الولايات المتحدة الأمريكية غاضبة من صفقة «حزب الله – داعش»

اميركا
ما هي الرسالة التي أرادت قوات التحالف إيصالها من ضرب الحافلات التي تقل "داعش" نحو البو كمال؟

فيما كان يتجه الجيش اللبناني الى حسم معركة “فجر الجرود” على حدوده الشرقية، أبرم “حزب الله ” صفقة مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” برعاية النظام السوري تضمن انسحاب مئات المقاتلين من الحدود اللبنانية السورية إلى منطقة دير الزور مقابل كشف مصير العسكريين المخطوفين وإعادة أسرى الحزب.

اقرأ أيضاً: هل تخرج صفقة حزب الله – داعش العراق من الهلال الشيعي؟

وكما واجهت هذه الصفقة إعتراضا داخليا سجلت مواقف إقليمية ودولية معارضة لها فمن العراق الذي إنتقد بشدة نقل مسلحي داعش بالقرب من حدوده، إلى التحالف الدولي الذي انتقد بشدّة سماح الجيش اللبناني وحلفائه لهؤلاء المسلحين بعبور سوريا، وقد شنّ التحالف بقيادة واشنطن يوم أمس الأربعاء 30 آب غارة جوية لعرقلة تقدم الحافلات التي تقلّهم ، وذلك بحسب ما أعلن الناطق بإسم التحالف الكولونيل ريان ديلون أمس إذ قال “التحالف أحدث فجوة في الطريق ودمّر جسراً صغيراً لمنع موكب “داعش” من التقدم”.
مؤكداً أنّ “الاتفاق يضرّ بالجهود القائمة لمحاربة “داعش“، زمضيفاً “أننا لسنا طرفاً في هذا الاتفاق، لكن ادعاؤهم بمحاربة الإرهاب يبدو فارغاً عندما يسمحون لإرهابيين معروفين بالمرور في أراض تحت سيطرتهم”.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ خطوة قوات التحالف أمس تشير إلى مدى غضب الولايات المتحدة الأميركية من الصفقة. وكشفت عن “ضربات أميركية أخرى إستهدفت مقاتلين لداعش كانوا آتين لنجدة رفاقهم الذين تمّ ترحيلهم من القلمون الغربي بواسطة حافلات حزب الله. موضحة أن التحالف إستطاع رصد قافلة أخرى تقلّ مسلحين على الطريق نفسه ولكن كانت وجهتها من الشرق إلى الغرب”، في حين أنّ موكب حزب الله كان متجهاً من الغرب إلى الشرق”. وذلك بحسب ما نقلت الصحيفة عن الكولونيل ريان ديلون.
بدوره، انتقد بريت ماكغورك، المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي هذا الاتفاق معتبراً أنّه “كان الأجدر قتال إرهابيي داعش في الميدان بدلاً من تأمين معابر آمنة لهم ونقلهم عبرها نحو الحدود العراقية من دون موافقة الأخيرة”.
وكان قد كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل يومين في إطلالة متلفزة تفاصيل الصفقة التي تمّت مع تنظيم “داعش” في جرود القلمون الغربي، وقال “أوقفنا قتال داعش؛ لأننا أبرمنا اتفاقاً، ونحن لا نغدر ولا نطعن بالظهر ولا نحتال”.
موضحاً أنّ العدد الدقيق للمغادرين من جرود القلمون هو 670 ويشمل 331 مدنياً و308 مسلحين من تنظيم داعش و26 مصاباً. وعن بنود الصفقة قال إنّ “أوّل شروطنا كانت الكشف عن مصير العسكريين وتسليمنا أجساد كل الشهداء الذين قاتلوا على الجبهة وإطلاق سراح المطرانين المختطفين والإعلامي سمير كساب”، وكشف أن «داعش» اعترف بأن لديه الأسير المقاوم أحمد معتوق، و3 أجساد لمقاومين في القلمون، وأنّ التنظيم «طلب الإفراج عن سجناء من رومية، لكننا لم نقبل النقاش في هذا الطلب، ولم نقبل تجزئة المراحل خلال التفاوض”.

اقرأ أيضاً: تضارب أنباء حول وقف الدعم العسكري للجيش: هل يواجه لبنان تداعيات اتفاق حزب الله – داعش؟

والجدير ذكره أن قوافل نقل المسلحين بدأت بالتحرك شمالاً باتجاه السخنة قبل دخولها دير الزور، بالتزامن مع تبادل جرحى داعش بجثامين مقاتلين إيرانيين وآخرين في صحراء سوريا.
وبحسب ما نقلته رويترز عن مصدر عسكري مقرب من الحكومة السورية، فإنّ قافلات المسلحين قد بدأت بالتحرك فيما كان حزب الله يتسلم جثامين عدد من المقاتلين الإيرانيين وجنود آخرين دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
كما ذكر الإعلام الحربي أنّ الحزب قد تسلم اليوم (الخميس) جثمان المقاتل الإيراني محسن حججي من داعش، والذي كان قد أسر وقتل قبل حوالي أسبوعين.

 

السابق
بعد المقاطعة والاتهامات المتبادلة: الإيرانيون والقطريون في مكة
التالي
بالفيديو: مخطط داعشي لضرب القرى المسيحية في لبنان!