إرهابيو داعش لم يفلتوا من العقاب…فكان تحرير الأرض!

بعدما أصبح مصير العسكريين المأساوي معلوما، عمّ الإستياء فئات كثيرة من الشعب اللبناني التي رأت في بنود الاتفاق مع داعش ما يسيئ لأرواح الشهداء الشرفاء. وقد بدأ منذ قليل خروج مسلحي داعش من جرود القلمون الغربي عبر معبر الشيخ علي - الروميات ومنه إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف دير الزور.

بدلا من أن تعمّ مظاهر الفرح والإحتفال بإنجاز الجيش اللبناني بتحريره الجزء اللبناني من جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة من تنظيم «داعش» الإرهابي لفّ الإحباط الشعور بالنصر وبقيت الفرحة ناقصة بعد معرفة مصير العسكريين المخطوفين المأساوي.
للأسف وبعد طول إنتظار لم يكتب لأهالي العسكريين المخطوفين عناق أبنائهم وبدلاً من انتظار عودة أبنائهم باتوا ينتظرون تسلم جثثهم.
هذا النبأ حمله اللواء عباس إبراهيم عصر أمس إلى خيمة أهالي العسكريين في ساحة رياض الصلح اللذين لم تكن سوى الدموع والصراخ تعبّر عن وجعهم.
مصير العسكريين المأساوي وكشف اللواء إبراهيم أن السلطة كانت على علم مسبق أن داعش أقدم على إعدام الجنود منذ شباط 2015 إلا أنه لم يهناك إمكانية لتأكيدها.

هذا ما كان كاف للغضب والخيبة التي عبّر عنها معظم اللبنانيين عبر وسائل التواصل الذين انتقدوا تصرّف الجانب اللبناني مع داعش بعد معرفة مصير الجنود معتبرين أن السماح لداعش المغادرة في باصات مكيفة ويقطعون مسافات طويلة داخل سوريا للوصول الى منطقة البوكمال هو بمثابة مكافأة لداعش على تسليمها جثث العسكريين الشهداء. طارحين عدّة تساؤلات حول المانع من إلقاء القبض عليهم للتحقيق معهم إحتراما لدماء الجنود الشرفاء؟ وكيف تسمح السلطات اللبنانية برحيل القتلى من دون محاسبة، في حين نشهد الساعات الاخيرة من عملية الاطباق على الارهابيين التكفيريين من داعش.

إقرأ أيضاً: العسكريون المخطوفون هم #شهداء_مؤامرة_الحزب

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع مسؤول عسكري لبناني رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه، وأكّد أن “الجيش اللبناني نجح من بالإطباق على داعش والضغط عليهم من دون تحقيق خسائر كبيرة ومن ثم إستطاع الجيش تحقيق هدف عملية “فجر الجرود” أولا بالقضاء على داعش ومن خلال تحرير الأرض وثانيا معرفة مصير العسكريين المخطوفين حتى وإن كانوا شهداء”.

 

ورأى المصدر ردا على ما ينشر من أقاويل حول افلات إرهابيي داعش من العقاب، أن “الأهم هو أكل العنب وليس قتل الناطور، فالمواطن يتكلّم من باب العاطفة ولا يدرك ما يقوله العلم العسكري فالجيش ليس جماعة إرهابية حتى ينتقم أو يتصرف بطريقة عشوائية”.

إقرأ أيضاً: داعش اللبناني: الحقيقة الكاملة!

ونفى أن يكون قد حصل أي عملية تفاوض بين الجيش اللبناني وداعش، مؤكدا أن الجيش لا يفاوض الإرهابيين والصفقة التي تمت مع الجانب السوري وإن حصلت على حد تعبيره فهي تعنيه فقط”. مشيرا إلى أن “دير الزور ملاذ آمن بالنسبة لداعش لأنهم يدركون جيدا أنه ستتم محاكمة عناصره الارهابية في حال استسلموا للسلطات اللبنانية”.

وفي سؤالنا حول ما إذا كانت معركة “فجر الجرود” انتهت أكد المصدر “أن قيادة الجيش هي من تعلن انتهاء العمليات العسكرية”. مؤكدا أن” الجرود أصبحت إلى حدٍ ما خالية من الارهابيين”.

اذن تحرير الأرض من ارهاب داعش كان هو الانتقام العملي والعقاب الحقيقي للقتلة، فالجيش اللبناني أبعد ما يكون عن الانتقام الغرائزي.

السابق
لبنان ومقذوفات الأسد
التالي
صفقة خروج داعش من الجرود تثير شبهات وراءها حزب الله