هدنة الجنوب السوري: الابقاء على إيران وحزب الله شكلاً

بينّت بنود اتفاق الهدنة الروسي- الاميركي عن  نقاط ليست لصالح اسرائيل ولا إيران. فمن المستفيد بعد تقسيم الجبنة بين القوتين الكبيرتين؟

جاء الاتفاق الروسي- الأميركي على وقف اطلاق النار في جنوب سورية ليظهر حجم القلق الاسرائيلي من بنود هذا الاتفاق الذي رغم مشاركة اسرائيل في عدد من جلساته التي عقدت في عمّان وواشنطن وموسكو، الا انه لم ينل رضاها في صيغته النهائية كما اوردت “هآرتس”.

إقرأ ايضا: «جنيف» تقرّ هدنة الجنوب السوري: تحوّل 360 درجة!

فبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب سورية، اعترضت اسرائيل على الصيغة النهائية لنص الاتفاق، حيث اعتبره رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه يتجاهل المخاوف الإسرائيلية من ازدياد النفوذ الإيراني في سورية.

علما أن وفداً اسرائيلياً كان قد شارك في الاجتماعات السرّية مع كل من واشنطن وموسكو وعمّان، الا انه عبّر خلال الجلسات عن مخاوفه من الابقاء على نفوذ طهران، وطالب بإخراجها من سورية ككل، وليس من المنطقة الحدودية فقط.

ونقلت “هآرتس” إن عمّان وتل أبيب كانتا قد قدّمتا لواشنطن ملاحظات “متقاربة جدا” حول الاتفاق. لكن الخلاف الأساس استمر حول اعتبار الطرفين الأميركي والروسي الهدنة في الجنوب طريقة عمليّة لإرساء الهدوء، مما سيؤدي الى محاربة “داعش” ووقف الحرب السورّية. في حين ان اسرائيل ترى ضرورة انبثاق الاتفاق عن وجهة نظر استراتيجية غير محددة بزمن، تبحث في النفوذ الإيراني في سورية ما بعد الحرب.

وطالب الصهاينة في الاجتماعات بإبعاد الإيرانيين، ليس فقط لمسافة 20 كيلومتراً عن الحدود الفلسطينية المحتلة، بل يجب إخراجهم بالكامل من الاراضي السورية، مع مطالبة طهران أيضا بسحب مقاتليها كـ”الحرس الثوري”، وحزب الله، وجميع الميليشيا المؤيدة لها في سورية.

وحذّرت الصحيفة من أن بقاء الإيرانيين سيحوّل سورية إلى قاعدة للصواريخ كلبنان وغزة، تهدد أمن اسرائيل والأردن. ونبّه من أن الوجود الإيراني سيؤثر على التوازن بين الشيعة والسنّة في سورية، وسيهدد أيضاً أمن البلدان السنيّة المجاورة.

وقد تفاجأت الحكومة الإسرائيلية بالنص النهائي للاتفاق، كونه تعارض كليّا مع ملاحظات وفدها في اللقاءات المذكورة آنفا، حيث لم يأتِ على ذكر إيران وحزب الله اطلاقا.

بل تحدّث، بشكل عام، عن منع فصائل مسلحة أجنبية من دخول مناطق خفض التصعيد في جنوب سورية، قرب الحدود مع الأردن واسرائيل.

وكان الحديث قد تناول سعيّ روسيا وواشنطن لإبعاد حزب الله وايران عن الحدود السورية-الفلسطينية-الاردنية لمسافة 20 كيلو متر.

ولكن حاليّا تطالب تل أبيب موسكو وواشنطن بجعل سورية بأكملها خالية من أية قواعد صاروخية، خوفا من ان تطالها هذه الصواريخ.

إقرأ ايضا: «اتفاق عمّان».. هل يُطلق الإشتباك الروسي-الايراني جنوب سوريا؟

ويبرز السؤال الهامّ، هو ما هي الإفادة الاستراتيجية التي نالتها كل من إيران ومن يقف ورائها من قوى عسكرية كحزب الله او الحشد الشعبي العراقي من الحرب التي دخلتها لحماية خط تأمين السلاح لحزب الله الى لبنان؟

ولحماية دولة ممانعة، وبشار الأسد الذي سيستمر في الحكم شكليّا، كما استمر صدام حسين لسنوات قبل قلعه من مكانه باجتياح اميركي للعراق بعد تدميره كليّا؟

السابق
«الأمعاء/ كنزك في بطنك»… كتاب قرأه الملايين!
التالي
الفساد يطرق باب الكلية الحربية عشية حرب الجيش ضدّ داعش!