روسيا ستقف مع اسرائيل إذا قصفها حزب الله

من الخطر أن تسيء اسرائيل تقدير إرادة حزب الله على تحمل غاراتها العسكرية.

منذ إنطلاق النزاع السوري، نفذت إسرائيل بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عنها 100 غارة على معاقل وشحنات الأسلحة التابعة لحزب الله في سورية، فيما لم يقم الحزب بالرد بأي شكل من الأشكال. يوازي ذلك إزدياد الحديث الإسرائيلي عن ضرورة تنفيذ المزيد من الغارات عليه، حتى وصل ببعض القيادات العسكرية والأمنية، أن تطلب من حكومتها تنفيذ حرب وقائية ضده في سوريا. هذا الوضع قد يشعر حزب الله بالحاجة إلى الانتقام بشكل أكثر عدوانية. فإذا حدث هذا السيناريو، وأدّى رد الحزب إلى قتل جنود اسرائيليين، فإنه كفيل لوحده أن يشعل الحرب المقبلة.

يثير الباحث المتخصص بالصراع العربي الإسرائيلي في معهد واشنطن “ديفيد شينكر” مسألة السيناريو المحتمل بين حزب الله وإسرائيل. ترتفع حظوظ النزاع كلما أثبت الحزب تفوقه العسكري في سوريا، وصعد خطابه بوجه إسرائيل، وقضم غيظه ضد الغارات المتقطعة.

إقرأ أيضاً: حرب حزب الله وإسرائيل.. روسيا ترتكب الأخطاء السوفياتية

يقول شينكر في لقاء أجراه معه مركز “the cipher brief”، أنّ حزب الله قد يستخدم الأراضي السورية لقصف إسرائيل، وفي حال حصول ذلك، فإن روسيا ستقف مع مصالحها الكبرى التي تجمعها مع تل أبيب. ويضيف “إن منظومة الصواريخ الروسية في سوريا، ستسقط أي صاروخ بعيد المدى يطلقه حزب الله من الاراضي السورية إلى إسرائيل.”

إن حزب الله سيستفيد من ترسانته الصاروخية المتطورة التي جددها بعد حرب تموز لتحقيق أهداف أكثر فاعلية كإستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية، ومحطات القطارات والمواصلات والمنشآت الحيوية.

عام 2015، أعادت الحكومة الإسرائيلية توزيع جيشها بحسب التحديات التي تتعرض لها من اعدائها. الجيش الإسرائيلي البالغ عدده 150 ألفاً، يتمركز نصفه على الجبهة الشمالية المقابلة لجنوب لبنان، بينما البقية ينتشرون في المناطق الداخلية، وعلى الحدود مع قطاع غزة، ومصر والأردن والضفة الغربية.

لقد عملت إسرائيل على تطوير منظوماتها الدفاعية، فمع بداية العام الحالي، دخلت منظومة “أرو” المتخصصة بإنزال الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى الخدمة.

إقرأ أيضاً: مصادر لـ«جنوبية»: روسيا تمنع حزب الله من المشاركة بمعركة حلب

يقول شينكر أنّ لإسرائيل ثلاثة مخاوف نحو الوضع في سوريا. الأول، انشاء الجسر البري الإيراني على طول حدود العراق وسوريا، حيث سيمكن الحرس الثوري وفيلق القدس من نقل الأفراد والأسلحة إلى سوريا ولبنان.

ولكن من الممكن أن تتخذ أميركا قراراً لصد هذه المحاولة لأنّ ادارة ترامب تُبلور وتُضاعف وجودها في تلك المنطقة.

كما تشعر حكومة بن يامين نتيناهو بالقلق من تحرك حزب الله والحرس الثوري الإيراني إلى عمق الجنوب السوري. بينما النقطة الثالثة المزعجة للإسرائيليين، فهي نقل حزب الله ثقل صراعه مع إسرائيل إلى سوريا بدلاً عن الجبهة الجنوبية اللبنانية التي شهدت اليوم (الخميس) تطوراً دبلوماسياً بارزاً بعد قرار مجلس الامن تمديد مهمة قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب لمدة سنة، والسماح لها بإتخاذ اجراءات صارمة لمنع إستخدام منطقة عملياتها في الأنشطة العدائية ضد إسرائيل.

وتعقيباً على التمديد لقوات اليونيفيل، قالت وكالة “اسوششيتد برس” أنّ سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دنون أكد على أهمية القرار وإعتباره خطوة متقدمة لردع حزب الله، أما موقع “تايم أوف اسرائيل” فوصف خطوة مجلس الأمن بالتبدل النوعي على صعيد القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.

السابق
نصرالله: زرت الأسد في دمشق لمتابعة قضية العسكريين المخطوفين
التالي
كلام بري ناقض نصرالله ودفاعه عن قهوجي وسلام يربك الممانعة