حزب الله يحصل على جائزته: تخفيض العقوبات الأميركية!

ما الهدف من إعلان خفض العقوبات الأميركية على حزب الله في هذا التوقيت بالتزامن مع المعارك التي يشنها حزب الله على الإرهاب بالقرب من الحدود اللبنانية؟

بعد ان كان الحديث قبل أشهر عن توجه الكونغرس الأميركي نحو تشديد الخناق على حزب الله عبر فرض تعديلات جديدة على مرسوم عام 2015 بفرض مزيد من العقوبات المالية عليه بهدف تجفيف منابع تمويله من خلال مراقبة حركة الحزب المالية داخل المصارف الدولية، واللبنانية ،  بالأكثر من ذلك إذ نقل عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس أد رويس عن التوجّه نحو توسيع نطاق العقوبات وتشديدها لتطال جهات غير مرتبطة بحزب الله مباشرة كحركة أمل والتيار الوطني الحرّ، إضافة إلى فرض عقوبات على كل المؤسسات التي تتبع وتتعاطى مع مؤسسات حزب الله الإنسانية والصحية والإجتماعية وغيرها بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”.  وحينها حذرت وسائل الإعلام المحلية من عواقب وخيمة على الاقتصاد اللبناني الضعيف والتشرذم السياسي ذي الطابع الطائفي.

إقرأ ايضًا: هل تطال العقوبات الاميركية ضدّ حزب الله المسيحيين العونيين؟

لكن اللافت، ما نقلته وكالة “رويترز ” أمس عن مصادر مصرفية وسياسية أنه “تمّ تخفيف من حدة العقوبات الاميركية على حزب الله خوفا من أن يلحق التشدد في الإجراءات الضرر بالاقتصاد اللبناني”.

وتلفت المصادر المصرفية التي تحفظت عن ذكر إسمها للوكالة أنه “بما انه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بموقف الرئيس ترامب تجاه المحور الإيراني على السلطات اللبنانية أن لا تتهوان مع حزب الله“. فضلا عن أن “الكونغرس لن يناقش ويصوت على مشروع قانون العقوبات حتى نهاية عطلته في  أيلول المقبل”.

وفي هذا السياق لفتت  إلى أن “الوفود السياسية والإقتصادية إلى واشنطن نجحت بإقناع الإدارة الأميركية لعدم توسيع نطاق العقوبات لتشمل فئات شعبية واقتصادية واسعة والموازنة بين موقفها المتشدد المناهض لحزب الله وضرورة الحفاظ على الاستقرار اللبناني.

وختمت “رويترز” بأن “المرسوم المقترح تعدّل بشكل لن يطال ويشمل لبنان بأكمل بل أصبح أكثر تحديداً”.

إقرأ ايضًا: هذه اسماء الاشخاص والشركات الإيرانية واللبنانية التي شملتها العقوبات الاميركية

لكن ما الهدف من إعلان تخفيض العقوبات الأميركية على الحزب في الإعلام في هذا التوقيت بذات بالتزامن مع المعارك التي يشنها حزب الله  على الإرهاب بالقرب من الحدود اللبنانية؟ فهل هي مجرد مصادفة؟ أو المقصود تصوير ما يحدث كمكافأة  للحزب على جهوده ضد الإرهاب؟

وفي إطار نفوذ حزب الله المتزايد في المنطقة، كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تقريرا نشر امس “الأحد”  تحت عنوان “حزب الله ذراع إيران فى سعيها لسيادة الشرق الأوسط” عن التحوّل في مهام الحزب من محاربة إسرائيل في البداية حتى أصبح تنظيما عابر للحدود مع التغيرات في الشرق الأوسط  عبر إرساله مقاتليه إلى سوريا وفي العراق عبر إرسال المدربين العسكريين كما دعم الثوار فى اليمن، عدا عن تشيكل مقاتلين في أفغانستان. وهو ما أدّى إلى أن يتحوّل حزب الله إلى أداة بيد إيران تساعدها في قيادة الشرق الأوسط.

ولفتت الصحيفة إلى أنه ، في الأونة الأخيرة ركز العالم على ارهابيي داعش وجرائمهم في مختلف بقاع الأرض بالمقابل قلّ الانتباه نحو إيران وأذرعها  إذ نشطت الأخيرة بإطلاق عملياتها الخاصة من التجنيد والتدريب ونشر المقاتلين، عبر  حزب الله الذى يلعب دورا مهما في هذا السياق.

ورأت أن المجموعات التى ساهم حزب الله يتأسيسها لعبت دورا بارزا لجهة تغيير مسار النزاعات فى المنطقة، بداية من سوريا  إلى العراق ، وحتى اليمن.

وتساءلت عن “دور الذي سيلعبه “حزب الله” والمقاتلين الذي ساهم بتجنيدهم بعد انتهاء الحروب في المنطقة”.ولفتت “رويترز” إلى  أن  “الحروب التي يخوضها حزب الله تطلب ميزانية كبيرة سيما أنها  كبدته الكثير من الخسائر وهو ما يتزامن مع العقوبات المالية التي تفرضها  الولايات المتحدة على آليات تمويله. مشيرة أن “حزب الله يعترف بشكل واضح وصريح أن معظم ميزانيته تأتى من إيران، لكن ماذا سيكون مصير المقيمين فى مجتمعات حزب الله بلبنان سيما أنه ينقل عنهم وقوعهم في ضيقة مادية  مع مع  تخفيض الحزب الإنفاق.

السابق
العسكريون الشهداء: برسم ضمائرنا، دولتنا، أحزابنا!
التالي
الكسوف الشمسي.. رحلة الظلام في عدد من الصور!