أهالي الطفيل اللبنانية: العودة الممنوعة

مهجرو الطفيل بين مطرقة الحزب وسندان الدولة اللبنانية، تهجير ولا عودة!

انتهت البروباغندا التي أطلقها حزب الله مؤخراً عن عودة أهالي الطفيل لأراضيهم، إذ كان رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك قد أعلن في السابع من آيار الماضي أنّ البلدة باتت آمنة.
ما قاله يزبك عبر المنابر، لم يرق في حينها لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إذ أكّد أنّ “وزارة الداخلية لا تُكلّف بتصريحات عبر المنابر، ولا بكلمة من سماحة الشيخ يزبك أو من أي حزب آخر، وتعرف مسؤولياتها الوطنية والأمنية”.
هذا الموقف من الداخلية يقابله تشديد الحزب لأن تكون عودة الأهالي بمواكبة الجيش اللبناني عرقل الملف، فعاد فقط الذين هجروا إلى الجهة السورية منها عسال الورد، فيما ما زال مهجرو الوطن، عالقون بين الدولة والدويلة.

في هذا السياق وصلت لموقع “جنوبية” شكوى من أحد أهالي بلدة طفيل، السيد عبد الناصر حسين دقّو، الذي تحدث لنا عن تفاصيل الأزمة منذ بدايتها، فقال “عندما سقط القلمون السوري منذ 3 سنوات تهجر إلى بلدتنا 50 ألف نازح، وقد بدأ حزب الله والنظام السوري يقصفون على البلدة، وقد تواصلنا مع الوزير نهاد المشنوق بعد أربعة أيام من القصف مطالبين بإيقافه، فما كان منه إلا أن اجتمع  بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ليأتي الرد أنّ القصف لن يتوقف إلاّ بخروج النازحين”.

مضيفاً “أخبرناهم أنّه ليس باستطاعتنا كذلك، فكان الحل خروجنا مع النازحين لعدة أيام ومن ثم عودتنا، فذهبنا إلى عرسال وتفاجأنا بمخيمات لنا ورفضنا السكن فيها فتوزعنا على عدة مناطق لبنانية فيما ظلّ فقط في المخيم 38 عائلة”.

 

الطفيل

 

لافتاً “عقب التهجير ودخول حزب الله إلى الطفيل في 18 حزيران 2014 ، ومعرفتي أنّهم قد دخلوا إلى منزلي تواصلت مع أحدهم، فقال لي أنّ منزلي في منطقة استراتيجية ولن أكون إلا راضياً، فأكدت له أنّ هذا لن يرضيني أبداً، وقالوا لنا مرحلة وتمر ومن بعدها لم يعودوا يجيبوننا”.

ولفت دقّو إلى أنّه قد تواصل مع الوزير جمال الجراح الذي ساعدهم قدر المستطاع إلا أنّه فيما يتعلق بملفهم لم يستطع تقديم شيئاً.

موضحاً أنّ الجهات المعنية في حل هذا الملف تماطل بقضيتهم منذ 3 سنوات.

وفيما يتعلق بدعوة حزب الله الأهالي لأن يعودوا واعتراض المشنوق ومن ثم موافقته، أوضح  “كنا قد طلبنا لقاءً مع المشوق وطلبنا منه ألا يرفض، فقال أنّهم سيوافقون وسيواكبوننا، وقد تواصل مع قائد الجيش جوزيف عون الذي قال أنّ عناصر الجيش اللبناني لا تستطيع أن تقوم بحمايتنا فهي تريد طريق مجهز للطفيل فيما طريق الطفيل ترابي”.

ليردف “الذين حاولوا العودة من الأهالي كان الحزب يطردهم ويؤكد لهم أنّ لا عودة إلاّ بمواكبة من الجيش اللبناني”.

إقرأ أيضاً: عودة أهالي الطفيل بقرار من حزب الله أم من الدولة؟

وأشار دقّو إلى أنّ عائلته هو قد انقسمت قسمين، البعض هجّر إلى سوريا وعاد، والبعض ما زال في لبنان لا يتمكن من العودة، مؤكداً “الذين هجروا إلى عسال الورد في سوريا وإلى حوش عرب والشام هؤلاء تمكنوا من العودة جميعهم”.

وعن الحجة الحالية لمنع العودة، بيّن لنا أنّ “الطريق لزمته الدولة لمتعهد في البقاع الغربي وأنّ المتعهد قد أكد أنّ الطريق يحتاج من سنّة لأربع سنوات لإنجازه”.

إقرأ أيضاً: 300 نازح من عرسال الى عسال الورد: هل يتكرر نموذج الطفيل؟

وشدد أنّ الذي يهجرهم حالياً هو الجيش اللبناني، والعائلات التي هجرت من الطفيل إلى عرسال ما زالت في المخيم.

كذلك لفت دقو إلى أنّ المختار علي محمود الشوم الذي مدد له وزير الداخلية نهاد المشنوق، يسرق المساعدات التي تصل إلى أهل البلدة على أنواعها من مساعدات طبية ومعونات ومبيدات، موضحاً أنّهم قد قدموا بلاغ إلى المشنوق في هذا الخصوص ولكن لم يتخذ حتى اللحظة أي إجراء.

 

السابق
لهذه الاسباب هبطت اسعار الشقق السكنية في لبنان
التالي
«سرايا القاع» أم «سرايا المقاومة»: فتّش عن حزب الله!