لبنان لحزب الله مقابل أمن اسرائيل! 

في تصريح ورد نقلا عن الرئيس سعد الحريري قبل عام تقريبا ، جاء فيه ان "ثمة قرارا اقليميا بتسليم لبنان إلى حزب الله، فالسياسة لعبة خفيّة لا يدركها الا اللاعبون الكبار". واليوم هل تلعب واشنطن واسرائيل من جهة، وايران وحزب الله من جهة ثانية، لعبة المصالح امام المتفرجين على مسرح الأرض العربية وبدهاء!

يقول محلل سياسي مراقب، رفض الكشف عن اسمه، ان “ايران وحزب الله براغماتيون أكثر من أميركا نفسها، بل هم ربّ البراغماتية. لذا عندما يشعرون بالضعف يذهبون لإبرام تسوية مع الولايات المتحدة الاميركية من تحت الطاولة، بل يتعهدون بحماية اسرائيل مقابل الحفاظ على وجودهم”. اضافة الى كلام لمتابعين ما معناه ان “واشنطن ستسلّم لبنان لإيران على ان يتعّهد حزب الله حماية اسرائيل مقابل الامساك بالدولة اللبنانية من مفاصلها”.

إقرا ايضا: قاطيشا: التحالف الدولي يساعدنا ولا حاجة للطيران السوري ضدّ «داعش»

فالحزب، برأي هذا المراقب السياسي، “لن يُغامر بوجوده في مواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية قد تقضيّ عليه”.

لذا، قد “يتحوّل بموافقة أميركية الى حارس لأمن اسرائيل”. فـ”ايران والحزب يرقصون في المنطقة على ايقاع الموسيقى الأميركية”. لأن “إيران تعلم علما يقينيّا بأنها لا تملك القدرة على إزالة اسرائيل من الوجود”.

من هنا يرى، ان “ايران تنافس اسرائيل لإسترضاء أميركا، لكي تقبلها كشرطيّة لها في المنطقة مع اسرائيل”.

ويؤكد المحلل السياسي، انه “جاهل بامتياز من يصدّق ان الايرانيين مقتنعون بمشروع إزالة إسرائيل من الوجود. فالخامنئي ليس أعظم من الخميني- الذي انبطح امام القرار الأميركي 598 بعدما ظلّ لثماني سنوات يقول إن طريق القدس يمرّ من كربلاء”.

فـ”اميركا تمسك بكل أوراق اللعبة في المنطقة، وبقوة هائلة، إقتصاديا وأمنيّا وعسكرّيا مع حلفائها الأقوياء”.

ويتابع ان “قوة أميركا فوق ما يتصوّرها خيال قاسم سليماني، والخامنئي، ونبيل قاووق. فأميركا في الحرب السورية لم تستعمل سوى 2% فقط من أوراق قوّتها، ومن يتذكر ان أميركا لم تغزُ العراق الا بعدما تم استنزافه استنزافا عظيما، وهذا ما حصل مع ليبيا، وكذلك الامر مع سوريا التي هي أضعف من العراق بمليون مرة”. وبرأيه ان “قوة بشّار الاسد لا تساوي شيئا مقارنة بقوة صدام حسين، ومع ذلك امسكوه كالفأر من جحره”.

بالمقابل، وردا على سؤال، يرى المحلل السياسي الدكتور عبدالحسن الأمين، “هل يعقل هذا الكلام؟ هناك 26 شابا قد سقطوا في معركة عرسال الاخيرة. والحقيقة هي ان الواقع يفرض نفسه، فأميركا لن تحارب عن أحد في المنطقة. وايران وحزب الله  يعملان على ترتيب نفسيهما، وهما ليسا كالعرب”. “قديما قال ماوتسي تونغ العالم نمر من ورق، ومن ينظّم نفسه يربح. وقد قال هذا الكلام منذ زمن بعيد، أيام عز اميركا. فأميركا تحارب حزب الله بوسائل شتى، لكن ليس بالقوة العسكرية”.

ويتابع رئيس تحرير موقع “النور” الالكتروني، بالقول “برأييّ لم تعد اسرائيل مهمة للغرب منذ زمن، وهذه هي مشكلتها الاأساس”. فـ”لم تعد اسرائيل هي الكنز، واسرائيل اليوم تدعم نفسها بنفسها، اضافة الى ان كثر من الاسرائيليين لا يريدون الحرب، وواشنطن كانت دوما مستفيدة من  الضعف العربي المستمر حتى اليوم”.

ويضيف “لكن، القوة في غزة والقوة في لبنان اوجدت توازنا بين اسرائيل وحزب الله، مما جعل واشنطن تقف دون أية مبادرة، فقوة حزب الله وقوة إيران حدّا مِن قوة اسرائيل وأميركا، هذه القوة الصاعدة هي التي حققت الانتصارات، وليس هناك ايّ اتفاق بتسليم لبنان الى حزب الله”.

إقرا ايضا: مسؤول إيراني يعترف: نشرف استخباريّا على كامل المنطقة!

ويخلص الدكتور عبدالحسن الامين، الى القول ان “أيّ ثمن لمحاربة هذه القوة الصاعدة سيجعله اعلى مما تتحضر له اميركا، والقوة التي ستهاجم حزب الله سيدّفعها الحزب عندها ثمنا باهظا. ولو ان اسرائيل تعرف انها ستربح اية حرب قادمة مع حزب الله فلن تقف عاجزة عن القيام بهذه الحرب”.

السابق
لبنان وتجاوز الفخ الإيراني
التالي
عرسال… 100 قتيل