حسين جابري أنصاري…«ضابط الكل»

زيارة المسؤول الايراني حسين جابري أنصاري الى لبنان كانت شاملة جامعة. فبعد زيارته المسؤولين الرسميين، التقى أنصاري الفصائل اللبنانية والفصائل الفلسطينية كل على حدا وعلى مدى يومين متتاليين. فهل يصح توصيفه بمفوّض "الوصاية الايرانية" كما يحلو لخصوم الممانعين القول؟

خلال زيارته اللافتة الى بيروت، ولقائه وعددا من الشخصيات الفاعلة، اجتمع مساعد وزيرِ الخارجية الإيراني للشؤونِ العربيّة والإفريقيّة، حسين جابري أنصاري، وفداً موسّعاً من الأحزاب المعروفة بلقائها تحت عنوان “لقاءِ الأحزاب والشخصيّات الوطنيّة اللّبنانيّة” في اليوم الاول، ومع الفصائل الفلسطينية في اليوم الثاني.

إقرأ ايضا: مساعد وزير الخارجية الايراني في بيروت

وقد وصل عدد افراد الوفد اللبناني الى 50 شخصيّةً تقريبا، ممثلّة لـ40 حزباً وتيّاراً وتجمّعاً سياسيّاً لبنانيّاً، من اصحاب التوجّهات الإسلاميّة والقوميّة، في ظل غياب الاحزاب اليسارية.

وفي اتصال مع الاعلامي غسان جواد حول نوعية ومضمون اللقاء، قال لـ”جنوبية” “هذه الاحزاب هي حليفة لإيران، ولكني لم أكن حاضرا، ولم ألتق بأيّ من هذه الشخصيات المذكورة”. لكن “وبحسب معلوماتي الدقيقة التي تقول ان القيادة الايرانية تسأل حزب الله ما الذي يريده من لبنان، ومن الساحة اللبنانية بالذات؟، اضافة الى انه اذا زارت شخصية لبنانية طهران للمطالبة بشيء ما، يقولون له راجع قيادة حزب الله”. ردا على سؤال متعلق بطلبات اللبنانيين من طهران.

وفي محاولة للاطلاع على ما ورد في لقاء اليوم الثاني، الذي أجراه انصاري مع ممثلي الفصائل الفلسطينية، يقول الباحث الدكتور الفلسطيني مصطفى اللداوي، الذي حضر اللقاء بصفته مسؤول العلاقات العامة في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، ان “اللقاء كان بروتوكوليا، واعتقد ان ما تقوم به طهران تجاه الفصائل الفلسطينية لم تقم به أيّ من الدول العربية”.

واضاف “كل الفصائل كانت مجتمعة بدءا من حركة فتح، والديموقراطية، والشعبية، ومنظمة التحرير، والجهاد الاسلامي، والدكتور منير شفيق، اضافة الى اسامة حمدان وعلي بركة من حماس، والصاعقة، وقوات التحالف الفلسطيني، أي ما يربو على 50 شخصا”.

ويشدد بالقول على ان “اللقاء كان قصيرا وتضّمن البرنامج تعارف وكلمات ترحيبية، ولم يكن ثمة طلبات خاصة، بل مجرد تواصل، ملّخصه اننا على الوعد والعهد بالنسبة للقضية الفلسطينية، وان ايران تبقى حليفة لاصدقائها”.

ويتابع الدكتور اللداوي، بالقول “وذلك في السفارة الايرانية، وقد اكد الحاضرون بكلمات قصيرة على عمق الترابط والتحالف”. ويشدد اللداوي على انه “لم يُلق أيّ من الحضور كلمات، مقابل إلقاء جابري انصاري كلمة اكد فيها على ان ايران وفيّة لتحالفاتها”. ويرى اللداوي، انه “لا معلومات لديّ ان كان قد زار الموفد الايراني السفارة الفلسطينية ام لا”.

ويختم اللداوي “ليس هذا هو اللقاء الاول، وهو تمايز إيراني غير موجود عند الآخرين حيث ان كل مسؤول إيراني يزور بيروت يلتقي بمن لا صفة رسمية لهم من الفصائل”.

من جهة ثانية، يؤكد حسن حب الله، مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله، لـ”جنوبية” على “ان أيّ مبعوث ايراني عندما يزور المنطقة يجب ان يلتقي وبشكل اساسي الفصائل الفلسطينية كلها”. ويتابع أن “اللقاء مع اللبنانيين كان مختلفا ومستقلا عن اللقاء مع الفصائل الفلسطينية”.

ومن المعلوم، ان أنصاري، التقى ضمن لقاء الاحزاب اللبنانية، كل من النائب السابق ايلي الفرزلي، والنائب آغوب بقرادونيان، وعدد كبير من الشخصيات السياسية المستقلة بحضور السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي. حيث أكد الضيف على مضيفيه على سياسات طهران المرتبطة بالملفات الراهنة خاصةً العلاقة مع كل من السّعوديّة وروسيا من جهة، والدور الايراني في سورية من جهة ثانية.

إقرأ ايضا: الرئيس ميشال عون سيزور طهران

فهل هذه الرعاية الابوية للقوى الوطنية والفلسطينية تؤشر على حسن ادارة طهران للملفات في المنطقة!

السابق
لا دعارة في الميناء ولا مخدرات: حملة شعواء تستهدف الواجهة البحرية للمدينة!
التالي
ماذا وراء التقارب السعودي – العراقي.. وما دور «أميركا» فيه؟