بين الهلال الإيراني والهلال الشيعي…أين أصبحت حدود إيران؟

زعم ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي، في خراسان، أن حدود إيران أصبحت بالعراق والشام وسواحل المتوسط. كيف يرى الدكتور وليد عربيد هذه التصريحات؟

قال أحمد علم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية إن “القوات الإيرانية المدافعة عن حرم أهل البيت في العراق وسورية لا تقاتل خارج حدود البلاد، بل أن هذه قوات الإمام الرضا التي ذهبت للعراق وسورية من أجل نشر الدين”. وأن “بادية العراق والشام وسواحل البحرالمتوسط ليست نقاط خارج هذه الدولة، وأن قوات الدفاع عن الحرم تقاتل ضمن جبهة الاسلام”.

إقرا ايضا: عوامل انهيار «داعش» في لبنان

في اتصال مع الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور وليد عربيد، قال ردا على سؤال حول حقيقة طموح ومطامع ايران في سورية والعراق، او ما بات يُعرف بالهلال الفارسي؟: “الهلال الشيعي والمحور الفارسي يرتبطان بتحالفات، لانه في الواقع الاستراتيجيات الكبرى ترقد ضمن ما يسمى اعادة تنظيم او اعادة تموضع القوى داخل الشرق الاوسط. وهناك طرحين احدهما ما طرحه الملك عبدالله، ملك الاردن، من ان إيران تحاول اقامة الهلال الشيعي. ولكن ضمن الاستراتيجيات الكبرى ثمة محاور ترتكز الى تحالفات مختلفة، ومنها المحور الفارسي الذي يقوم على تعزيز دور ايران في تحالفها مع العراق وسوريا ولبنان- اذا اكمل الجيش نجاحاته في الجرود-“.

ويتابع الدكتور وليد عربيد، بالقول “كانت صورة الجيش اللبناني هو انه لا يقاتل خارج مفهوم السيادة، ولكن بات الاستقرار والأمن اعلى من مسألة السيادة، وبات مفهوم محارب الارهاب هو الأولى”.
و”بات هذا الملف يشكل في المحور الذي تحاول ايران بناؤه، وهوما بات يعرف بتحالف “لبنان، سورية، العراق”. و”قوة هذا المحور الفارسي الايراني انه يطمح لان يكون نقطة ارتكاز لمحور ثاني هو محور (روسيا-الصين) وتكون ايران هي المحور المركزي الاساسي لمحور الصين-روسيا”.

ويتابع الدكتورعربيد، قائلا “ويعود هذا التحليل الى النظرة الخارجية الايرانية الى الشرق الاوسط، وهي نظرة موجودة تاريخيا منذ ايام داريوش، لذلك يجب الفصل بين محور الهلال الشيعي والمحور الفارسي”.

وبرأي الخبير في العلاقات الدولية “صحيح انه اليوم يمكن ان يكون هناك دولة مركزية في العراق، ولكن هناك الاقليات الأخرى ايضا، لذا هذا المحور الاستراتيجي متعدد الاتجاهات، ولا يمكن تسميته بـ”هلال شيعي”، لانه ليس جميع مواطنيه من الشيعة. فهناك الايزيديين والمسيحيين والعلويين وغيرهم”.

“ويبقى انه في احدى المراحل عرضت واشنطن على طهران التخلي عن سورية وحزب الله على ان تطلق يد ايران في المنطقة العربية، الا ان ايران رفضت لان النظام الديني فيها يرتكز في بعديه السياسي والايديولوجي على فكرة تحرير فلسطين. لذا لا تستطيع ايران الا بناء محور معاد لاسرائيل”.

إقرأ ايضا: التقارب التركي – الإيراني يُقلق إسرائيل

وبنتيجة القول “من الممكن ان تلعب ايران دورا اساسيّا في المحور الفارسي لكون ايران لاعب اساسي ومن اجل البحث في أهم مسألتين هما المسألة الفلسطينية اولا، والمسألة الكردية ثانيا في ظل وجود سبعة ملايين كردي في ايران”.
ويختم الدكتور وليد عربيد بالقول: “النظام الايراني هذا كله، هو المحور الفارسي والايراني وحلفائه، بمعزل عن الهلال الشيعي المتداول حاليا”.

السابق
لبنان يدخل عالم تصميم السيارات الكهربائية
التالي
العزيّ: إيران تهدف الى السيطرة على الكتلة السنيّة الكبرى في المنطقة