«داعش» وحيدا في العراء بانتظار هجوم الجيش اللبناني

بعد خروج "النصرة"، وإخراجها من جرود عرسال، وخروج "سرايا أهل الشام"، بات عناصر تنظيم "داعش" ينتظرون الجيش اللبناني ليدخل عليهم مغاورهم في أعالي رأس بعلبك وجرود القاع.

طويت صفحة الإرهاب- الذي سكن جرود عرسال والقاع وراس بعلبك، الجرود الممتدة طويلا، على مساحات واسعة من الاراضي اللبنانية، فهم ينتشرون على مساحة 70 كلم من الشمال الى الجنوب حتى مشاريع القاع- مع خروج مسلحي ما يعرف بـ”سرايا أهل الشام” وعائلاتهم ضمن إتفاق أبرم ما بين “السرايا” من جهة، و”حزب الله” والأمن العام اللبناني من جهة ثانية.

اقرا ايضا: كيف نفذ «داعش» عملية هروب البغدادي من الموصل؟

وكان تنفيذ الاتفاق قد تأخر بعد تصميم “سرايا أهل الشام” الخروج من عرسال بآلياتهم المدنية والعسكرية مقابل تصميم الجانب اللبناني على خروجهم بسلاحهم الفردي فقط، الى أن تخلى المسلحون عن مطلبهم، وبدأت الحافلات السورية بالتجمع في وادي حميد في جرود عرسال لنقل المسلحين وعائلاتهم أي حوالي2500 شخص نحو القلمون الشرقي.
وبدأت عملية إجلاء مسلحي “سرايا أهل الشام” بعد أن إستقل 395 حوالي مسلحا مع عائلاتهم الحافلات المخصصة لهم، وإنتقلوا الى جرود “فليطة” السورية ومنها الى “الرحيبة” في القلمون الشرقي.

بالمقابل، كان حوالي 1000 مسلح قد رفضوا الخروج الى سورية، وعادوا الى عرسال اللبنانية دون اسلحتهم بعد تفتيشهم من قبل الجيش اللبناني. حيث وضع الجيش اللبناني يده على مواقع “سرايا أهل الشام”.

وكان مصدر أمني لبناني، قد أكد لـ”سبوتنيك” أن الاتفاق الذي نفذ اليوم أبرم منذ شهرين تقريبا. وقد ساهمت عملية اخراج “النصرة” على يد حزب الله من الجرود في تسهيل تنفيذ الاتفاق مع “سرايا أهل الشام”، لا سيما وأن “النصرة” عملت في السابق على عرقلة الاتفاق ما بين “الحزب” و”السرايا” من خلال إشتباكات دارت بينها وبين “سرايا أهل الشام” على خلفية توقيع الأخيرة الاتفاق.

وبعد نجاح المرحلة الثانية من الاتفاق، بات الجيش اللبناني مستعدا عسكريا ولوجستيا لخوض المعركة النهائية مع “داعش” ودحره من الأراضي اللبنانية، مقابل شنّ الجيش السوري غاراته الجوية على الحدود ضد التنظيم، من هنا لم يبق أمام “داعش” سوى خيارين، إما الانسحاب من لبنان بعد كشف مصير العسكريين المختطفين، وإما خوض معركة القضاء على هذا التنظيم.

مع الاشارة الى قدرة الجيش وامتلاكه الخبرة الكافية لخوض مثل هذه المعارك خاصة للمشككين، لإمتلاكه سلاحا نوعيّا سواء مع إدخاله سلاح الجو في المعارك الأخيرة ضد التنظيم المتطرف، أو من خلال المدرعات والصواريخ التي بات يمتلكها وتصيب أهدافا محددة بدقة متناهية.

ويمكن للجيش اللبناني الاستعانة بالمعلومات التي حصّلها حزب الله، أكثر من الاستعانة بالدعم العسكري، خاصة لجهة أعداد الارهابيين واسلحتهم وعتادهم والطرق التي تؤدي الى الوصول لنقاط هذا التنظيم.

فقد نقلت مواقع عديد عن ان مسلحي النصرة يصلون الى حوالي 2000ألفي مسلح في حين قال اللواء عباس ابراهيم انهم لا يتعدون 120 مسلح.

وبحسب ما تبيّن فان معظم المسلحين من “النصرة” قد تخلوا عن سلاحهم وخرجوا كمدنيين خلال تنفيذ الاتفاق مع حزب الله والذي اشرف عليه اللواء ابراهيم. اضافة الى ان مسلحي “داعش” أقل بكثير من اعداد “النصرة”. رغم ان الجرود التي يتحصن فيها “داعش” وعرة جدا وغير قابلة للتحركات السهلة.

في حين يبلغ عدد مسلحي “سرايا أهل الشام” حوالي 395 مسلح. وهؤلاء الارهابييين هم من جنسيات مختلفة جميعها تعمل كمرتزقة او انها اتت الى سوريا عبر تركيا لخوض معارك ضد النظام السوري الذي واجههم بدعم روسي ايراني.

وتحضن سورية منذ العام 2011 مئات الفصائل منها الاسلامي المتشدد، ومنها العلماني، ومنها الوسطي اضافة الى الفصائل الكردية في الشمال. وقد شهدت الفصائل هذه انشقاقات هائلة وكلها بتمويل خارجي. حيث اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب مؤخرا توقيف دعمه للمعارضة المعتدلة بعد الاتفاق الروسي الأميركي على “هدنة خفض التوتر جنوب سوريا الذي يشبه الى حد بعيد اتفاق تسليم سوريا الى روسيا. مما دفع الاسرائيليين للخوف على الحدود المصطنعة بين فلسطين المحتلة وسورية.

إقرأ ايضا: نعم… داعش تنظيم إسلامي يطبق تعاليم الإسلام

واليوم وبعد اخراج “داعش” من الموصل، ومن انطلاق عملية اخراجه من الجرود اللبنانية على يد الجيش اللبناني، هل سيعيش التنظيم طويلا في المناطق السورية التي يسيطر عليها كالرقة ودير الزور؟

السابق
ناهدة… راقصة الرصيف العالمية!
التالي
اللجوء السوري وخصومات لبنانية مُسْتَطْرَدة.. ندوة بتوقيع أمم للتوثيق والأبحاث