بعد هزيمتهم في الجرود اللبنانية: إلى أين سيتجه «داعش»؟

فيما شارفت عملية "فجر الجرود" على الإنتهاء بعدما حرَّر الجيش اللبناني 100 كلم2 من الاراضي اللبنانية، ولم يتبق له سوى تحرير 20 كيلومتراً مربّعاً من بقايا "داعش". يكمن السؤال حول ما بعد معركة "فجر الجرود" وأين ستكون وجهة "داعش"؟

دخلت معركة الجيش لتحريرِ جرود رأس بعلبك والقاع من إرهابيّي “داعش” في ربع الساعة الأخير، وقد إستطاع الجيش في وقت قياسي تسجيل  نجاح ساحق، في طرد إرهابيي “داعش” من 80%  من الأراضي اللبنانية، والضغط عليهم للانتقال إلى الأراضي السورية،  فضلا عن تمكن المؤسسة العسكرية من تحقيق هذا التقدم بأقل عدد ممكن من الشهداء والجرحى.

وقد باشرت وحدات الجيش اعتباراً من فجر اليوم، تنفيذ عملية إعادة تمركز وانتشار في كامل البقعة التي حرّرتها من تنظيم “داعش” الإرهابي خلال الأيام الماضية، وتواصل استعداداتها الميدانية تمهيداً للقيام بالمرحلة الرابعة من عملية “فجر الجرود”، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة باستحداث طرقات جديدة وأعمال تفتيش بحثاً عن الألغام والعبوات والأفخاخ لمعالجتها فوراً. وأكدّت قيادة الجيش في بيان لها عدم وجود أي وقف لإطلاق النار ضدّ المجموعات الإرهابية حتى دحرها بصورة نهائية”.

 

اما اليوم، ومع اقتراب حسم المعركة بات الحديث عما سيحصل بعد انتهاء عملية “فجر الجرود”  بشكل رسمي، وتسلّم الجيش زمام الامور بشكل كامل في هذه البقعة الجغرافية. فأسئلة كثيرة تطرح حول وجهة “داعش” بعد طردهم من الجرود، وحول ما إذا كان هناك نية لدى الجيش بالتفاوض مع “داعش” على غرار تفاوضه مع “جبهة النصرة” في معركة عرسال من اجل إستعادة العسكريين المخطوفين.

إقرأ ايضًا: الجيش يستكمل اقتحام آخر معاقل داعش لمعرفة مصير العسكريين

وفي حديث لموقع “جنوبية” مع  رئيس مركز “الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة” العميد الركن السابق الدكتور هشام جابر أشار إن “الجيش سيستكمل في المرحلة الأخيرة تحرير الـ 20 كلم2 من بقايا “داعش” في الاراضي اللبنانية بعدما حرَّر 100 كلم2 أي 80% منها،  مشيرا إلى الخناق قد ضاق على داعش أيضا من الجانب السوري حيث تم السيطرة ايضا على المساحة نفسها”.

وعن إمكانية إجراء تفاوض بين الجيش اللبناني وداعش في المرحلة المقبلة، تساءل جابر ” عن هوية الوسيط في حال تمت المفاوضات بين الجانبين. لافتا إلى أنه  “يقال أن الوسيط  سرّي، فمن المعلوم أن هذا التنظيم ليس يتيما بل هناك جهات دولية تتواصل معه  وبالتالي من الممكن ان تلعب هي دور الوسيط”.  مشيرا إلى أن “التفاوض هذه المرة مع داعش إن حصل سيكون سرّي  عنه وبالتالي لن يشبه التفاوض الذي حصل بين الجيش اللبناني والنصرة من حيث الإشهار”.

ورأى أنه “في حال تمّ إجراء تفاوض فإن هدف الجبش لم يكن المعركة بل كانت وسيلة من أجل تحقيق الهدف وهو تحرير الارض والأسرى”. وأضاف “انه في حال تسليم داعش للعسكريين المخطوفي فإن الجيش سيقبل انسحاب داعش نحو الأراضي السورية”.

لكن تنظيم داعش ليس بهذا الغباء بحسب جابر كي يقبل أن ينسحب إلى سوريا دون تقديم له ضمانات من الجانب السوري، وبالتالي هذا ما يشير إلى المفاوضات ستكون على ثلاثة محاور بين الوسيط  والجيش اللبناني  والجانب السوري”.

وفي سؤالنا حول وجهة “داعش”، قال إن “هذا التنظيم موجود بأكثر من مكان في سوريا، فهناك عدّة أمكنة منها التي تندلع فيها المعارك والتي من المستبعد أن يسمح له التوجه إليها منها كالميادين، الرقة أو الحدود العراقية. وأضاف أن هناك إحتمال أن يذهب داعش نحو الأماكن الهادئة كالجنوب السوري وهو الإحتمال الأسهل جغرافيا، كذلك يمكن أن تكون وجهته كحوران أو مخيم اليرموك. وتابع “داعش سيطلب الدخول إلى مكان ما في سوريا ويبقى للجانب السوري أن يوافق أو لا”. والأماكن التي يستبعد جابر أن يذهب إليها “داعش” في حال طلب يستبعد جابر السماح له

وهنا يشير جابر إلى نقطة مهمة من شأنها تقليل إمكانية  إجراء المفاوضات إذ قال “داعش سيقدم الأسرى العسكريين للجيش اللبناني مقابل الإنسحاب لكن ماذا سيقدم للجانب السوري مقابل دخوله إلى اراضيه. لذا فسيتم تخيير داعش إما القتال حتى الموت أو الإستسلام.  وتابع أنه ” لا يرى أن لدى داعش أي شيئ يمكن أن يقدمه لسوريا”.

إقرأ ايضًا: الانتصار السريع على داعش يسقط مقولة «الجيش الضعيف»!

وشدد على أن “الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني غير مسبوق وغير متوقع بنظر الخبراء،إذ ام يتوقع أن يستطيع  الجيش خلال أربعة أيام أن يحقق هذه الانجازات والانتصارات بتحريره 80% من الاراضي اللبنانية من عدو بغاية الشراسة”. وأضاف ” إنهاء الجيش للمعركة مع داعش خلال أسبوع هو سابقة بين الدول التي خاضت ولا تزال تخوض معارك طويلة مع داعش استمرت لأشهر كالعراق “.

وفي الختام أشار إلى “تجمع الدول  أن لبنان متقدم جدا بالتصدي على الإرهاب، إذ تمكن من تجميدهم لسنوات على حدوده من جهة ومن جهة ثانية على صعيد كشفه وتصديه للخلايا النائمة،  واليوم أكد انه قادر على إقتلاع الإرهاب”.

السابق
ريفي لـ«جنوبية» في ذكرى تفجير المسجدين: الدولة مقصرة والمحكمة العسكرية تحاكم أولادنا فقط!
التالي
ناصر فقيه لـ عادل كرم: الإخوة قد يكونوا من رحم الحياة والحب