الحكم لكم!

زياد ضاهر

للتذكير حسنات. وان كنا سنختلف على الحسنات، فلنقلب المعادلة و نبدأ باحتساب الخطايا لكل طرف .

سنحتسب خطايا الطرفين من “قوى المقاومة” التي لطالما اعتدت “بسلاحها” وهددت بقطع الايدي التي ستمتد اليه، و من “قوى الاستقلال” التي لطالما اعتبرت “السياسة” سبيلا لمشروعها، تارةً في “المواجهة” و تارةً اخرى في “التسوية”.

“بالسلاح” احتكروا مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بتكليف من سلطة الوصاية منذ الطائف حتى التحرير عام 2000. و قالوا للبنانيين انهم “المحررون” .بحثوا عن استثمار التحرير في الداخل و بدأ مسلسل الاغتيال عند اول محاولة للتخلص من الوصاية، فكان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 . استخدموا السلاح في الداخل البناني ضد من احتضنهم و داوى جراحهم فكانت غزوة اليوم المجيد في بيروت في 7 ايار 2008.

 

عطلوا المؤسسات، فأقفل مجلس النواب و شغر موقع رئاسة الجمهورية وكانت الاسباب عديدة، لكن في النهاية “التعطيل” كان الوسيلة. واسقط هذا الفريق حكومة الوحدة الوطنية عام 2011.

مع بداية الربيع العربي و الثورة السورية افتتحوا طريقا جديدا للقدس، فتوجه سلاح المقاومة الى سوريا، و كانت الاسباب المعلنة مرة للدفاع عن العقيدة و أخرى للدفاع عن نظام الاسد، و في النهاية اعلن هذا الفريق ان سلاحه و ماله و أهله في امرة الولي الفقيه و مشروعه.

وصل سلاح المقاومه الى ارض العراق و اليمن و الكويت وغيرها من دول العالم. معركه تلو اخرى هتكوا فيها علاقات لبنان مع دول العالم قاطبه. في كل معركه “قَتلتم” و “قٌتلتم” و تراكم الحقد عليكم و علينا ولكم فضل هذا النصر المجيد للبنان و اللبنانيين.

هذه بعض خطايا “فريق المقاومة” الذي اعتد “بسلاحه” ولنرى بعض منها عند الفريق الاخر الذي اعتد بالسياسه والتسويه.

فريق “الاستقلال و السيادة” استخدم السياسة للمواجة، فنزل بجماهيره المدنية الى الساحات رفضا للوصاية و طلبا للعدالة في وجه الاغتيال، فتحرر البلد من الوصايه فهذه خطيئة!. خطايا سياسة المواجهة انها لم تسمح للجماهير المدنية الاستقلالية ان تصل الى بعبدا لتسقط اميل لحود. و عندما قامت بالتحالف مع الطرف المقاوم فكان الحلف الرباعي الذي  انتج مجلس نواب عام 2005 فهذه خطيئة!.

إقرأ أيضاً: زمن «حزب الله»؟!

واجه هذا الفريق الاغتيال فكانت قياداته هدفا، من اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري عام 2005 الى الشهيد محمد شطح عام 20013. وبقي هذا الفريق على حركته السلمية وهذه خطيئة!.

حوصرت السراي الحكومي ايام حكومة الرئيس فؤاد السنيوره، فواجه بسلميته وهذه خطيئة!. بعد غزوة اليوم المجيد قبل بالذهاب الى “الدوحه” فكان انتخاب رئيس الجمهوريه ميشال سليمان بعد فراغ دام شهور وهذه خطيئة!. عندما فاز هذا الفريق بانتخابات 2009 اختار حكومة الوحده الوطنيه و هذه خطيئه! وبالرغم من ذلك تم اسقاط حكومه الرئيس سعد الحريري الاولى وكانت المواجهة بالصمود والمعارضة وهذه خطيئة!

خطيئة ارتكبها هذا الفريق عندما واجه التعطيل فتمسك بالمؤسسات و اصرّ على النزول الى المجلس النيابي لسنوات مصمما على ان مصلحة الشعب اللبناني بالابقاء على الحد الادنى من المؤسسات و صمودها ليبقى بلد و هذه خطيئة!.

إقرأ أيضاً: كيف سيغيّر حزب الله القرار 1701؟

استخدم فريق السيادة التسويه وسيله ليؤمّن الاستقرار و الامن و عودة المؤسسات فكان انتخاب الرئيس ميشال عون بعد شغور دام سنتين و نصف وهذه خطيئة!. شكلت حكومة “ربط النزاع” فكانت اسرع حكومة في تاريخ تشكيل الحكومات و انتج قانون انتخابي انتظره اللبنانيون 15 عام و هذه ايضا خطيئة!.

بين خطايا “السلاح” و خطايا “السياسة” ايهما كان ماحقا للحسنات وأكثر ضررا على البلاد والعباد؟

خطايا المحررون بين “قتل” و “تعطيل” و السياسيون التسوويون خطاياهم في “سلميتهم”. يتحول المسالم الى قاتل اذا استسلم و أما القاتل قتحوله الى مسالم دونه تاريخه المليء بالدماء.

الحكم لكم.

(*) عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل”

السابق
جميل السيد يرد على عقاب صقر: وَمَنْ ذَا يَعَضُّ الكَلْبَ إِنْ عَضَّهُ الكَلْبُ؟!
التالي
إنطلاق مهرجان «كفرشوبا توحدنا» الثامن