بعد داعش «الذئاب المنفردة» تهدّد لبنان.. فمن تكون؟

مع إقتراب نهاية معركة "فجر الجرود" وطرد إرهابيي "داعش" من الأراضي اللبنانية، يتخوّف خبراء أمنيين من لجوء هذا التنظيم إلى إعتماد إستراتيجية "الذئاب المنفردة"في المرحلة القادمة؟ فمن هم "الذئاب المنفردة"؟ 

فيما أصبحت نهاية معركة الجيش لتحريرِ جرود رأس بعلبك والقاع من إرهابيّي “داعش” قابَ قوسين وعلى الرغم من إقتراب حسم الجيش للمعركة  وانهاء إمارة «داعش» في جرود لبنان إلا أنه يبدو من الصعب طي صفحة الإرهاب، وذلك مع التخوف من إطلاق داعش لـ “الذئاب المنفردة” في  لبنان.

ولكن من هم “الذئاب المنفردة”؟  وكيف يؤدون أهداف تنظيم “داعش”؟

بداية، مصطلح “الذئاب المنفردة” يعني الافراد الذين يقومون بابعمال إرهابية بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة مباشرة بتنظيم معين ولا ترتبط أصول  هذه التسمية فقط بـ”الجماعات الجهادية الإسلامية إنما تتطلق على أي شخص يشن هجوما مسلحا بدوافع عقائدية أو اجتماعية أو نفسية إلخ..

ويستخدم تنظيم”داعش” الذئاب المنفردة في أعماله الإرهابية لأنها في معظم الأحيان لان هذه الجماعة لا تطلب إلّا القليل من الدعم العملي، إلا أنه بمقدورها أن تنفيذ عمليات اكثر دموية، وقد تبنى داعش هذا النوع من الهجماتِ المنفردة، كهجوم باردو في تونس وهجوم أورلاندو في أميركا. وهذا الخطر يشمل ايضاً لبنان مع أنّ الاجهزة الامنية اللبنانية أثبتت براعةً كبيرة في مواجهة هذا التنظيم.

وتختلف الأسليب والطرق التي يتبعها الذئاب في عملياتهم الإرهابية  كهجوم فردي بسلاح أو عمليات طعن كما زرع قنابل ذاتية الصنع وتفجيرها عن بعد كذلك عمليات الدهس بسيارة او شاحنة للمارين والتي تنشط مؤخرا. والذئب المنفرد شخص سجله الأمني نظيف لا يثير الشكوك وإن كانت خلية فلا تزيد 5 أشخاص  لهم أسماء وهمية يختفون بعد قيامهم بعملهم الاجرامي.

من الناحية الامنية، يعتبر الخبراء أن خطر “الذئاب المنفردة” أكبر من التنظيمات الإرهابية المعروفة امثال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أو تنظيم القاعدة . وذلك نظرا لنشاط هؤلاء المتنامي وقدرتهم على تنفيذ إستباحة أمن العديد م الدول وهو ما يشير بالتالي ان يصبح هذا “التكتيك” الجديد الذي لا يمكن التنبؤ بحدوثه من حتى من قبل أقوى الأجهزة الأمنية.

إقرأ أيضاً: داعش في الجرود: قصص وصور خاصة

ومنذ عام 2014 تاريخ بدء هجمات “الذئاب المنفردة” بكثافة من قبل “داعش” أصبحت تشكل كابوسا لا سيما للغرب  حتى بات منعها من ارتكاب “أعمال إرهابية” يمثل التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في العالم لانها تفقد المعلومات الكافية التي تخولها السيطرة والتحكم في مجريات العمليات والمسارعة بإحباطها عكس العمليات التي قد تنفذها هيئة منظمة.

وكان أول ظهور لأسلوب “الذئاب المنفردة” الذي تبناه داعش، في 2010 من قبل القاعدة بإعتماد “الجهاد الفردي” واللامركزية”.

واستخدم زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي هذا المصطلح في 2014 حين دعا لاستهداف المواطنين الشيعة في السعودية.

كما هدّد داعش عبر مجلة دابق الإعلامية في  2016 بحرب جديدة تحت عنوان “الذئاب المنفردة”، متوعدا بالقيام بالمزيد من العمليات الإرهابية في الغرب”.

إقرأ أيضاً: بعد هزيمتهم في الجرود اللبنانية: إلى أين سيتجه «داعش»؟

كما إقتبس “داعش” إصدارا عن تنظيم للقاعدة يقدم فيه نصائح للذئاب المنفردة ” بما يجب القيام به لعدم اكتشاف أمرهم  وما هي الاحتياطات الأمنية والتي يجب أن يتخذوها ومن هذه النصائح “احلقوا لحاكم وارتدوا الملابس الغربية، واستخدموا العطور العامة والعادية التي تحتوي على الكحول وشفروا هواتفكم”.

وتظهر العمليات الإرهابية التي نفذت في العديد من دول الغربية عن طرق جديدة لإدارة “داعش” هجاماتها الإرهابية عن بعد يكون فقط من خلال الإنترنت وعبر تطبيقات مشفرة والذي يتم من خلاله كذلك تدريب “الذئاب المنفردة” على تنفيذ أعمال العنف.

السابق
توقيف أحد تجار المخدرات في الضاحية الجنوبية
التالي
الحريري-جنبلاط: هل تؤدي«الدوزنة» الى رأب الصدع؟