أحمد اسماعيل والتحقيق الأمني: أو بتسكر تمّك أو الكلبشة!

لسنا أحراراً نحن معتقلون وجريمتنا "رأي وحرية"!

“مع تهاني القلبية في العودة إلى ما يشبه الحرية”، هذه هي الكلمات المهداة من الشاعر محمود درويش إلى الأسير المحرر أحمد اسماعيل، تركها الأخير على صفحته الخاصة “فيسبوك” قبل ان يتجه إلى الأمن العام!

لأكثر من 5 ساعات جلس أحمد اسماعيل في مبنى الأمن العام رقم 2 بدارو، وجلسات التحقيق والترهيب والتهديد كانت وحدها الحاضرة!

أحمد اسماعيل المقاوم قبل المقاومة، والأسير بجرم الوطنية في سجون العدو الاسرائيلي، ها هو اليوم يكافح لأجل حريته في وطن كان قد أهداه سنوات سجنه وذكريات جمعت بينه وبين سمير القنطار والعديد من الذي أسروا لأنّهم ناهضوا الاحتلال قولاً وفعلاً!

اقرأ أيضاً: ذكرى جمّول 2: سيرة مقاوم خيّب حزب الله أمله

ابن “زوطر” الحر يواجه اليوم ملفات قد تركب إن لم يصمت وذلك بحسب ما قيل له اليوم، ليؤكد ذلك أننا قد تحررنا من العدو الشماعة، ليسكننا احتلال فكر و وصاية من قوى الأمر واقع.

موقع “جنوبية” تواصل مع الأستاذ أحمد اسماعيل فور خروجه من المبنى رقم 2، ليقول لنا أنّه قد تمّ السماح له بالذهاب تحت شرط “يسكر تمّه بكل المطارح”، وأن لا يمارس حريته لا على الفيسبوك ولا على أي من مواقع التواصل الاجتماعي.
تمّ تحذير أحمد اسماعيل كذلك من أي حساب وهمي يتنفس فيه حرية يصونها كما هو مفترض الدستور، إلا انّ ما يحميه الدستور يراقبه بعض الأولياء!

يشير اسماعيل لموقعنا أنّ أجواء التضامن كانت قد حاضرة معه، ولكن في المقابل كان هناك جوّ يهدده داخل منبى الأمن العام بملف كبير مؤلف من عدة قضايا ليقولوا له بالحرف الواحد “إن قلت أي شيء على الفيسبوك ولو عن وئام وهاب سوف نقوم بوضع الكلبشة في يديك”.

اقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(1): الأسير المنسي

أعداء الحرية والديمقراطية لم يكتفوا بتكبيل حرية اسماعيل بل أرادوا تهجيره، إذ طالبه أحد الذين توّلوا مهمة مكافحة الرأي أن يغادر لبنان في حال لم تعجبه مطالبهم.

حاول أحمد اسماعيل خلال الساعات التي قضاها في الأمن العام أن يهادن سجّاني الرأي ومناهضي الحرية ليؤمن خروجه سالماً من وطن بات بأكمله مكبلاً، غير أنّهم تمادوا فطلبوا منه توقيع تعهد يتنازل فيه عن حريته.
أحمد اسماعيل الذي رفض التوقيع ليعلق “أنا لدى العدو الاسرائيلي لم أوقع التعهد حتى أوقعه لديكم”، يؤكد لنا كم أنّ ديمقراطيتنا ورقية، وأنّ خياراتنا الوطنية باتت رخيصة يحكمها حزب وسياسي و”رينجر”.

السابق
لبنان الغى الزواج من المغتَصَبات وأبقى على زواج القاصرات!
التالي
منذ نحو 3 سنوات