الانتصار السريع على داعش يسقط مقولة «الجيش الضعيف»!

سقطت مقولة "الجيش الضعيف"، ولم يعد من مجال للسجال، فبعد خمسة أيام أثبت الجيش اللبناني أنّه قادر بعتاده وعديده على تحقيق نصر استثنائي بأقل الخسائر، ودون اللجوء إلى بروباغندا!

أعلنها الجيش اللبناني، وسقطت معاقل داعش، فجرود القاع لم تعد عصية على المؤسسة و100 كلم2 من أصل 120 كلم2 بات محرراً من الأراضي، فيما كلّ الجبهات خاضعة لسيطرة الجيش.
هو الجيش نفسه الذي أرادت بعض الأطراف السياسية تسييجه بمعادلة “جيش – شعب – مقاومة”، والذي قال عنه رئيس الجمهورية ميشال عون في مقابلة له في مصر بأنّه “غير قوي”، هو الجيش الذي حاولوا تسييسه والتشويش عليه لأهداف حزبية بحتة.

الجيش اللبناني الذي أكّد مراراً وتكراراً انّه لا ينسق مع حزب الله أو الجيش السوري، فاجئ الجميع بانتصاره السريع. لا غطاء جوّي ولا حليف، ولا تحالف دولي، ولا قبعات زرق، هو وحده بسواعد عناصره قدّم للشعب اللبناني نصراً لا يبغى من ورائه لا تطبيعاً ولا مكاسب.

في هذا السياق ولمتابعة هذا الانجاز تواصل موقع “جنوبية” مع العميد الركن الدكتور نزار عبد القادر الذي أكّد أنّ “ما حدث يدل على أنّ الجيش اللبناني قادرٌ، ولكن هناك أناس لا يريدون لهذا الجيش أن يحرر هذه الأرض لتظّل هي والشعب أسرى لآراء ومشاريع جماعات تفضل المصلحة الإقليمية على مصلحة الوطن”.

يضيف عبد القادر قائلاً “نحن كنا نقول أنّ هذا الجيش قوياً وهو من أفضل الجيوش في المنطقة ويملك العدّة والعدد والتدريب والروح المعنوية اللازمة لتحقيق السيادة الوطنية، فيما هم كانوا يقولون أنّ الجيش غير قادر ويشككون به، ومعروفة من هي الأبواق التي لا تريد لهذا الجيش أن يقوم بهذه المهمة فتلّزمها لصالح مشاريع إقليمية ولصالح نظام بشار الأسد“.

وفيما يتعلق بالعوامل التي مكنت الجيش من تحقيق انتصاره يوضح العميد الركن لموقعنا أنّ العوامل تتلخص بالنيران القوية والدقيقة التي وجهت لمراكز العدو، وبالخطة العسكرية المحكمة التي وضعت، إضافة لمعرفة الجيش بالأرض وبالعدو وبأساليب القتال اللازمة لقتاله.

نزار عبد القادر

ليردف “معركة الجيش اللبناني ضد داعش لم تتكبد دماءً مقارنة مع ما عانته جيوش وقوى أخرى تدعي بأنّها هي تمثل أهم قوة قتالية على الصعيد الإقليمي، فإذا هي بإنجازاتها وقدراتها وتجربتها هي دون مستوى الجيش وهي نفسها القوى التي كانت تفتح أبواقها للتشكيك بمدى استعداد هذا الجيش وبقدرته على القيام بهذه المهمة”.

هذا ويشير العميد عبد القادر عند سؤاله عن معادلة “جيش – شعب – مقاومة” وإن كانت تصلح بعد هذا الإنجاز، إلى أنّه “لو كان في هذا الوطن أناس ينطلقون من موقف وطني صحيح ومن تقييم متروك للخبراء العسكريين وللاستراتيجيين، لما رأينا مثل هذه المقولة تسيطر على عقول البعض وتدفع حتى بعض الفئات التي من المفترض أن تكون سنداً للجيش وللوطن أن تشارك في التشكيك في هذا الجيش وأعني هنا رئيس الرابطة المارونية”.

إقرأ أيضاً: معركة «فجر الجرود»: اسلحة جديدة للجيش اللبناني ستفتك بداعش

من جانبه أوضح الصحافي والمحلل السياسي جوني منير “جنوبية” عند سؤاله عن ما حققه الجيش اللبناني أنّ القرار قد توفر، لافتاً إلى أنّه لم يسبق أن توفر القرار للجيش اللبناني إلا وكان الجيش في المعركة سبّاقاً وقوياً وقادراً على تحقيق النجاح.

ليؤكد أنّ “القرار هو الأساس، والمقصود هنا هو القرار السياسي في الداخل والقرار الخارجي الذي جعل الجيش لا يحتاج لا ذخيرة ولا سلاح وأحاطه بتجهيزات الكافية”.

ويشدد منيّر أنّ “النقطة الأهم هي أنّ الجيش قد اثبت في هذه المعركة اللحمة عنده، مسقطاً ما كان يراهن عليه داعش في الفترة السابقة لشرذمة الجيش، فالشهداء كان اثنان منهما من الطائفة السنية وكانا في المواقع الأمامية في الجبهة، وكان هناك إقدام، وقد تمّ كل ذلك في ظلّ احتضان شعبي كبير له، هذا كلّه منح الجيش القرار الذي يمكنه من تحقيق نتائج عالية”.

مضيفاً “التقييم الأمريكي للجيش اللبناني على مستوى العناصر والشجاعة والإقدام هو تقييم مرتفع، وعندما سأل الجيش المصري الجيش الأمريكي كيف يستطيع أن يعامل داعش في سينا، قيل له افعل كما فعل الجيش اللبناني، من ناحية المرونة في التعاطي و من ناحية التصرف ليحقق النجاحات إن على المستوى الأمني والمخابرات في وجه الإرهابيين أو على المستوى العسكري”.
ليخلص إلى أنّ “الجيش اللبناني لا مشكلة لديه وكان هناك انهيار كبير في صفوف داعش أمامه”.

 

ويلفت منير عند سؤاله عن القوة المسلحة التي سوف تترسخ بعد هذه المعركة ومصير مقولة جيش -شعب – مقاومة أنّ “القوة المسلحة الأساسية الوحيدة في البلد هي الجيش اللبناني”، موضحاً أنّ حزب الله مسألة مختلفة.
ويوضح منير في هذا السياق أنّه “عندما قال الأمريكي للمصري كن مرناً كما الجيش اللبناني فإنّ هذا يدل أنّه في لبنان كان هناك تواصل وتنسيق تقريباً بين مخابرات الجيش وحزب الله وبين مخابرات الجيش والأمريكيين مما أدّى إلى نجاحات كبيرة على مستوى الداخل اللبناني، وهذا ما قام به المصري مع القبائل القادرة وتعاون معها لضرب داعش وقد بدأ يحقق نجاحات”.

ويختم منير مؤكداً أنّه”من الخطأ التعاطي مع سلاح حزب الله على أنّه أمر محلي بسيط إذ أنّ هذا السلاح هو على مستوى المعادلة الإقليمية، وحلّه لدى الأمريكيين فليقوموا بما شاؤوا هم وإيران. أما فيما يتعلق في الداخل اللبناني فإنّ حزب الله على وجه الخصوص يقرّ أنّ السلطة في الداخل هي للجيش اللبناني، والجيش يداهم في كافة المناطق اللبنانية حتى في الضاحية”.

إقرأ أيضاً: الجيش إذ يوزّع نصره.. وحزب الله إذ يريدنا أن ندفع ثمنه

الصحافي والسياسي نوفل ضو علّق من جهته على ما حققه الجيش اللبناني قائلاً في حديث لـ”جنوبية”، “ما قام به الجيش هو أكبر رسالة يتم توجيهها إلى رئيس الجمهورية وحتى أسفل القاعدة، ومفادها أنّ كل الكلام الذي قيل في حق الجيش وأنّه ليس قادراً وليس لديه سلاح، هو عملية إما ناتجة عن عدم معرفة بالجيش وإما ناتجة عن تعمد إضعاف الجيش وبالتالي كلّ الكلام الذي يقال عن تنسيق ولا تنسيق هو استهداف لقدرة الجيش ومحاولةً للقول أنه غير قادر”.
مضيفاً “في المقابل أثبت الجيش اللبناني أنّه الأقدر وليس فقط القادر، وهذا تبين من المساحات التي سيطر عليها ومن نوعية الناس الذين قاتلهم، فكان الجيش الأسرع والأكفأ والقادر على تحرير مساحات واسعة بعدد أقل من الشهداء من الأعداد التي سقطت لتحرير في مساحات أقل وفي مقاتلة ناس هم أقل شراسة من داعش”.

وأكّد ضو أنه “مع سقوط معاقل داعش بالجرد سقطت مقولة جيش وشعب ومقاومة في الداخل، وسقطت مقولة الجيش غير القادر، هناك صفحة جديدة فتحت، ونحن  إما نكون لبناييين سياديين فنخوض معركة نثبت فيها إنجازات الجيش اللبناني، أو عملياً يكون لبنان لم يخسر فقط شهداء الجيش وإنّما خسرت الدولة اللبنانية فرصة تاريخية بأنّ تستعيد قدراتها”.

ولفت ضو عند سؤاله عن تبدل بعض المواقف في طليعتها التيار الوطني الحر إلى أنّه لديه شك في فريق السلطة إذ هناك – بحسب كلامه- صفقات وتنازل عن السيادة لحزب الله مقابل مواقع السلطة التي حصدوها.

إقرأ أيضاً: بعد انطلاق معركة «فجر الجرود»: ما مصير العسكريين المختطفين؟

وختم ضو أنّ “النقطة الأهم في هذه المرحلة هي أنّ اللبنانيين قد وجهوا رسالة للمسؤولين وهي أنّ الجيش اللبناني يحصد وحدة لبنانية طبيعية غير مصطنعة غير مشكوك بأمرها غير مفتعلة ببروغندا إعلامية، وهذه الرسالة واضحة فإن أراد هؤلاء المسؤولون وحدة وطنية فليلتفوا حول الجيش والمؤسسات، وإذا أرادوا أن يبقى الانقسام بين اللبنانيين فليتركوا حزب الله بسلاحه الغير شرعي يتابع معاركه التي يقوم بها”.

السابق
بالتفاصيل: هذا ما سيناله الموظفون والمتقاعدون بعد إقرار السلسلة
التالي
بالصور: «الفاكهة» تعد الطعام للجيش اللبناني