رباعية نصرالله: لبنان تحت الوصاية الإيرانية والسورية والجيش ضعيف!

صعد نصرالله على منبره، مثبتاً نفسه شريكاً بنصر الجيش بمسافة 20 كلم2، ومحولاً المعادلة الثلاثية الذهبية إلى ماسية رباعية تشمل الجيش السوري!

خطاب مبني على انتصارات الجيش وما حققه، هكذا “صدح” صوت أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم أمس، في محاولة منها ليقول أنا هنا مشاركاً ومنسقاً ومحتفلاً!

الخطاب لم يمر دون رسائل مبطنة فرد على نفي قيادة الجيش عدم التنسيق معه ولا مع الحزب، بأسلوبين الأوّل علني أكّد فيه أنّهم حرروا 20 كلم2 من الأراضي اللبنانية، والثاني مبطن قال فيه أنّه لن يقبل في مسألة العسكريين تنسيقاً من تحت الطاولة وإنّما علنياً، قاصداً بذلك التشكيك بالمؤسسة العسكرية وابتزازها.

خطاب الأمس، لا جديد فيه سوى التسلق على ما حققته المؤسسة العسكرية، لتكون باكورة ما قاله أمين عام حزب الله هو ترسيخ الوصاية بمعادلة سمّاها بالماسية وإنّما هي حقيقة “أوهن من بيت العنكبوت”.

 

في هذا السياق أكّد الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله لموقع “جنوبية” أنّ “إصرار السيد حسن نصرالله على مشاركة “حزب الله” للجيش في انتصاره يعكس رغبة واضحة في تأكيد أنّ هناك رفضاً لأيّ نجاح للمؤسسة العسكرية في الحرب على الإرهاب من جهة وحماية الحدود اللبنانية ورسم معالمها مع سوريا من جهة اخرى”.

لافتاً إلى أنّ “ما يصدر عن نصرالله تشكيك واضح في قدرات الجيش ورغبة في تكريس علاقة غير طبيعية بينه وبين ميليشيا مذهبية تابعة لإيران اسمها “حزب الله”.

اقرأ أيضاً: انتصر حزب الله..؟ لم ينتصر..؟

ورأى خير الله في حديثه لـ”جنوبية” أنّ هناك بكل بساطة مخاوف لدى “حزب الله” من عودة الحياة الى مؤسسات الدولة اللبنانية، على رأسها الجيش، مع ما يعنيه ذلك من انكفاء لميليشيا قامت على حساب الدولة اللبنانية وبما يتضارب كلّيا مع مصلحتها ومع مصلحة اللبنانيين.

ليشدد أنّ “الإيحاء بتنسيق من تحت الطاولة يندرج في سياق التشكيك بقدرات الجيش اللبناني الذي يمثل الدولة اللبنانية السيّدة الحرّة المستقلة مع ما يعنيه ذلك من رفض شعبي لبناني لاي مشاركة في القرار الوطني. يشمل ذلك على وجه الخصوص قرار السلم والحرب، الذي يفترض أن يكون حكراً على الدولة اللبنانية التي يسعى “حزب الله” إلى فرض وصايته، أي الوصاية الإيرانية، عليها”.

أما فيما يتعلق بكلام نصرالله عن المعادلة “الرباعية” التي يريد اشراك الجيش السوري فيها، فقد أوضح خير الله لموقعنا أنّ “هذا يعني بكل بساطة محاولة فرض أمر واقع على الدولة اللبنانية في وقت تواجه إيران صعوبات حقيقية في سوريا بعد استبعادها من الاتفاق الروسي – الأميركي – الأردني – الاسرائيلي المتعلّق بالجنوب السوري وأبعادها عن المنطقة المحيطة بدمشق”.

اقرأ أيضاً: بعد هزيمتهم في الجرود اللبنانية: إلى أين سيتجه «داعش»؟

ليخلص إلى أنّ إيران تعتبر أنّ سيطرتها على لبنان ستعوض ما فقدته في الجنوب السوري، أي في المنطقة القريبة من الجولان.

فيما ختم مؤكداً أنّ “كلام نصرالله ليس سوى دليل على ضعف الموقف الإيراني الذي يبحث عن أوراق يستخدمها في لعبة المساومات المرتبطة بمستقبل سوريا”.

السابق
34 عنصرا من قوات النظام السوري قضوا على ايدي داعش
التالي
فدوى سليمان: الفنانة الثائرة، وكابوس الأسد الجديد