حملة «الإخفاء القسري في سورية» لكشف مصير المعتقلين

أطلق صحفيون وحقوقيون سوريون حملة ضد "الاخفاء القسري في سورية" لمناسبة الـ30 من آب وهو"اليوم الدولي للاختفاء القسري، لتسليط الضوء على قضايا المعتقلين والمختفين قسرا.

أطلقت منظمتا “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، و”منظمة العدالة من أجل الحياة”، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، لاستقبال قصص ذوي المختفين قسرا، حيث سيتم نشر تقرير شامل بذكرى اليوم الدولي للاختفاء القسري اليوم في الـ30 آب الحالي.
وقد نقل موقع “عربي21” ان مدير “منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، بسام الأحمد انه قد قال “اعتدنا أن نرى حملات عن المختفين قسرا والمعتقلين، وهذا أمر مهم جدا، ولكن اليوم اردنا العمل على قصص المختفين ونربط هذه الأحداث بالآثار على الأهالي”.
ويهدف المشروع الى رؤية أثر الخطف على العوائل سواء النفسية اوالاجتماعية اوالاقتصادية اوالقانونية ترتبت على هذا الاختفاء. فمعظم الذين تمت مقابلة أهاليهم مختفون منذ 4 سنوات وهو معيلون لأسرهم.

اقرأ أيضاً: المعتقلون في سوريا ملف من عمر الحرب لم يقفل

ويؤكد المتابعون انه ما زالت المحاولات مستمرة لدفع الاهالي للحديث عن تجاربهم من خلال التواصل مع المنظمات الدولية للقول أن العوائل والمجتمع كله ضحية، لأن الاخفاء القسري لا يطال الشخص المخطوف فقط، لكنه يتعدى إلى الدائرة المحيطة به. لذا، تقوم الحملة بالتركيز على معاناة العوائل السورية لتوثيق حالاتهم قانونياَ ومادياَ ونفسيا.
بالمقابل، يرى مدير “منظمة العدالة من أجل الحياة” انه “واجهتنا صعوبات عديدة منها عملية التوثيق وتسجيل الشهادات التي تمت عن طريق فريق منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”.
حيث كان يتم إجراء مقابلات مع ذوي المختفين قسرا مباشرة، سواء من داخل سورية او من خارجها عن طريق الإنترنت، عبر آلية وضعتها المنظمات الحقوقية، اضافة الى إعداد الصور والوثائق المتوافرة مع الشهود.
لكن ثمة مشاكل مهمة هي خشية الشهود الكشف عن أسمائهم خوفا على المعتقلين، اضافة الى الآثار النفسية الظاهرة على عوائلهم خلال رواية قصص اعتقال أبنائهم.


فمثل هذه الحملات تسلط الضوء على قضايا المعتقلين والمختفين قسرا، في ظل وجود عشرات الآلاف من حالات الاختفاء القسري في سورية منذ بداية الثورة السورية وحتى يومنا هذا. فالحملة تتزامن مع اليوم الدولي للاختفاء القسري.
والتوثيق هو الدليل الوحيد على ارتكابات النظام منذ ست سنوات، وعلى ما ترتكبه أطراف النزاع في سورية حيث ترتفع نسبة الاخفاء القسري باضطراد.
بالمقابل، ثمة ملف للمخفيين قسرا في لبنان، الذي مرّ بحرب اهلية استمرت 15 عاما، وخرج لبنان من الحرب دون تحميل أي طرف سياسي مسؤولية ما حصل، ولا تزال وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، تعمل على الملف منذ اكثر من 20 عاما، اضافة الى الراحل غازي عاد الذي توفي قبل ان يعرف مصير المخفيين اللبنانيين قسرا في سورية، نتيجة التدخل السوري في الاحداث اللبنانية. بحسب “النهار” التي غطت نشاطات اللجنتين باستمرار.
وتقول وداد حلواني لـ”جزيرة نت” انه “بعد نحو ثلاثة عقود على الخطف تستمر وداد حلواني في البحث عن زوجها، وستستمر لكنها لا تعيش في الأوهام، ولو أن الأمل ببقائه حياً ما زال موجوداً على ضآلته، تعرف أن من خطفه لم يسكنه في فندق من خمس نجوم كما تقول، وتدرك أن مرور الوقت الطويل عن عدنان حلواني لا ينبأ بخاتمة سعيدة لقضيته، لكن لا بد من خاتمة ولا بد من كشف حقيقة ما حصل، في الانتظار ما زالت تكتب له رسائل في عيده الذي يصادف بعد أسبوعين من ذكرى اختطافه، تنشرها في الجرائد لأنها ببساطة لا تملك عنوانه”.
لكن الارادة السياسية منعت ايّ كشف في هذا الملف. وعسى الا تُصاب اللجان الشبيهة في سورية بالمصير نفسه.

 

السابق
الإدارة الأمريكية تسترجع المساعدات التي قدمتها للجيش اللبناني بسبب حزب الله والجيش السوري
التالي
عملية نصب منظمة باسم مهجري الليلكي