المحلل الاستراتيجي سمير الحسن: «حليمة قارة» بداية التلاحم السوري-اللبناني

بعد 7 ايام على عمليتي "فجر الجرود"، و"إن عدتم عدنا" تتجه الانظار نحو ما اطلق عليه السيد حسن نصرالله مؤخرا اسم معركة "حليمة قارة". فما قصة "حليمة قارة" هذه؟

اولا، تنتمي محلّة “حليمة قارة” إلى القلمون، ويطلق الاسم على المنطقة الممتدة من جبال لبنان الشرقية وسلسلة الجبال الغربية السورية غرباً إلى بادية الشام شرقاً، ومن سهول حمص شمالاً إلى دمشق جنوباً. ويقع جبل قارة في الجهة الغربية من مدينة القلمون، ويعتبر جزءاً من سلسلة الجبال السورية، وأعلى قمة فيه تسمى”حليمة قارة” وترتفع بمقدار2464 متراً عن سطح البحر.

إقرأ ايضا: هل يوافق حزب الله على التدخل الأميركي في مواجهة«داعش»؟

وكان الجيش اللبناني قد أعاد تثبيت الخط الحدودي مع سورية، عبر انتشاره في مناطق حدودية، حررها من تنظيم “داعش”، متاخمة للحدود السورية في شمال شرقي لبنان، وهو يستكمل التجهيزات لإطلاق المرحلة الأخيرة من عمليته “فجر الجرود” لطرد التنظيم بالكامل من المنطقة.

في وقت بدأت فيه المراكز الاستراتيجية لـ”داعش” في المنطقة الحدودية بالتفكك، تحدثت معلومات عن أن مجموعات من “داعش” على الضفة السورية من الحدود، عرضت المفاوضات على حزب الله والنظام السوري للتوصل إلى تسوية.

وبات الجيش اللبناني منتشراً على 65 % من الخط الحدودي مع سورية في جرود القاع ورأس بعلبك. أما المساحة المتبقية العائدة لمنطقة وادي مرطبية ستكون المرحلة الرابعة والأخيرة من عملية تطهيرالجرود اللبنانية.

ونتيجة التركيز اعلاميا على تلال “حليمة قارة”، يخرج السؤال التالي: ما الذي يقصده السيد حسن نصرالله بهذا التركيز؟ وما مدى أهمية هذا المرتفع استراتيجيا وعسكريا بالنسبة للبنان والجيش اللبناني؟

يؤكد الخبير الاستراتيجي سمير الحسن لـ”جنوبية”، في هذا الاطار، بالقول “ان الجغرافيا الكبيرة بحدود 200 كلم، و”داعش” بات صاحب أعداد قليلة، ويقاتل في عدة اماكن رغم انه لم يقم بعراك جبهوي مع الجيش حتى الان. في ظل مكابرة داخلية انه لا تنسيق بين الجيشين السوري واللبناني، كون البعض يريد ان يُعطي للاميركيين دورا ما”.

ويتابع الحسن “من الطبيعي بعد حشر هذه الجماعة في منطقة صغيرة سيكون هناك مواجهة. علما ان الجيش اللبناني لن يقوم بمفاوضات مع التنظيم الارهابي”.

ولكن “المعركة القادمة تحتاج الى مفاوضات وتنسيق مع الجيش السوري. ومن الطبيعي ان الايام الثمانية القادمة ستجعل من القوى الثلاثة امامنا محتاجة الى ملء فراغات، خاصة ان “داعش” لا يملك عديدا كافيا”.

و”لا زال يقوم بمناوشات لاطالة أمد المعركة التي ستقع كما قلنا بعد اسبوع تقريبا. وهذا يتطلب حسب العمليات مفاوضات. في حين ان ما جرى سابقا عبارة عن ملء فراغات، وحتى الان لم تجر المعركة برأيي”.

ويؤكد الحسن انه “من شروط الجيشين السوري واللبناني وحزب الله التفاوض وهو تحصيل حاصل، لانه عندما تجري المعركة في منطقة كبيرة يكون التنسيق بالنار، لكن المنطقة صارت محدودة المساحة وتتطلّب تنسيقا، وهي عبارة عن 20 كلم متر فقط”.

ولكن كيف نُجري تنسيقا ومفاوضات مع الجيش السوري؟، يقول الحسن، انه “كان من الممكن ان تتم العملية التفاوضية، لولا التدخل السياسي اللبناني، لانه من الواضح ان هذه المعركة تتم بتنسيق هو حتمي، لكن السجالات الداخلية أثرّت عليها”.

إقرأ أيضا: ربحنا الأرض وخسرنا المزيد من السيادة

ويختم الحسن بقوله ان “المعركة ستبدأ، والامر الواقع العسكري يفرض التنسيق، والا سيسقط ضحايا كثر من الجيش اللبناني اذا لم يتم التنسيق. ولكن المزايدة في الداخل ما معناها؟ ولماذا؟. يسأل الحسن نهاية اللقاء.

السابق
اتهامات اميركية للقبعات الزرق: اسلحة لـ«حزب الله» في منطقة عمل اليونيفل
التالي
التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله يتمّ في بيروت وليس في الجرود!‎