منذ نحو 3 سنوات

حواجز امنية

منذ نحو ثلاث سنوات؛ يقدّم النظام السوري وحلفاؤه -بإعلامييه وسياسييه-، معلومة كاذبة مفادها أن؛ “أميركا أنشأت داعش”. لا يخفى أن هدف المحور الإيراني من وراء ذلك:منذ نحو ثلاث سنوات؛ يقدّم النظام السوري وحلفاؤه -بإعلامييه وسياسييه-، معلومة كاذبة مفادها أن؛ “أميركا أنشأت داعش”. لا يخفى أن هدف المحور الإيراني من وراء ذلك:
1. التعمية عن حقيقة أن النظام السوري سهّل قيام الجماعات المتطرفة جميعها، وأطلق قادتها حتى تحولت داعش إلى أيقونته التي يستمد منها أسباب وجوده (نحو 1000 ممن عمل لاحقا في النصرة وداعش كانوا في سجون النظام السوري؛ بينهم قيادات كبار).

اقرأ أيضاً: وزراء الحج إلى الشام

2. التعمية عن حقيقة أن “إسرائيل” هي الحليف الأقوى غير المعلن لبشار الأسد. (على سبيل المثال لا الحصر: أعلن وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان في 2/5/2016 “إننا سنبكي دماً إذا سقط نظام الأسد”).
اعتمدت بروباغندا نسبة داعش لأميركا على رافدين: 1. قول وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون: “نحن أسسنا داعش” وإضافات متنوعة –حسب رغبة كل كاتب- (من قبيل: “تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية، وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن واوروبا بها فوراً”- أو إضافة الإعلام المصري لكلينتون أنها قالت: “اتفقنا مع الأخوان على إنشاء داعش”) ومرجع الكلام حسب مروجيه؛ كتاب لكلينتون اسمه “خيارات صعبة”/“Hard Choices”. الكتاب موجود في الاسواق وهو يحتوي على 25 فصلا ولا وجود فيه لهذا الكلام المنسوب لكلينتون لا من قريب ولا من بعيد.
3. قول الاحمق دونالد ترامب في معرض هجومه على خصومه الديمقراطيين: “أوباما وكلينتون أسسا داعش” (آب/أغسطس 2016) وهو قول تحكمه ظروف الحملة الانتخابية واستقطاب الناخبين، وقد انتهى ترامب بعدما أصبح رئيسا أنه قصد بكلامه أن تهاون إدارة اوباما سهّل تمكين داعش.
وكانت كلينتون نفسها قالت في مقابلة سابقة إن الإدارات الأمريكية السابقة أسهمت في وجود داعش؛ عندما دعمت المجاهدين الأفغان، ثم تركت ساحة أفغانستان بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.

اقرأ أيضاً: عندما يجمع العالم على الأسد

في الواقع  فإن الذي نسَبَ قيام داعش لأميركا؛ ليس فرداً هاوياً، وإنما جهاز مخابرات متخصص بصناعة الكذب، وقد استغل أن خصوم النظام السوري أيضاً؛ يعتبرون داعش تنظيما مخترقا، فساعد ذلك على انتشار الكذب، حتى صار حقيقة تلوكها ألسنة زعامات سياسية كبيرة.
وبما أن خلق القناعات صناعة محترفة؛ فإن الجزء المكمل والرائج هذه الأيام للكذبة السابقة يقول: “إن أميركا قررت تدمير داعش بعدما انتهت وظيفتها، بعجز الأميركان عن إسقاط النظام السوري في حربهم الكونية عليه”! لمعرفة صانع الكذبة؛ فكر بالمستفيد من رواجها.

السابق
أحمد اسماعيل والتحقيق الأمني: أو بتسكر تمّك أو الكلبشة!
التالي
صقر لـ«فنيانوس» مكانك الطبيعي إلى جانب صور الأسد!