خطاب العته السياسي

 في 20/8/2017؛ قدّم بشار الأسد أفخر خطابات العته السياسي.

في روايته الأكثر انفصالاً عن واقع سوريا؛ قال: (الاقتباس حرفي ما بين المزدوجين)بدأت مؤامرة الغرب بـ”الحراك الذي لم يتجاوز في أحسن الأحوال 200 ألف شخص في كل سوريا” ..”ومنذ اليوم الأول اكتشفنا الإرهاب وضربنا الإرهاب”..ثم توالت الانشقاقات التي قام بها “أشخاص لا وطنيين يعملون لصالح جهات أخرى”، ثم ظهر “المعارضون؛ شخصيات ومجموعات، وفي حقيقتهم هم أشباح وهمية غير موجودة” ثم كُّلف المُحاورون “بمهمة العمالة وكان دورهم عملاء”..، لذلك كنا “نتحاور؛ إما مع إرهابي أو مع عميل أو مع كليهما”. “جوهر المشروع الغربي في منطقتنا فهو أن يحكم الأخوان المسلمون” وقد “فشل المشروع الغربي .. والمعركة مستمرة”.
في روايته تلك رد بشار على كل تساؤل: (النقل بين مزدوجين حرفي أيضاً)1- “قد يقول البعض حققوا هدفهم ودمروا سوريا”. جوابه: “كان المطلوب أن يستحوذوا على سورية سليمة معافاة”. يعني ان بشار “الفهيم” أبطل المشروع عندما دمّر لهم سوريا.
2- يقولون “خسرنا خيرة شبابنا”. جوابه: “صحيح؛ لكننا بالمقابل ربحنا مجتمعاً أكثر صحة، وأكثر تجانساً”. يعني ان؛ بشار “الحكيم” قتل واعتقل وهجر الملايين “التي حالت دون التجانس الحقيقي”.
3- قد يقول قائل؛ “انتهت الوحدة الوطنية”. جوابه:”البعد الطائفي كان موجوداً في النفوس قبل الحرب، كالنار تحت الرماد، وربما لو انتظرنا سنوات وتغلغل هذا البعد أكثر في نفوس السوريين واندلعت هذه الحرب؛ ربما كنا رأينا واقعاً مختلفاً”. يعني ان بشار “المنقذ” عجل بالحرب “قبل أن يتغلغل هذا البعد أكثر في نفوس السوريين”.

إقرأ أيضاً: عندما يجمع العالم على الأسد

4- بشار “الاستثنائي” كان يقول عن الانشقاقات “لا تهمنا”، لكن بشار نسخة 2017 أعلن أن “الانشقاقات تهمنا كثيراً؛ تخيلوا لو أن هؤلاء الأشخاص اليوم يتواجدون في قلب المؤسسات.. المسؤول الغربي بحماقته قام بعملية تنظيف ليس لها مثيل، لم نكن نحن قادرين على القيام بها”! وعليه؛ استنتج بشار أن “النظام السياسي الغربي لم يعد قادراً على إنتاج رجال دولة”. يعني؛ يجب أن يرسل الغرب رجاله للتتلمذ على يد بشار الحريص على “قيم سورية والسوريين”.
لم يكتف “المحلل” بشار الأسد بذلك؛ بل قدّم رؤيته للواقع الإقليمي؛ فاكتشف أن “أردوغان اليوم هو عبارة عن متسول سياسي على قارعة الطريق يبحث عن دور.. ولو انتهى الوضع في سوريا لمصلحة الإرهاب فلن يكون هناك داع لوجود أردوغان”. يعني وفقاً لتحليل بشار الأسد فان بقاء أردوغان، سببه بشار الأسد نفسه، إذ بات يجب على أردوغان شكر بشار الأسد لأنه أبقى له وظيفة الدور التخريبي المطلوب منه.

إقرأ أيضاً: لبنان والتطبيع مع الأسد

في أفخر خطابات العته السياسي؛ أقر بشار (وقد صار بيدقاً بيد الاحتلالين الروسي والإيراني) بتدميره سوريا، وقتله “غير المتجانسين” وتخريبه النسيج الوطني السوري، وبأنه إقصائي لا يرى في المعارض له إلا إرهابياً أو عميلاً.
لو لم يكن لدى السوريين سوى هذا الخطاب سببا للثورة؛ لكفاهم…

السابق
الجيش إذ يوزّع نصره.. وحزب الله إذ يريدنا أن ندفع ثمنه
التالي
ناشطون من جبل لبنان الجنوبي يتضامنون مع أحمد اسماعيل والحريات