العلاقات الأميركيّة – الروسيّة الى تراجع… بانتظار أيلول القادم

التراجع في مستوى العلاقات الروسية الاميركية يتخذ اشكالا عديدة. فماذا يقول الباحث الخبير في الشأن الروسي الدكتور خالد العزيّ في هذا الاطار لـ"جنوبية".

“العلاقات الخارجية الأميركية-الروسية تسير نحو الحلحلة في قضايا ملتهبة حيث بات التعاون ظاهرا، كما حصل في كوريا الشمالية وليبيا وسورية”. هذا ما أكدّه الدكتور خالد العزي.

إقرا ايضا: العلاقات الأميركية الروسية… من سيّئ الى أسوأ!

خالد العزي

ففي ظل هذه الاجواء الملبدة “يبقى الملف الاوكراني الأكثر سخونة الذي يحدد طبيعة العلاقة بين الدولتين”. ويضيف العزي، بالقول “اما على مستوى العلاقات بين الدولتين، فالعلاقات تطورت بسرعة نحو الخلاف الذي بات يشكّل نقطة دسمة لوسائل الاعلام الروسية. فقد انقسمت آراء المحللين الروس بين مؤيد للعقوبات الروسية على واشنطن من خلال طرد دبلوماسيها وبين معارض لهذه الخطوة، خاصة ان الرد الاميركي سيُعلن عنه في أيلول القادم”.

ويلفت، “لكن المفاجئة الاميركية التي تعتبر جسّ نبض لروسيا وللمواطن الروسي عندما قامت الخارجية الاميركية بوقف منح التأشيرات للمواطنين الروس الى شهر أيلول المقبل، حيث ستضع توجهات جديدة في منح الروس التأشيرات التي قد تصل دراسات الطلبات لاحقا الى حدود ثلاثة أشهر. وهو ما يعتبر عملية ضغط واضحة على الكتلة الشعبية الروسية التي تحتل المرتبة الخامسة دوليّا بالحصول على التأشيرات الاميركية، نظرا للهجرات الكبيرة التي تقوم بها العقول والأدمغة الروسية وهجرة الشباب للتفتيش عن عمل خارج الحدود، عكس ما يحاول المواطن الاميركي إيجاده في روسيا، والتي تقتصر تأشيراتها على رجال الأعمال والسيّاح، الذين لا يشكلون ما نسبته 1% من عملية التبادل بين البلدين”.

ويرى الخبير في الشأن الروسي، ان “هذا القرار الأميركي هو قرار تقنيّ بخصوص التعامل القادم مع موسكو، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده سترد على هذا القرار الذي لن يشمل مصالح المواطن العادي”.

بالمقابل، “وافق البيت الأبيض على تعيين الجنرال انتولي أنطونف كسفير لروسيا في واشنطن. وانطونف هو نائب وزير الدفاع الروسي، وقد عمل سابقا تحت الآمرة العسكرية في وزارة الخارجية حيث كان يدير ويُشرف على عملية التسليح الاستراتيجي في أميركا، وهو منسق العلاقات الروسية-الاميركية في الشؤون العسكرية”.

فالآراء الروسية، تقول أنه “لا مشكلة بتعيين جنرال عسكري في ملاك الدبلوماسية، لكن المشكلة بأن الرأس في روسيا يقرر ماذا يريد وأنطوانف قريب جدا من بوتين والكرملين، وهذا يعني بأن بوتين يفوّضه بإدارة وترتيب العلاقات الروسية- الاميركية التي باتت تعاني من أزمة، قد تعكس نفسها على المواطن الروسي قبل الانتخابات القادمة للرئاسة الروسية، وهذا ما يتخوف منه بوتين، خاصة  لجهة التدخل الاستخباراتي الاميركي في عملية الانتخابات او دعم المعارضة التي باتت نقطة مؤكدة من اختراق الاستخبارات الروسية للعملية الانتخابية الاميركية، ومساعدة الرئيس ترامب”.

لكن “كل الانظار تتجهه حاليّا نحو الرد الاميركي في أيلول القادم على طرد الدبلوماسيين الروس، بالطبع هذا قرار دبلوماسي، ولا يمكن لأي أميركي تجاهله، لان الاعراف تنص على التعامل بالمثل، فالاراء السياسية تشير حاليا الى ان الرد التقني الاميركي سيكون له رد مخفف في السياسة بانتظار الانتخابات الروسية القادمة، حيث سيكون ردا أميركيا قاسيا”.

و”هناك من يشير الى ان الرد سيكون قاسيا في أيلول، وسيطال تحجيم تحرك الدبلوماسيين الروس وصولا الى عملية الضغط الماليّ على رجال الاعمال الروس في الولايات المتحدة الاميركية” .

فـ”لا تزال روسيا تأمل بتسوية الخلافات وتجاوزها بين البلدين خاصة في ظل التنسيق الذي تبديه روسيا مع أميركا بخصوص ملفات عديدة، والتي كان آخرها الملف الاوكراني اذ جرى اجتماع سري بين المندوب الاميركي الى اوكرانيا  كروكر ومدير القصر الجمهوري الروسي سركوف في مينسك للبحث في الاحداث الاخيرة في شرق اوكرانيا”.

إقرأ ايضا: أميركا: روسيا تكذب.. لم نتوصل إلى إتفاق حول عمليات مشتركة معها

ويختم العزي عن كيفية سبل تطبيق اتفاق مينسك “لحلّ القضية الاوكرانية التي تأمل موسكو من واشنطن إعادة النظر بالاتفاق، وطرح صيغة اتفاقية جديدة بين روسيا وأميركا تتجاوز فيها الامم المتحدة  والدول الراعيّة للاتفاق، لان روسيا تريد اخراج الجميع من هذا الاتفاق الذي يجبرها على تنفيذ مضمونه والذي ينص بخروجها من القرم لفك الحصر الاقتصادي عنها، وربما تناور روسيا بهذا الشأن للتوصل الى اتفاق منفرد مع الولايات المتحدة، كما حال سورية من خلال الابتعاد عن تطبيق اتفاق جنيف واحد المنبثق عن الامم المتحدة”.

السابق
برّي لـ«سامي الجميل»: ممنوع الدعايات!
التالي
تحرير «تلعفر» يجعل الحدود السورية العراقية بيد طهران