لقاء عرمتى السنوي: خط شيعي ثالث؟

تتبادر الى الاذهان دوما التساؤلات عن سرّ دعوة الشيخ محمد حسين الحاج لنخبة من افراد المجتمع المتنوعيّ الاهواء والتوجهات والجهات الى دارته في عرمتى.

يحاول الشيخ محمد حسين الحاج، امام بلدة عرمتى الجنوبية، التي تقع في محيط متعايش دينيا، الا يقف جانبا او على الحياد في القضايا العامة. فكثيرون من العلماء سلكوا احد الخطين اما الدخول في معترك الثنائية الشيعية أي أمل وحزب الله، او المواجهة معهما وما يوّلد أيا الخيار من هذين الخيارين من تبعات.
لكن رئيس المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات وتعارف الاديان، عرف ان ايّ من الخيارين ليس بالمطلوب حاليّا، وهو صاحب قناعات مختلفة أصلا.
فاضافة الى كونه تلميذ حوزات قم، الا انه لبناني الهوى والهوية. هذا الجمع دفعه ضمنيّا لان يكون صاحب خيار مختلف.
فهو يعمل بناءْ على قناعات فقهيّة عن المواطنة التي تعلّم بذورها في بلدته عرمتى كما يقول. ويرى ان هذه اللقاءات، وان كانت تحدث مرة واحدة سنويا، الا ان اصدقائه هم ممن يتواصل معهم دوما عبر النشاطات واللقاءات في المجمع الثقافي الجعفري، ويسعى من خلاله الى ان تعم فوائدها الجميع.
ولكن هل هذه اللقاءات سواء السنوية او الاسبوعية والشهرية تتم بابعاز سياسي من جهة ما؟ يؤكد العلامة الحاج انها “حركة مستقلة داخل طائفة ومخاولة الخروج من الثنائية قد يمكننا القول انها صوتا ثالثا”.

الشيخ محمد حسين الحاج
الشيخ محمد حسين الحاج

بتوازن يتعاطى العلامة الحاج مع الجميع، واعتدال، قد يصح القول فيها وان كان باكرا توصيفها: “انها حركة جديدة تشهدها منذ فترة الساحة الشيعية، ومنذ سنوات عديدة، وان كانت بهدوء”.
فهل ستجد من يرافقها في طريقها الطويل؟ وهل يمكن ان تواجه اعتراضا يهزّها؟ ام ان الاعداد الكبيرة التي تؤيدها مستعدة للمرافقة نحو هذا الخط الوسطي المطعم بالنزعة الحوارية والتعايشية؟

اقرأ أيضاً: «قرطبة دو جنيف» السويسرية تجمع السنّة والشيعة في بيروت

يحبذ الشيخ الحاج التواصل مع جميع الجهات ومناقشتها مهما كان مستوى الخلاف وهو الذي يصدر كتبه الحوارية المفعمة بالسؤال والجواب والاستيضاح والاستفهام.
بترّقب، يتابعه من يهوى الرقابة، متسائلا هل سيخرج الى الاعلام صوت اسلامي جديد وسطي يبتعد عن التصلب والتشدد والتعصب؟ ام سيعود ادراجه كما الكثيرين؟
اللقاء الحواري الثالث جمع من كل الاطياف شخصيات سنية وشيعية ومسيحية وعلمانية ونسوية ومختصين.

السابق
القائم بالاعمال السعودي يزور منزل الراحل السيد هاني فحص
التالي
عن الاحزاب الاسلامية المتناحرة حتى الموت…