هدوء في عين الحلوة وفي جبهة الجرود مع داعش استعدادا للحسم

ربط كثير من المحللين بين معرمة تحرير الجرود من داعش التي يخوضها الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا، وبين ما يجري من اشتباكات في عين الحلوة بين فتح وحلفائها من القوى الفلسطينية المعتدلة وبين المسلحين الاسلاميين المتطرفين المتعاطفين مع داعش.

الهدوء مازال يخيم على ​مخيم عين الحلوة​ بعد وقف اطلاق النار بين حركة فتح والقوة الامنية من جهة وبين العناصر الاسلامية المتشددة، ، وبدأت الحركة تنشط في ​الشارع الفوقاني​ حيث عادت الكثير من ​العائلات النازحة​ عن احياء الطيرة، الصحون، الراس الاحمر وقوق الخضار لتفقد منازلهم، اضافة الى اصحاب المحال حيث تبين ان حجم الاضرار كبيرا وتظهر ان الاشتباكات جرت بين زاروب واخر”.

ولفت إلى أن “فريق الصيانة التابع لـ “الجنة الشعبية” لـ “​منظمة التحرير الفلسطينية​” باشر العمل على صيانة ​الشبكة الكهربائية​ التي لحقها اضرار من اجل اعادته الى الاحياء”.

وكانت اغلقت سرايا صيدا الحكومي أمس بعد اصابة شخص برصاص القنص جراء الاشتباكات التي تدور في مخيم عين الحلوة.

اقرأ أيضاً: استياء فصائلي من تفرد فتح بقرار معركة «عين الحلوة»

هذا، واصيب عنصران من أمن الدولة صباح اليوم بالرصاص الطائش ​التي طال السراي ونقلا إلى مستشفى الهمشري للمعالجة، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام.

واستمر التوتر طوال الليل حتى الساعة حيث يسمع في  الشارع الفوقاني محور حي الصحون، حي الطيري، مفرق سوق الخضار أصوات دوي إنفجارات قوية ناجمة عن إطلاق القذائف الصاروخية وقنابل يدوية ورشقات نارية متفرقة بالإضافة إلى رصاص القنص.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ان “من بين الاسماء الـ127 الذين تم تسجيلهم بوقت سابق للخروج من ​مخيم “عين الحلوة”​ باتجاه ​سوريا​ باطار اي تسوية مقبلة، مجموعة من الشبان غير المتشددين الذين يسعون فقط لمغادرة ​لبنان​ بحثا عن فرص عمل بالخارج”، لافتة الى ان “قسما كبيرا من الارهابيين فضلوا البقاء في “عين الحلوة” لاقتناعهم بأن ورقتهم انتهت تماما في سوريا”.

 

جبهة الجرود وزيارة الحريري لعرسال

وكانت جبهة الجرود تميزت أمس بالهدوء، من الناحية اللبنانية، وحتى من الجهة السورية أيضاً بين «حزب الله» والجيش السوري والمجموعات الإرهابية. واقتصرت العمليات الميدانية على قيام وحدات الهندسة في الجيش اللبناني بتنظيف المناطق التي سيطر عليها أول من أمس من جهة بلدة القاع، من الألغام والعبوات المفخخة. وأكد مصدر عسكري رفيع لـ «الحياة» أن «الوحدات العسكرية قامت بإعادة تموضع، تحضيراً للمرحلة الرابعة والأخيرة لاستكمال استرجاع ما تبقى من جرود رأس بعلبك والقاع من داعش التي كنا أعلنا عنها الثلثاء».

وأوضح المصدر ذاته أن الهدوء النسبي يعود فقط إلى متابعة الخطوات العسكرية التمهيدية للمرحلة النهائية للمعركة، والتي شملت فتح ممرات وطرقات جديدة لنقل القوات من مواقعها السابقة إلى مواقعها الجديدة لاستئناف الهجوم. ونقل الجيش جزءاً من مدافعه الثقيلة وراجمات الصواريخ والأعتدة إلى جرود رأس بعلبك، تمهيداً للهجوم الأخير لاسترجاع ما تبقى من مواقع يتحصن فيها مسلحو «داعش» على الأراضي اللبنانية (في منطقة مرطبيا ومحيطها). وأضاف المصدر العسكري لـ «الحياة» أنه كانت هناك ضرورة «لتنظيف المناطق التي استعدناها من الألغام والأجسام المفخخة لتسهيل تقدم الوحدات العسكرية من دون أن يلحق الأذى بجنودنا عند تحركهم».

اقرأ أيضاً: «تجانس»بين الاحتلالات في سوريا

ورغم نفي مصادر عسكرية لصحيفة الحياة عن وجود أية مفاوضات، فقد ترددت أنباء إعلامية عن أن الهدوء في الجبهة السورية قد يعود إلى مفاوضات جارية بين دمشق والحزب من جهة، وبين مسلحي «داعش» من جهة أخرى، كي ينسحبوا من المواقع المتبقية التي يتحصنون فيها داخل سورية، إلى دير الزور.

وكان الحريري انتقل إلى رأس بعلبك بطوافة عسكرية، بعدما سبقه إليها قائد الجيش. واجتمع مع العماد عون واستمع من قادة وحدات عملية «فجر الجرود»، إلى شرح عن المعركة. وقال: «نرفع رأسنا بكم». وصرح للصحافيين بأن الدعم الدولي للجيش يظهر في مدى التقدم الذي يحرزه «ونحن في حاجة إلى دعم أكثر والحكومة ستعمل مع المجتمع الدولي لتأمين المساعدات له». ورداً على سؤال، قال: «نحن لا نقول شيئاً عن مشاركة حزب الله في الجهة المقابلة لأن لا كلمة لنا في الموضوع». وأوضح أن «الجيش اللبناني وحده من يقوم بهذه المعركة… نحن نحمي أراضينا وكان هناك مكتب تنسيق (مع الجيش السوري) والجيش هو من يختار ما إذا أراد هذا التنسيق». وعن المعركة التي خاضها «حزب الله» في جرود عرسال، قال إنها «انتهت بالتفاوض وذهبت النصرة إلى سورية».

واستقبل الحريري في عرسال التي يزورها للمرة الأولى، وقبلها في رأس بعلبك بنثر الورود والرز. ووعد بالاهتمام بإنماء البلدة، مثمناً تضحياتها والجيش بعد استقبالها النازحين. وقال: «يجب أن نكون ممتنين للعسكر الذين يقاتلون لمصلحة لبنان وأمنه فأفراد الجيش هم من كل الأطياف، وهذه ميزته».

السابق
موقع استخباراتي أميركي: بن سلمان سيطيح بالجبير نظراً لموقفه المتشدد من إيران
التالي
باسيل للشعب اللبناني: لا تقبلوا بالمخيمات ليبقى لنا الوطن