زيارة الانصاري والسبهان لترسيم الخطوط الحمر في لبنان

يشهد لبنان هذا الأسبوع حراكا دبلوماسيا لافتا« فبعد الزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أنصاري قبل أيام« جاءت أمس زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان. ما دلالة هاتين الزياراتين السعودية والايرانية المتعاقبتين إلى لبنان؟ وهل لها علاقة بالتطورات الإقليمية؟

مع قرب نهاية الصراع القائم في سوريا وبدء ترتيبات الدول الكبرى والإقليمية للمرحلة النهائية، لوحظ نشاط في الحركة الدبلوماسية نحو لبنان فبعد زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أنصاري ممثّل إيران في محادثات الأستانة، وهو زائر دائم لدمشق، تأتي زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان لتدخل هاتان الزيارتان في مدار التكهنّات ربطاً بالتطوّرات الحاصلة في المنطقة إضافة إلى تزامنها مع معركة عرسال والانتصارات التي حققتها الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك والقاع  في معركة تحرير الاراضي التي احتلتها داعش منذ العام 2014.

 

لذا يشير التوافد الإقليمي إلى تسارع طرفي المحاور السعودية وإيران إلى التحرّك لرسم خارطة المرحلة المقبلة والتي يشكل فيها لبنان جزء مهما، من حيث تقاسم النفوذ سيما أن كلّ طرف يقرأ الترتيبَ السياسي السوري بشكل مختلف عن الآخر

وكل منهما يسعى إلى بسط سيطرته على المنطقة وإن كانت السعودية الطرف الأكثر قلقا في ظلّ الانفلاشِ الإيراني في المنطقة.

إقرأ ايضًا: بالأرقام: اقتصاد لبنان بين السعودية وإيران

فهل صودف  تعاقب الزيارتين الإيرانية والسعودية  إلى لبنان؟  وما هي دلالات التوافد الإقليمي نحو لبنان في ظلّ التطوّرات الحاصلة في المنطقة؟

في هذا السياق، يرى  المحلّل السياسي والخبير في الشؤون الإيرانية حسن فحص في حديثه لـ “جنوبية” أن “المراقب للتطورات الجارية في المنطقة يدرك جيدا أن الحراك الدبلوماسي  الحاصل  لم يكن مجرّد مصادفة إنما يأتي في سياق ترتيب كل من السعودية وإيران اوراقهم السياسية في المنطقة على ابواب انتقال سوريا من المرحلة الأخيرة”.  وتابع “فتحرّك الإقليمي من التقارب السعودي – العراقي والتركي –الايراني  يعكس تحرّك الطرفان لتثبيت اوراقهم في المرحلة القادمة ففي حال لم يكن هناك تصعيد عسكري   ستكون المرحلة  القادمة وضع الخطوط للحدود السياسية”.

كما فصّل فحص الحراك الدبلوماسي “ففيما نرى إنفتاح سعودي على العراق يراقب الإيراني بحذر هذا التطور في العلاقات دون التعليق أو إصدار اي موقف إيجابي حتى. كذلك المسألة الكردية فإيران تعبر عن ارتياحها للموقف الأميركي اكثر من تركيا واللافت كان قيام وفد ايراني من كبار المسؤولين الأمنيين على رأسهم رئيس الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري إلى تركيا في زيارة هي الأولى له منذ عام 1979. فضلا عن عودة قريبة للعلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد عام من القطيعة”. وفي الجانب السياسي الغير معلن يشير فحص إلى المفاوضات السرية التي تجري بين العراق والسعودية وطلب الأخيرة التوسط لها عند الايرانيين وهو ما الأمر الذي تكلم عنه وزير الخارجية العرقي ما أدى إلى إحراج السعودية وبالتالي نفيه”.

إقرأ ايضًا: التصعيد السعودي_الإيراني: هل يبقى لبنان بمنأى؟!

إذا التطورات الحاصلة في المنطقة تبين بشكلب واضح سبب هذا الحراك الدبلوماسي بين الدول. وفيما يتعلّق بلبنان يرى فحص أن ” بدأ السبهان زيارته إلى لبنان بلقاء الحريري من جهة واختتام وزير الخارجية الايراني لزيارته للبنان لقاء الحريري  لها مؤشرا مهما وهو أن غيران تعمل على ترتيب بيتها الداخلي في لبنان”. وأضاف “الكل ينتظر ما ستتوجه إليه الأمور في سوريا، فلبنانيا نرى إيران ليست قلقة لأنها الطرف المنتصر، اما السعودية فتعمل على المحافظة على حصتها في لبنان سيما أن وافقت على ترئيس عون إضافة غلى التنازلات التي قدمها الحريري ولا يزال إن كانت بتنسق سعودي أم لا”.

وأشار فحص أن السعودية “تعمل على الحفاظ على الحد الأدنى من حصتها في ظل النفوذ الايراني الذي يتقدم في لبنان، ليكون لها دور في إدارة اللعبة”.

السابق
بالفيديو: تعذيب عاملة منزلية بكوي جسدها بطريقة مروعة!
التالي
إطلالة أشرف ريفي بين مؤيد ومعارض: هل يعلم المشنوق من اغتال وسام الحسن؟!