صقر يرد على اتهامات نصرالله: محاضر الحكومة هي الفيصل بيننا

خطاب نصرالله، رسائل مبطنة وانتقادات لاذعة.

يبدو أنّ السيد حسن نصرالله بات يفرغ منابره للرد على وسائل الإعلام وعلى السياسيين وعلى كل من لا يتقاطع و “هواه” الانتصاري. فبعد الخطاب الأخير والذي انتقد فيه السيد قناة المستقبل محيداً اياها عن درب الوطنيين، ها هو اليوم يرد على النائب عقاب صقر وعلى مضامين تصريحه الأخير لموقع “جنوبية” دون أن يسميه.

وكان صقر قد أكّد لنا أنّ ما أدلى به السيد نصرالله في خطابه السابق عن وجوب التنسيق معه ومع النظام في قضية العسكريين المخطوفين، هو عملية ابتزاز للدولة اللبنانية متسائلاً إن كان النظام على علم بمصير عسكريين.

تساؤل صقر هذا، لم يدم طويلاً، فانكشفت الحقيقة وأغلق الملف والعسكريين شهداء، واللافت أنّ العقدة المتعلقة بحل هذه القضية تمّ حلحلتها على يد النظام والحزب.

هذه التطورات دفعت السيد نصرالله إلى خطاب جديد فنصر القاع بات أكثر وسعاً من ال20 كلم التي ادعى في كلمته السابقة أنّ مقاوميه قد حرروها.

نصرالله في كلمته وجّه نقداً لاذعاً للنائب عقاب صقر وذلك على خلفية اتهامه له بالابتزاز فقال “ليس حزب الله الذي يقال عنه (إنه يمارس) الابتزاز في قضية إنسانية”.

مضيفاً “الذين قالوا هذا الكلام سواء كانوا كباراً أم صغاراً، أحزاباً أم تيارات أم إعلاميين أم سياسيين إما جهلة وإما أنهم لئام عديمو الأخلاق”.

ليتابع منتقداً وصف معركة عرسال بالمسرحية، وهو الوصف الذي أطلقه صقر في مؤتمر الصحافي الذي عقده مؤخراً.

فقال نصرالله”الآن، المسرحية، عدم الشرعية، لن نعطي شرعية أبداً، المضحك أكثر أن الإنسان يكون في قمة الانتصار فيقال هذه نهايتة”.

ليتابع “هناك أناس يريدون أن يشوّهوا هذا النصر، وقد عملوا سابقاً على تشويه معركة جرود عرسال بالطريقة التي تعاطوا فيها إعلامياً وسياسياً وببياناتهم”.

اتهامات نصرالله لم تتوقف هنا بل تطورت إلى المطالبة بفتح تحقيق حول خطف العسكريين والجهة التي عرقلت التفاوض.

في سياق كل هذه التطورات تواصل موقع “جنوبية” مع النائب عقاب صقر الذي بدأ حديثه معلقاً “أن يخرج السيد حسن نصرالله مرتين بأسبوع فالامر جلل والوضع حرج”.

مضيفاً فيما يتعلق بالردود التي لحقته “يستاء السيد ويغضب كما بدا بخطابه ليس مني بل من فريق كبير، معتبراً أنّ كلامه فهم خطأ ويعتبرنا لئام وبلا اخلاق. أولاً، ثمة معطيات ملموسة توفرت لدي وعرضتها في مؤتمري الصحافي مفصلة كما عرضها غيري، وجعلتني اعتبر أنّ معركة جرود عرسال مسرحية.  ثانياً، يمكن أن نسلم جدلاً بأنني واحد ممن فهموا خطأ وأطلقوا موقف سياسي تحدثوا فيه عن ابتزاز النظام السوري من خلال كلام السيد. لكن ماذا يقول السيد عن الحملة التي امتدت سنين وما زالت مستمرة، بالتزوير والكذب والافتراء الذي يمارسه بعض محازبيه ومعظم التابعين له من سياسيين و إعلاميين وناشطين. ووصفنا وتصنيفنا اسرائيليين ودواعش وإرهابيين استناداً الى وثائق مزورة ومستندات مفبركة ومعلومات لا أساس لها؟. ويترافق ذلك كله مع عملية منهجية لتحوير وتحريف كل ما نقوله ونفعله”.

وتابع صقر متسائلاً “بكل هدوء نسأل السيد أيّ نصر يحتاج 35 دقيقة لتبريره وشرحه وفك التباساته وما رافقه من تعاطي غير مفهوم مع عصابات مسلحة محاصرة، ارتكبت ابشع المجازر؟. إضافة إلى التعاطي الودي من قبل هذه العصابات مع حزب الله وتسليم أنفسهم وأوراقهم طوعاً، في مقابل وفاء من الحزب، لم يحظَ به شريككم في الوطن وحكومة الرئيس الحريري يوم طعن في البيت الأبيض بانقلاب موصوف على العهد الذي قطع له”.

ليردف “ثم إنّ السيد الذي يشتكي من إساءة فهم كلامه والتعرض له بالتحليل السياسي. يعود ويخون فريقاً داخلياً معتبراً أنّه دعم وغطى داعش والنصرة من دون أن يقدم أيّ دليل، مستنداً فقط إلى الحملة التي يشنها فريقه، حيث صارت مرجعا لهذاً الفريق على قاعدة “ان الدليل على قولنا هو ما قلناه سابقا”!”.

إقرأ أيضاً: صقر يرد على منتقديه: يواجهون الوقائع بالشتائم

هذا ودعا عقاب صقر سماحة السيد حسن نصرالله إلى الانتقال من قلنا وقلتم إلى القول الفصل، عارضاً  عليه حلاً نهائياً، وهو العودة إلى المحاضر الصوتية والمدونة، في مجلس الوزراء في وقت حكومة حزب الله التي ترأسها نجيب ميقاتي،لافتاً إلى أنّها “الحكومة الوحيدة التي لم تكن حكومة وحدة وطنية بعد اغتيال الرئيس الحريري، بفعل الانقلاب الذي غيب قوى 14 آذار”.

متابعاً “وأتحدى كل من يزعم أنّ تيار المستقبل أو الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام غطوّا داعش والنصرة أن يعود الى ملابسات زمن التأسيس ولحظة الاعتداء الإرهابي على الجيش وإلى محاضر حكومة الرئيس تمام سلام، التي أزعم أنّ بعض وزراء المستقبل و14 آذار فيها طرحوا الحسم ورفضه غيرهم”.

وشدد صقر على هذه النقطة متحدياً العودة لهذه المحاضر لكي يعلم الرأي العام اللبناني والقضاء من المسؤول الحقيقي عن تخاذل الحكومتين والحكومة الحالية، في التعاطي مع ملف إرهابيي داعش والنصرة.

إقرأ أيضاً: صقر لـ «جنوبية»: نصرالله كشف تورط الأسد في قضية العسكريين

وأضاف صقر سائلاً السيد نصرالله “أنتم تقولون أنّ الدولة اللبنانية تقاعست، وهذا أمر واقع ستثبت المحاضر الجهة المسؤولة عنه، ولكن يومها كان حزب الله وما زال يقاتل في أكثر من منطقة سورية، وصولاً إلى الحدود التركية والأردنية، فلماذا لم يقاتل داعش والنصرة على الحدود اللبنانية وقتذاك؟ وإذا قلتم إنكم لم تقاتلوهم بسبب عدم وجود موافقة من الحكومة، نقول، لقد قاتلتم في سوريا خلافاً لإعلان بعبدا وضد إرادة الحكومة والدولة اللبنانية. وكذا في قتالكم اليوم لم تستأذنوا الدولة اللبنانية ولا أخذتم غطاء الحكومة، فلماذا لم تقاتلوهم يوم تقاعست الدولة وكانت دماء لعسكريين واللبنانيين على الأرض؟”.

متابعاً “أقول للسيد نم قرير العين فليس بيننا من لم ولا يفرح بتحرير الأرض من العدو الاسرائيلي والإرهاب التكفيري، لكن المشكلة أنّ معظم قيادات حزب الله وجل مؤيديه يحولون المعركة سواء كانت حقيقية أو مسرحية إلى حالة انتصار على الداخل والشريك في الوطن أولاً وثانياً … وعلى الاسرائيلي والتكفيري خامساً”.
ليختم كلامه بالقول “كيف تطلب سماحتك أن نسكت عن قيام محازبيك وجماعة محوركم بتخويننا وهدر دمنا باسم زمن الانتصارات؟ والأدهى انه عندما نرد لندافع عن أنفسنا، تسوقون أننا ندافع عن الإرهاب وتقولون لنا أنتم اسرائيليون ودواعش.
اخيراً اقول للسيد هنيئا لكم ما أسميتموه معجزة النصر فاجترحتم يوماً جديداً لكم لتحرير لبنان من الإرهاب. ويبقى السؤال متى ستسحب عسكرك ورفاقهم من سوريا، فتترك للسوريين فرصة اجتراح ذكرى تحررهم؟”.

السابق
وئام وهاب يحملّ الحريري مسؤولية إعدام العسكريين المخطوفين
التالي
السفارة السعودية تحقق أمنية مسنة لبنانية مصابة بمرض السرطان