اسرار كبيرة طُويت بإغتيال احمد الفليطي

تؤكد معلومات موثوقة؛ ان إغتيال نائب رئيس بلدية عرسال السابق “الوسيط” احمد الفليطي ثاني ايام الهجوم على جرد عرسال، أخفى اسراراً كبيرة كان يحملها الرجُل. كما ان المسؤولية عن إغتياله بقيت مُبهمة، ولم تُعلن اي جهة على صِلة بالأحداث التي حصلت في المنطقة المسؤولية عن عملية الإغتيال. وأحد الإحتمالات المطروحة: ان يكون قد إستشهد عن طريق الصدفة، لأن بيانات مُتعدِدة صدرت يوم الحادثة، السبت في 22/ يوليو/2017 ، منها ما تحدث عن إستهداف سيارة لجبهة النصرة، ومنها ما تحدث عن استهداف لآلية لحزب الله، بينما اكد بيان قيادة الجيش اللبناني: أن الفليطي استشهد بقذيفة مصدرها مواقع النُصرة في المُرتفعات المقابلة لموقع الإستشهاد.

اقرأ أيضاً: من اغتال أحمد الفليطي؟

يُعرف عن الفليطي أنه مقدام، وإنساني، وأجاد بوطنيته العالية إدارة المفاوضات العام الماضي لتحرير العسكريين اللبنانيين الذين كانوا أسرى لدى النصرة، وله أدوار متعدِدة، نجح فيها في تلافي العديد من المآسي التي كادت ان تحصل من جراء الخلافات بين الفصائل السورية المتقابلة التي كانت تتغلغل في مخيمات اللآجيئين في عرسال، وبين هؤلاء من جهة واهالي البلدة منجهة ثانية، لأن هؤلاء ذاقوا المرارة من جراء إنقطاع ارزاقهم بسبب التوتر الذي حصل في البلدة ومحيطها، حيث لجأ اليها اكثر من 80 الف مواطن سوريا، أُضيفوا الى ابنائها ال30 الف. من دون ان يكون لهؤلاء موارد معيشة كافية.

من الاسرار التي دُفنت مع الشهيد احمد الطفيلي: انه الوحيد الذي زار أسرى حزب الله الخمسة في شمال حلب، وصورهم، كما كان الوحيد الذي إلتقط صور للضحايا من حزب الله الذين إحتجزتهم جبهة النصرة في الداخل السوري.

وكان لدى الفليطي شبكة علاقات واسعة مع القوى السياسية اللبنانية المختلفة، لاسيما مع النائب وليد جنبلاط الذي كلفه ضمان حماية الموحدين الدروز في قرى ريف ادلب، على أثر المجزرة التي إرتكبتها عناصر من جبهة النصرة بحق سكان قلب لوزة في 11/5/2015. وهو قد تواصل معه، ومع النائب وائل ابو فاعور، قبل القيام بواسطته الاخيرة لتجنيب المدنيين السوريين واللبنانيين ويلات القتال الذي إندلع لتحرير الجرود في 21/7/2017.

وساطة الفليطي كانت مُنسَّقة مع الرئيس سعد الحريري، ومع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، كما كانت قيادة الجيش وقيادة حزب الله على علم بألمهمة التي يقوم بها، وهو يتمتع بمصداقية لدى هذه الاطراف من جراء مواقفه المقبولة في أحداث آب العام 2014، وما تلاها من وساطات.

جزء من الاسرار التي ذهبت مع احمد الفليطي، ستتكشَّف مع الأيام، ذلك لأن مُقاربة التفاوض كانت مطروحة منذ البداية لخروج النصرة من جرود عرسال، وقبل بدء المعارك الأخيرة. وقد تكون جرأة الفليطي قادته الى فتح كوَّة في جدار الإنغلاق الغامض الذي يُحيط بملف طرد ارهابيي داعش من جرود القاع ورأس بعلبك، حيثُ الجيش اللبناني مُصمِّم على طردهم من الاراضي اللبناني، ومهما كان الثمن.

تواصُل أحمد الفليطي مع القيادات السياسية اللبنانية المُختلفة، حال أكثر من مرَّة دون وقوع فتنة مذهبية بين أبناء منطقة بعلبك والهرمل، لاسيما بين أهالي عرسال وجيرانهم.
أسرار كبيرة كان يحملها الفليطي – كما يؤكد قيادي كبير – ذهبت معه، وقد تكون سبباً رئيسياً يقف وراء عملية إغتياله.

السابق
الاتحاد التونسي للشغل في قصر الأسد
التالي
هل سيطلب المجلس البلدي في صيدا فحص DNA لأهالي المدينة؟!