«هايلي» و«اليونيفيل» و«حزب الله».. من الرابح؟

السفيرة الامريكية نيكي هايلي
كل عام تجدد الأمم المتحدة بناءا على القرار 1701 للقوات الأممية (اليونيفل) الموجودة في لبنان. ولكنها تستعمل ورقة الضغط الاقتصادية. فهل من جديد؟

أكدت السفيرة الأميركية نيكي هايلي، يوم أمس، من على منبر الامم المتحدة في نيويورك على ضرورة تعزيز دور قوة حفظ السلام الدولية المنتشرة في الجنوب اللبناني (اليونيفيل) وذلك لتجنّب انتشار الأسلحة غير المشروعة في منطقة عملها، في إشارة مباشرة إلى حزب الله.

اقرأ أيضاً: لبنان لحزب الله مقابل أمن اسرائيل! 

ويأتي كلام هايلي في وقت يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لتجديد ولاية قوات اليونيفيل آخر الشهر الجاري (آب) من خلال قرار تعدّه باريس، يتناول نطاق عمل اليونيفيل وصلاحياتها.
وقد انتقدت مندوبة الولايات المتحدة في المجلس الاممي، بشدة وجود أسلحة محظورة في الجنوب اللبناني بموجب القرار الدولي 1701 الذي يحظّر وجود سلاح في تلك المنطقة عدا عن الذي يملكه الجيش اللبناني.
وشددت على أن “الأسلحة المحظورة في منطقة عمل اليونيفيل بمعظمها تابعة لإرهابيي حزب الله، وتشكل تهديداً للأمن والاستقرار”. وإنه “على اليونيفيل أن تزيد من قدراتها والتزاماتها للتحقيق في الانتهاكات التي يسببها سلاح حزب الله للقرار1701”. بحسب موقع “الحرة”.
وكان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قد أبلغ مجلس الأمن دعوته إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة في الجنوب، وإلى دعم الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية، كما أنه يدرس كيفية تعزيز قدرة اليونيفيل لمواجهة الانتهاكات المرتبطة بالاسلحة غير الشرعية في نطاق عمل اليونيفيل”.
من ناحية أخرى، يبدو ان اتفاق المناطق الآمنة الذي ابرمته روسيا مع واشنطن يُخفيّ في طياته شرطا اساسيّا، وهو إبعاد حزب الله عن الساحة في سورية كليّا، وخاصة عن جنوب سورية، الحدودية المُطلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتبقى الساحة اللبنانية هي المعبر الوحيد الدال على تطور او تراجع العلاقة الأمميّة او تحسنّها مع اسرائيل. فالرسائل التي يرسلها حزب الله عبر مناطق نفوذه ضمن مناطق القرار1701 هي وحدها التي تؤشر الى حجم الصراع المقبل ومستواه. بحسب مصادر اعلامية مطلعة.
ومن المعلوم ان قوات اليونيفيل وجدت في لبنان على مرحلتين، الاولى ما قبل حرب تموز 2006 والثانية ما بعد تموز 2006 الذي صار تاريخا مفصليّا.

اليونيفيل
وقوات السلام هذه تسمى رسميا قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (United Nations Interim Force in Lebanon) أو ما يعرف بقوات اليونيفيل وهي قوات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006. بحسب موقع اليونيفيل الرسمي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أنشأ قوة حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة عام 1978 للتحقق من الانسحاب الاسرائيلي من لبنان واستعادة الاستقرار والأمن، وتمكين الحكومة من إعادة بسط سيطرتها على المنطقة التي تخليها القوات الاسرائيلية.
وبعد حرب تموز 2006، قرّر مجلس الأمن ارسال قوة يونيفيل لمراقبة وقف الأعمال العدائية ومراقبة إنتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان ودعمها، وضمان وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين والاشراف على العودة الآمنة للنازحين إلى ديارهم، بناء على قرار اصدرته تحت رقم 1701.

اقرأ أيضاً: مسؤول إيراني يعترف: نشرف استخباريّا على كامل المنطقة!

ومن الملاحظ انه في كل مرة يقترب فيها التجديد لهذه القوات تلعب ورقة الضغط السياسية في الوسط. وتبدأ الضغوطات على الحكومة اللبنانية من جهة واشنطن والامم المتحدة لأجل منع حزب الله من بناء ترسانته العسكرية داخل ما عُرف لاحقا بالخط الازرق.
علما ان حزب الله موجود في هذه المناطق، وبكثافة، لدرجة ان الناطق باسم الكيان الاسرائيلي افيخاي ادري أخذ منذ ايام ينشر على صفحته على “تويتر” صورا لشباب من الحزب يبدون مدنيين، ولكنهم باعتقاده هم عسكريون ومنظمون.
في محاولة للتدليل على ان اعمال الحزب لم تتوقف منذ العام 2006 وهو ما صرّح به السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، الذي تحدّى اسرائيل بقوله انه لدينا الجهوزية الكاملة للدخول الى اسرائيل.
هذه الاجواء التصعيدية في اروقة الامم المتحدة، التي لاتعكس حال الهدوء في الجنوب اللبناني أبدا، تدل على ان وجود اليونيفيل ضروري واساسي. فهل ان ضغط هايلي هو من باب الضغط لتمويل القوات الأممية وهو لصالح اليونيفيل؟ ام انه لصالح اسرائيل؟

السابق
الشباب لا يثقون بالسلطة السياسية: سمسرات ونظام فاسد
التالي
إسرائيل تستغرب دعم أميركا للجيش اللبناني وحزب الله!