تضارب أنباء حول وقف الدعم العسكري للجيش: هل يواجه لبنان تداعيات اتفاق حزب الله – داعش؟

تضارب أنباء حول التدابير الأمريكية التي استهدفت لبنان!

كشفت صحيفة “النهار” اللبنانية صباح اليوم، نقلاً عن مصادرها  أنّ الإدارة الأميركية مستاءة من الرضوخ اللبناني لكل من حزب الله والنظام السوري، لتوضح أنّ أمريكا قد اتخذت قراراً بوقف الدعم العسكري للدولة اللبنانية واسترجاع 50 دبابة حديثة الطراز.

هذا القرار الذي أتى بحسب الصحيفة، بعد معركة فجر الجرود وما أظهرته -بحسب البعض وبحسب تأكيدات مصادر الممانعة- من تنسيق مباشر أو غير مباشر بين المؤسسة العسكرية والجانب السوري وحزب الله، لا سيما وأنّ الإدارة الأمريكية كانت قد حذرت من مغبة هذا التعاون.

إلا أنّ الحلقة الفارغة في هذه المعلومات هو تأكيد قيادة الجيش في مؤتمراتها أنّها لم تنسق ولن تنسق لا مع حزب الله ولا الجيش السوري.

في المقابل تعارضت هذه المعطيات الواردة في صحيفة “النهار”” مع ما نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، إذ أعلنت عن اتصال هاتفي قد تمّ بين قائد الجيش جوزيف عون وقائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل.

بحيث أنّ الأخير قهنّأ قيادة الجيش على نجاح عملية “فجر الجرود” مؤكداً استمرار الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية.

في سياق تعارض المعلومات هذا استخف الصحافي والكاتب “عماد قميحة” في حديث لـ”جنوةبي” بما يتم تداوله عن استرداد الدبابات و وقف المساعدات، مؤكداً أنّ هذا الخبر غير صحيح وغير دقيق.

من جانبه  أوضح الباحث والمحلل السياسي مدير جميعة “هيا بنا” لقمان سليم لـ”جنوبية” أنّ  “النقاش الأميركي حول موضوع استمرار تسليح الجيش اللبناني لم يبدأ مع معركة الجرود اللبنانية، فالمحطة الأساسية من محطات هذا النقاش المتعلق بفكرة قيام دولة في لبنان وبسط سيادتها، والذي يتصاعد أحياناً وينخفض أحياناً، هي مرتبطة  بالاستعراض العسكري الذي قام فيه حزب الله في القُصيَر من حوالي أشهُر.”

لقمان سليم

مضيفاً  “مشهد الاستعراض العسكري أعاد فتح النقاش الأمريكي بشكل واسع وصريح حول جدوى الإستمرار بتسليح الجيش اللبناني،وهنا  انعقد هذا النقاش على نقاش ثاني الذي هو له علاقة بالعقوبات على حزب الله وبالموقف اللبناني الذي أقلَ ما يُقال فيه بأنه ملتبس بترسيخ العلاقة بين المؤسسات اللبنانية وبين حزب الله”.

إقرأ أيضاً: معركة «فجر الجرود»: اسلحة جديدة للجيش اللبناني ستفتك بداعش

ليوضح أن “ما صدر بجريدة النهار اليوم هو محطة جديدة من محطات النقاش وبالحقيقة التباس الموقف اللبناني مجدداً حول موضوع التنسيق وعدم التنسيق  شرّع تصاعد المواقف لا سيما في موضوع تسليح الجيش اللبناني اليوم أو إعادة النظر في هذا التسليح”.

ولفت سليم إلى أنّ  هذا التسليح أيضاً هو مرتبط بمسألة ثالثة وأساسية وهي مسألة التمديد لليونفيل.

متابعاً “لدينا مجموعة محطات ومجموعة لحظات تتآلف من أجل تشكيل صورة عن الجيش اللبناني ليست بالضرورة الصورة التي يُحب مجتمع الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة ان يراها”.

إقرأ أيضاً: ردا على استفزاز ات الخارجية اللبنانية: السعودية تتخلى عن تسليح الجيش اللبناني

ليختم سليم كلامه قائلاً  “بمقدار ما الحرب على الارهاب قد أنجزت على الحدود اللبنانية بمقدار ما ستنخفض الأسباب الموجبة لرعاية الجيش وتسليحه”.

يذكر أنّ عملية “فجر الجرود” لم تنتهِ كما تأمل الجانب اللبناني، ففي وقت كان الجيش يتجه نحو الحسم العسكري تمّ تحريك ورقة المفاوضات وذلك باللعب على وتر مصير العسكريين المخطوفين، لتكون الصفقة عدة مطالب لحزب الله بينها العسكريين مقابل الخروج الآمن للدواعش من القلمون الغربي إلى الحدود السورية – العراقية.

السابق
حسين يوسف لن يفرض حزنه على «المنتصرين»: غارة «التحالف» تعزينا
التالي
لتكريم الشيخ الرافعي وحسام الغالي