اتهامات اميركية للقبعات الزرق: اسلحة لـ«حزب الله» في منطقة عمل اليونيفل

اليونيفيل
يأتي الهجوم الذي تشنه الولايات المتحدة في الأونة الأخيرة على قوات "اليونيفل" واتهامها بالإخفاق في مهامها جنوب لبنان بالتزامن مع جولة نتنياهو على أميركا وروسيا لعرض مخاوف اسرائيل بشأن النفوذ الإيراني في سوريا. فهل يجري تغيير قواعد الإشتباك في القرار 1701؟

جاءت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القصيرة إلى منتجع سوتشي الروسي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين لتؤكد المؤكد حول القلق الذي ينتاب إسرائيل في الآونة الأخيرة مع التطورات الحاصلة في المنطقة. وعرض نتنياهو مخاوفه إزاء النفوذ المتنامي لطهران في سوريا وعموم الشرق الأوسط.

واللافت أن هذه الزيارة وما عكسته من قلق إسرائيلي تأتي بعد الحملة الأميركية التي أطلقتها منذ أسابيع، ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي نيكي هايلي، مطالبة بضرورة، توسيع مهام “اليونيفيل” وصلاحياتها في الجنوب اللبناني، نظرا لوجود أسلحة محظورة في منطقة عمل اليونيفيل معظمها تابعة “لإرهابيي” حزب الله” على حد تعبيرها، ما يعتبر إنتهاكا برأيها للقرار الدولي 1701  بحسب موقع “الحرة”.

إقرأ ايضًا: «هايلي» و«اليونيفيل» و«حزب الله».. من الرابح؟

وعلى ما يبدو أن كلام هايلي جاء تمهيدا لتحركات إسرائيل الناجمة عن قلقها المضطرد مؤخرا، سيما أن تعزيز دور قوة حفظ السلام الدولية في الجنوب اللبناني يساهم في تبديد الهواجس الإسرائيلية ولضمان أمن حدودها الشمالية عبر مزيد من التضييق على “حزب الله” بحسب “المركزية.”

واللافت أنه بعد يومين على لقاء نتنياهو – بوتين أعادت  هيلي، اليوم توجيه انتقادات لاذعة لقائد القوات الدولية، قائلة إنه “يظهر عجزا مزعجا تجاه أنشطة سلاح حزب الله”.

كما أكّدت هيلي، في مؤتمر صحافي، على ضرورة أن تضع قوات “اليونيفل” حدا  لعمليات تهريب الأسلحة لـ“حزب الله” المستمر منذ عام 2006 وبدعم مباشر من إيران”. بحسب “سكاي نيوز”

ولا تخفي إسرائيل عدم إرتياحها للتطورات الحاصلة في المنطقة، لجهة الإتفاق الروسي – الأميركي لوقف إطلاق النار جنوب سوريا. إذ أبدت تحفظاتها عليه حينها في محادثات عدة أجرتها مع الجانب الأمريكي والروسي والفرنسي، لأنه يرسخ الوجود الإيراني في سوريا، وقد طالب نتنياهو حينها بإقامة منطقة عازلة من أجل إبعاد قوات إيران وحزب الله عن الحدود بين سوريا والأردن وعن هضبة الجولان المحتلة. وما أثار حفيظة إسرائيل أيضا  ما جاء في نص الإتفاق عن أن الجيش الروسي هو من سيطبق وقف إطلاق النار في المناطق العازلة التي تم الإتفاق عليها وهي قريبة من الجولان والحدود مع الأردن، لأنها حليفة للمحور السوري الايراني.

وبعد أن لمس نتنياهو عدم تجاوب إدارة ترامب مع مطالبه، كان التوجّه إلى روسيا ،وبعد اللقاء اعلن نتنياهو  أنه تم تناول  مسألة النفوذ الإيراني في سوريا وأنه أعلم الرئيس الروسي أن “فرصة منع حرب في المستقبل تكون أكبر في حال خروج إيران من سوريا”، وأن إسرائيل “ستدافع عن نفسها بشتى الوسائل في مواجهة التهديد الإيراني”. من جهة ثانية شكك قياديون في المعارضة الإسرائيلية أن يكون نتانياهو نجح في إقناع بوتين بضرورة  إخراج إيران وحزب الله و”الميليشيات الشيعية” من الأراضي السورية.

اقرا ايضًا: زيارة نتنياهو الى موسكو لقطع الطريق على النفوذ الإيراني في سوريا

وبإنتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات على الساحة الدولية وما إذا كان ستتجاوب كل من روسيا وأميركا مع المطالب الإسرائيلية. فانه من المعلوم  حرص إسرائيل على  تأمين حدودها مع لبنان، وإستخدام  قوات اليونيفيل المنتشرة جنوبي الليطاني اداة لها لذلك من خلال  حث مجلس الامن الدولي  على  توسيع مهامها حيث طلبت، الولايات المتحدة، شعار تعزيز صلاحيات القوات الدولية  ومضاعفة وجودها داخل قرى الجنوب، والسماح لها بالقيام بأعمال تفتيش ودهم، الا ان هذا الإقتراح ووجه بمعارضة اوروبية وروسية في مجلس الامن فسقط. وذلك بحسب مصادر “المركزية”.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن على تمديد مهمة “يونيفيل” في 30 آب الجاري، الجدير ذكره ان قوات اليونيفيل وجدت في لبنان على مرحلتين، الاولى ما قبل حرب تموز 2006 والثانية ما بعد تلك الحرب، ولدى الـ”يونيفيل” أكثر من 10 آلاف جندي على الأرض لمراقبة وقف النار، ومساعدة الحكومة اللبنانية على حماية حدودها.

 

السابق
الجبير يدعو المعارضة السورية لوضع «رؤية جديدة»
التالي
المحلل الاستراتيجي سمير الحسن: «حليمة قارة» بداية التلاحم السوري-اللبناني