!

إقرأ أيضاً: هل يحق لـ«حزب الله» تحميل مسؤولية استشهاد العسكريين المخطوفين لـ«تيار المستقبل»؟

يبقى أنّ هناك انفصالاً كبيراً بين المستقبل وقياداته.. انفصال يضع التيار على المحك. أما الرئيس الحريري فهو الآن أمام مساءلة، ومساءلة كبرى رأس الحربة فيها أهالي العسكريين.
يبقى ان البعض قد يذهب الى القول ان الرئيس الحريري يتحدث كرئيس حكومة لا كزعيم تيار سياسي، وهذا طبيعي لكن ذلك لا يبرر ان يكون تيار المستقبل بعيدا الى هذا الحد عن مجريات الاحداث والمفاوضات.

السابق
بالفيديو: وسام بريدي يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه عصام.. وريم تبكي!
التالي
سيجارة ممنوعة ونرجيلة مباحة؟