هل أصبح بقاء الأسد في سوريا أمراً لا مفرّ منه؟

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إقترب نهاية الصراع القائم في سوريا وبدء ترتيبات الدول الكبرى والإقليمية للمرحلة النهائية التي مهّد لها الإتفاق الأميركي – الروسي الذي أبرم قبل شهر حول وقف اطلاق النار في جنوب سورية، واقامة مناطق عازلة على الحدود السورية الأردنية والسورية الاسرائيلية.

وبالتوزاي نقلت وكالة “أسوشيتد برس” قبل يومين عن مصدر سعودي مسؤول أن وزير خارجية المملكة، عادل الجبير، دعا المعارضة السورية لوضع “رؤية جديدة” حول تسوية الأزمة في سوريا ومستقبل رئيسها، بشار الأسد.

دعوة الجبير هذه تم توجيهها، حسب “أسوشيتد برس”، للهيئة العليا للمفاوضات المعروفة أيضا بمنصة الرياض للمعارضة السورية، والتي عقدت، يوم الثلاثاء الماضي، اجتماعا في العاصمة السعودية مع كل من منصتي موسكو والقاهرة لبحث موضوع تشكيل وفد موحد للقوى المعارضة إلى مفاوضات جنيف الخاصة بتسوية الأزمة السورية في شهر أيلول القادم.

وهي ليست المرّة الأولى التي ينسب فيها للجبير حديثه عن ضرورة الخروج برؤية جديدة ، إذ نقلت قناة روسيا قبل أسابيع عن مصدر في المعارضة السورية أنه أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات أن الأسد باق، وأن على الهيئة إيجاد رؤية جديدة وإلا سيتم البحث عن حل للملف السوري من غير المعارضة. وأنّه ليس من الممكن رحيل الأسد في بداية المرحلة لانتقالية.

فهل تغيرت المعادلة الدولية وأصبح بقاء الأسد في سوريا أمراً لا مفرّ منه؟

أجاب الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص “جنوبية” على سؤالها هذا قائلا “هناك محاولة وضع مقاربة جديدة لـ”جنيف 1 -2″ في بحث مصير الأسد، إلا أن الخطورة بهذه المقاربة أن لا أحد يملك أوراق قوّة للضغط على الروس في حال وافق المجتمع الدولي مع الروس على إعادة تعويم نظام الأسد من أجل تحديد المدة الزمنية سيما أنه لا أحد يضمن الوثوق بوعود روسيا”.

 

مصطفى فحص

 

وأضاف “العرب سوف يرتكبون خطأ بقبولهم هذه التسوية” مشيراإلى أن الخلاف الفعلي بين السعودية والروس هو أن لا تتجاوز المدة الانتقالية ستة أشهر في وقت تمارس الضغوط على السعودية من أجل توافق على تمديد المدة إلى نحو 18 شهرا”. محذرا من أن “الجميع ذاهبون نحو الخديعة الروسية”.

إقرأ أيضاً: لا لسنا جبهة واحدة مع الأسد يا نصرالله

كما لفت فحص إلى أن “روسيا بين ثلاثة محاور المحور الإيراني، إسرائيلي، وسعودي والأكيد أنه يستحيل أن تستطيع موسكو التتنسيق والتوفيق بين هذه المحاور”. مؤكدا أن القاسم المشترك بين روسيا وإسرائيل إبقاء بشار الأسد لهذا أعطت روسيا ضمانات بالجبهة الجنوبية”.

وأشار فحص إلى أن “إبقاء بشار الأسد في الحكم بحاجة إلى شرعية سعودية حتى لو تحدث الفريق الآخر عن تراجع دور الأخيرة في سوريا”. وتساءل” اذا كانوا يعتبرون ان الدور العربي على الصعيد السوري غير مؤثر، فلماذا على السعودية القبول؟ ولماذا ستساهم السعودية بإعمار سوريا اذا ظلت خاضعة لبشار وللتفاهم الروسي الإسرائيلي الإيراني؟ لافتا إلى أن السعودية تتعرض لضغوط كبيرة من أجل إعطاء شرعية لبقاء الأسد”.

إقرأ أيضاً: الأسد يسأل :أين بري؟

كما رأى فحص ” أن أميركا غير معنية ببقاء الأسد وإيقاف تمدد إيران، بل على العكس وذلك لأنها قامت بالمطلوب منها لجهة منع الأسد من السقوط لأنه لا بديل عنه بحسب أميركا”.

وبرأي فحص “إن مسألة بقاء الأسد ستشكل جدلا كبيرا ولكن لن يستمر الحديث عن هذا الحلّ أكثر من 6 أشهر”. وخلص إلى أن روسيا ستحاول تطبيقه ولكنها ستفشل في وقت تروج فيه أن الأسد الروسي يختلف عن الأسد الإيراني ولكن الحقيقة هي أن الأسد هو روسي بحماية إيرانية”.

السابق
صقر: لبنان لن يكون ممراً لتعويم الأسد
التالي
إسمعوا وجعنا