عن الجيش وداعش وإنتاج الإعلام الحربي

ذبحوا عسكرا وناسا على الأشهاد.
أسمعونا صراخ الاوردة، وإجرام عبدة السكّين.
كفّرونا بالانسانية. يأّسونا من أتباع الله.
أعادوا الناس إلى الجرأة في مديح الديكتاتور، ودفعوا الناس الى المفاضلة بين إرهابي وآخر.
وبالنتيجة ماذا نال هؤلاء، في حمأة الاصطفاف الوطني وراء الجيش اللبناني ؟
استحقوا صورة المغفورة لهم جرائمهم… صورة من يحق له أن يضحك…من يحق له أن يعظ…من يحق له أن يلتئم شمل عائلته…
أنالوا كل ذلك، لأنهم من الأساس ليسوا سوى قناع للإرهابي الحقيقي، طالما أنهم مولودون من رحم واحد؟
ثمة من يجزم بذلك. لا قدرة لدينا لرد هذا القول، على قاعدة “من ثمارهم تعرفونهم”.
إلا أن ما يمكن الذهاب إليه، بضمير مرتاح، أن ما تمّ منحه للإرهابيين الداعشيين، ليس خطأ تكتيكيا بل خطوة مدروسة جدا.
هؤلاء الارهابيون، بما يملكون من سمعة البأس، جاءوا ليُبشروا بقوة “حزب الله” وحليفه “الجيش الأسدي” وبقدرتهما على تقزيم الجبابرة وعلى تفتيت الصخور.
هؤلاء الارهابيون أعطيوا المنبر الميكروفوني، حتى يقولوا للمصطفين وراء الجيش اللبناني، بأنكم مجرد كائنات موهومة بالمرجعية العسكرية الصالحة، فنحن القوة ونحن الحماة ونحن الموئل.
هل نيأس؟
كيف تُرانا نفعل، ونحن من الأساس، نُدرك أنّ “داعش” هو فرع من أصل المشكلة، وأن محاولات ولادة أنبوبية كثيرة سبقت نسخة “داعش”؟
نعرف أبو محجن و”أنصار الله” وأحمد أبو عدس ونعرف شاكر العبسي وسائر خريجي “فرع فلسطين” والد “لواء القدس” ونسيب “فيلق القدس”.
زمن صعب حتما ولكنه سيُصبِح أصعب إن امتدّ يأسنا ليلقي وشاحه الرمادي على الجيش اللبناني.
ونحن نُدرك خبثنة الخبثاء سيشتد تأييدنا للجيش، لأنه بالمحصلة، هو منّا ولنا، وهو الابن الشرعي للدستور…
من يريد مكافحة المس بمعنويات الجيش، عليه ان يكف عن مراقبة ما يكتبه غاضب أو محبط على مواقع التواصل الاجتماعي.
عليه فقط، ليوائم قوله مع فعله، أن يفتح بصيرته على “الاعلام الحربي”، فما من مسّ بمعنويات الجيش أخطر من صورة تُظهر أن القوة الحاسمة ليست في غرفة العمليات العسكرية في اليرزة بل في مكان ما على طريق الضاحية- دمشق-طهران.’

السابق
الأسد يشيد بأخلاقيات السيد خامنئي وحزب الله والسيد نصرالله
التالي
المتحدث باسم قيادة الجيش: لا تنسيق مع حزب الله والجيش السوري