مقتدى الصدر

مؤخراً، قام الزعيم والمرجع العراقي مقتدى بزيارتين رسميتين إلى المملكة العربية السعودية ثم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
كان التفاعل مع هذه الزيارات مثيراً، فأتباع إيران شنوا هجوماً لاذعاً على مقتدى، خصوصا وأن زعيم التيار الصدري ليس بعيداً عن بيئتهم ومناخاتهم، أما خصوم إيران فقد انقسموا بين مندهش وبين مستبشر بقلب الموازين في العراق، وتعززت البشرى بأنباء عن زعيم ومرجع عراقي آخر في طريقه إلى الخليج هو عمار الحكيم.

ليست الصورة بهذه الغموض، قال لي مسؤول خليجي بارز قبل أشهر: “أرادت إيران تقسيم العراق طائفياً، ورسمت لنفسها رعاية الشيعة، ورسمت للعرب رعاية السنة، ومن هذا المنظور تضرب العرب من خلال ضرب السنة، لكننا لم ولن نسمح لها بتحقيق مآربها، ذهبنا إلى العراق وتجاهلنا قواعدها واقتحمنا ملعبها وحدائقها الخلفية، وهذا ما أثار الغضب الإيراني بصورة غير مسبوقة”.

في العراق، الذي يشكل مركز نفوذ إيراني، خرج الناس إلى الشوارع مطالبين بخروج إيران بعد استفحال الفساد وتفشي الميليشيات والفوضى، وهوية من خرجوا في هذه المظاهرات تحصنهم من التهم الإيرانية الجاهزة، كالعمالة لإسرائيل وغيرها.

زعماء العراق يستكشفون هوية بلادهم العربية بعد عناد استمر سنوات، والأهم أنهم يكتشفون جوارهم الخليجي، فلا الخليج طائفي كما صورته إيران، ولا هو صاحب مطامع في العراق كما هي إيران. وهذه مناسبة لتحية الحلفاء القدامى والدائمين للخليج وللعرب في العراق، وعلى رأسهم الرئيس إياد علاوي.

السابق
التطوّر الكيماوي في سوريا وامّحاء الخط الأحمر الأميركي
التالي
كيف لنا أن نقف بوجه الفساد ونحن نقدس آلهته