حرس الحدود التُركي يستمر في قتل السوريين العابرين الى أراضيهم

225 قتيلاً سوريا سقط عند الحدود التركية - السورية من يتحمل المسؤولية؟

أطلقت قوات الجندرمة التركية يوم الخميس 24 آب/ أغسطس، الرصاص الحي على المدنيين السوريين أثناء عبورهم الحدود التركية بالقرب من بلدة دركوش بريف إدلب الغربي، ما أدى الى مقتل امرأة وطفل، وإصابة أخرين معظمهم من المُهجرين قسرًا من ريف دمشق.

وحول الحادثة، قال قُصي الحسين-الناشط الثوري في ريف إدلب لـ “جنوبية”  أنّ “ما تقوم به قوات الجندرمة التركية من اعتداءات متكررة على المدنيين السوريين الذين يحاولون العبور إلى اراضيها من الاراضي السورية بطريقة غير شرعية من عملية قتل متعمد بشكل مباشر، ما هو إلا عمل عدائي بحق هذا الشعب الذي قد عانى الأمرين من ظلم وإجرام نظام الاسد وحلفائه من جهة، ومن الاعتداءات المتعمدة بحق السكان والمهجرين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، والقوات المجاورة لتلك المتاخمة للجغرافيا السورية الحرة”.

وتابع: “عمدت القوات التركية بشكل متكرر إلى استهداف أي شخص يحاول الانتقال لأراضيها، بعيدًا عن المعابر الحدودية التي بات حلمًا للمواطن السوري أو غيره العبور منها من شدة التعقيدات الأمنية وشروط العبور، كما شهدنا العديد من الحوادث التي قامت بها قوات الجندرمة التركية باستهداف المدنيين عن طريق قنصهم أو رميهم بالرصاص الحي بشكل مباشر عند رؤيتهم، غير مكترثين إن كانوا عبارة عن عائلات تحوي نساءً أو اطفالاً وعجّزاً، أم عبارة عن مجموعة من الشباب والمهربين، وذلك بحجة حماية أمن الأراضي”.

وفي السياق، أوضح “م.ع” من مدينة حارم في ريف إدلب الغربي وهو أحد العاملين في خطِ تهريب السوريين بطرق غير شرعية إلى تُركيا “أن قتل السوريين من قبل القوات التُركية على الشريط الحدودي، يأتي غالبًا بسبب فشل عملية التنسيق بين المواطن التُركي العامل معنا من الجهة التُركية، والضبّاط الأتراك. مع التذكر أنّه يدفع مقابل مرور السوريين بشكٍل أمن دون تعرضهم للخطر قيمة مادية على الشخص الواحد التي لا تقل على الـ 1000 دولار أمريكي، إلا أنّ موعد عبور السوريين الى الأراضي التُركية يأتي بعد إنهاء نوبة الضباط وذلك دونَ عِلمنا، وهُنا تحل الكارثة العُظمى وحصلت معنا على الحدود السورية التُركية القريبة من جبل حارم أكثر من ثلاث مرّات، قُتل في إحداها 7 سوريون برصاص القوات التُركية وجُرحَ ثلاثة أخرون نتيجة هذا الفشل”.

اقرأ أيضاً: سوريا: تركيا تقدم السلاح للإرهابيين

ومن جهة أخرى، حمّل الدكتور “خليل آغا” مُدير “الصحة في الساحل السوري” كُل القتلى السوريين للفصائل العسكرية المُسيطرة بالقرب من الشريط الحدودي السوري التُركي، وقال لـ”جنوبية”: “الفصائل العسكرية العاملة على الشريط الحدودي من الجهة السورية، تُلام على ما يرتكبهُ المُهربين بحق المواطنين، ودماؤهم في أعناقهم إلا أنّ الإفادة المادية قد أغشت بصيرتهم، وأصبحت دماء المواطن السوري كالمياه الجارية في الطُرقات دون أن يكون لها أي اهتمام”.

وأضاف الدكتور “آغا” أن معظم حالات الدخول تكون عبارة عن عمليات تهريب منظم، يقوم بها مهربون محترفون يتقاضون مبالغ كبيرة، وهناك تحذير دائم من حرس الحدود التُركي بعدم محاولة العبور بهذا الشكل، وبالتالي تقوم القوات التُركية بإطلاق الرصاص ويسقط جرحى وقتلى”.

ونوّه الدكتور “أغا” أنّه لا يجب علينا دومًا لوم الجانب التركي الذي من حقه أن يقوم بحماية حدودِ بلاده وخاصة أمنه الداخلي، وما تتعرض له تركيا، كما أننا يجب أن لا نُبرر قتل حرس الحدود التركي للسوريين، لكن يجب أن نعتبر بأن تُركيا دولة ولها الحق في حماية بلدها وأمنها.

وحول الإفادة المادية التي تتقاضاها الفصائل العسكرية المُعارضة في ريف إدلب الغربي من المواطنين السوريين قُبيل عبورهم الأراضي التُركية، أشار “م.ع” أن إحدى الفصائل المُسيطرة في مدينة حارم تنصب حاجزًا على طريق جبل حارم والمؤدي الى مكان عبور السوريين فقط لقطع وصل مالي من كُل مواطن بقيمة 50 دولار أمريكي، موضحًا على حسبَ ما نُقل لهم من الفصيل العسكري الحاكم أنّ الـ 50 دولار هي ضمان حق المواطن في حال تعرض للاحتيال من قبل المُهربين، ومُلاحقتهم والأخذِ بِمُحاسبتهم, وتعود القيمة المادية للمواطن من قبل العسكر في حال عدم قدرتهِ على العبور، مُشيرًا “م.ع” أن الحاجز بدء بعملهِ في تقاضي القيمة المادية من المواطنين منذُ مطلع عام 2016.

وبحسب توثيقات الناشطين في ريف إدلب للقتلى السوريين على الشريط الحدودي بين سوريا وتُركيا، أشار “الحسين” أن القتلى وصل عددهم إلى 225 قتيل منذُ العام 2015 ولغاية العام الجاري، بينهم أطفال ونساء ووصل عدد الجرحى الى أكثر من 300 جريح من كِلا الجنسين، إضافة الى تعرض (فرق الدفاع المدني) في ريف إدلب عّدة مرات لإطلاق نار من قبل حرس الحدود التركي أثناء مُحاولتهم سحب القتلى السوريين من الشريط الحدودي السوري التُركي، دون وقوع أيّ إصابات بين صفوفهم”.

اقرأ أيضاً: تركيا تبدأ تدخلا عسكريا في سوريا… والهدف «جرابلس»

تستمر القوات التُركية (الجندرمة)، بتعرضها للمدنيين السوريين بالرصاص الحي داخل أراضيهم وأثناء تواجدهم في منازلهم أو ضمن شوارع قراهم المتاخمة للأراضي التركية بحسب الناشطين، وأصبح الشعب السوري يشعر بالحيرة من الموقف التركي اتجاه القضية السورية، بحيثُ يرى السوريون أنّ الموقف التركي تارة يعكس تعاطفاً وبكاء على دماء أهل سورية من مهجرين وغيرهم، وتارة أخرى يعكس انتهاكات حقيقية بحق الإنسانية والمواطنة من قبل نفس تلك الدولة الصديقة للشعب السوري.

وكانت الحدود السورية التُركية في ريف إدلب، قد شهدت العديد من حالات القتل وجرح السوريون برصاص الجندرمة الحي في ظل قرار رسمي قد أصدرتهُ الحكومة التركية بإغلاق المعابر الرئيسية منذُ آذار/ مارس 2015 لأسباب أمنية، مُحذرة من دخول أراضيها بطريقة “غير شرعية”، ومؤكدة أنها ستستخدم القوة في حال تجاهلوا التحذير.

السابق
انزعاج الحريري من نصرالله
التالي
«الجمهورية الثالثة» تولد من بعلبك