بدأت الحرب على الشيعة المعارضين… حزب الله خائف من الكلمة

السيد علي الأمين
استدعاء أحمد اسماعيل، ترهيب يطال الأحرار في البيئة الشيعية.

إستدعى الأمن العام الأسير المحرّر من سجون إسرائيل، بعد 10 سنوات أسر، أحمد اسماعيل، بسبب كتاباته الاعتراضية على قوى الممانعة عبر حسابه الفيسبوكي. هذا ما قاله أحمد اسماعيل. أما بيان المستدعي، أي الأمن العام اللبناني، فتفتّقت عبقرية معدّه عن أنّ الاستدعاء تمّ على خلفية “تحقيقات بشأن شبكة تجسس اسرائيلية”.

لكن ما قاله المناضل الصديق أحمد إنّ غضب المحقق وحنقه كان سببهما غيرته على الوزير السابق وئام وهاب، فيما لم تتجاوز مدّة السؤال عن شخص يمكن أن يكون له علاقة بإسرائيل، يعرفه أحمد اسماعيل أشقاءه من بعيد، لم تتجاوز الدقيقتين، وبقية الساعات الأربع أو الخمس كانت تعريضاً بآرائه ومواقفه السياسية المزعجة للممانعة

ما قاله أحمد عمّا جرى داخل التحقيق في مبنى الأمن العام، وهو مؤسسة رسمية، لا نريد أن ننقله ونترك له أن يفصّل فيه. لكن ما يعنينا، نحن الذين نتشارك وإياه الكثير من الآراء والمواقف، من دون أن نتطابق، هو صيانة الحرية في لبنان، وحماية حقنا في التعبير عن آرائنا ومواقفنا كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.

لذا ما جرى مع الصديق المناضل احمد هو رسالة لكل من لا يزال يؤمن بأنّ في لبنان مساحة من الحرية، وأنّ لبنان يدخل عصر تكميم الافواه، تكميم أفواه من يعترض على محور الممانعة، ومن يعترض على تشبيحات أدواتها ورموزها، ومن يواجه الإسفاف والتهديد والتحريض على كل من يعترض على كل سلطات تسعى إلى تدمير حقّنا في أن يكون لنا دولة ودستور وقانون ومؤسسات وجيش واحد أحد وتحمي حق المواطنين.

ما جرى مع أحمد اسماعيل هو البداية والآتي أشدّ. فالعقل الذي يدير البلد اليوم يريدنا أن ننحني ونصلي كل يوم لأنّه تركنا على قيد الحياة ويمنّ علينا بأنّ الهواء الذي نتنفسه كان عملة نادرة لولا وجوده.

أن يُسأل مواطن ويدان لأنّه ينتقد وئام وهاب ويعرّض به وينتقد حزب الله وإيران، لهو جوهر ما يراد للبنان أن يصل اليه… تخيلوا هذه المهزلة!

إقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل والتحقيق الأمني: أو بتسكر تمّك أو الكلبشة!

يبقى أنّ أحمد اسماعيل مواطن لبناني، قبل أن يكون مناضلاً دفع عشر سنوات من عمره في السجون الاسرائيلية. هذا لا يعطيه، برأيه ولا برأينا، أيّ ميزة أمام القانون. هو رجل يبحث ويناضل من أجل تطبيق القانون ولا يريد أن يمنّن شعبه ودولته بأنّه كان أسيراً لدى الاحتلال، بل السؤال هو لأولئك الذين باسم المقاومة وقتال اسرائيل سمحوا لأنفسهم باستباحة الدستور والقانون والمال العام والسيادة والبشر، هؤلاء انفسهم من أزعجهم أحمد اسماعيل وضاقوا به وبصوته الصارخ وموقفه الصادق والصلب.

معركة أحمد اسماعيل مع المعتدين على حقوقه تختصر معركة اللبنانيين الذين لايزالون يؤمنون بأنّ الحرية شرط وجودهم وأنّها ليست منّة من أحد. لذا فإنّ معركة الحريات تفرض نفسها اليوم بقوة، في وجه سياسة كم الأفواه، التي نعلم ويعلم ذلك الذي يظن أنه قادر على كم افواهنا، أنّه نجح في كم افواه البعض بالقمع والتهديد، لكنّ أحمد لا .

إقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يكذّب بيان الأمن العام: التحقيق كان سياسياً

لم يكن أحمد أوّل من استُدعيَ. هناك كثر تم استدعاؤهم من قبل اجهزة القمع وتم ابتزازهم وتهديدهم بأرزاقهم وحيواتهم ولا نلومهم على عدم إعلاء صوتهم اليوم. لكن هذا والله لن ينفع في مواجهة الإفلاس بعينه. إفلاس منطق الممانعة ونهاية يؤكد التاريخ حتميتها…

أحمد اسماعيل، أيّها المناضل الصلب، نتعلم منك معنى أن نكون مواطنين احراراً بلا زيادة ولا نقصان.

السابق
صيدا على فوهة بركان التلوث
التالي
هل تجري السفن اللبنانية بما يشتهي حزب الله؟