هل سيتعرّض لبنان لحصار اقليمي بسبب حزب الله؟

حزب الله السلسلة الشرقية
يتوقع الكثيرون ان يتعرض لبنان لضغط اقليمي دولي بسبب نفوذ حزب الله المتزايد فيه، ووضع يده على مفاصل الحياة السياسية والعسكرية، وذلك خشية انضمام لبنان بشكل قسري في المستقبل الى المحور السوري الايراني.

سقطت آخر “الدفاعات” السياسية أمام سيطرة “حزب الله” في لبنان، والذي ظهر بشكل جليّ خلال معركة جرود عرسال الأخيرة، وما تلاها من صفقة تبادل بين الحزب و«النصرة»، مما اكد للقوى العربية والغربية ان لبنان صار على بعد خطوات من الانضمام الى المحور الايراني، أي ان يسقط في دائرة نفوذ محور الممانعة بشكل كامل ما يؤدي الى تضييق الخناق على بيروت اولا من الناحية الاقتصادية، وثانيا من الناحية العسكرية واللوجستية. بحسب “الراي” الكويتية.

اقرأ أيضاً: نجاح عملية اجلاء النصرة عن عرسال والانظار متجهة نحو داعش

وتبقى معركة الجيش اللبناني ضد «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع الوحيدة القادرة على تصحّح صورة الدولة التي بدت مؤخرا في خدمة “أجندة” حزب الله الذي خاض مواجهةً عسكرية ضخمة بهدف إحكام السيطرة على كامل الحدود اللبنانية السورية حيث كانت الدولة اللبنانية عنصرا مساعدا فقط في اطلاق سراح أسرى حزب الله من خلال اللواء عباس ابراهيم.
واللافت ان غالبية القوى اللبنانية المناهضة لحزب الله، فقدت القدرة على إحداث أي مستوى من التوازن الداخلي في ظلّ ثبات وقوة المحور الاقليمي، اضافة الى انعدام ملامح المظلّة الخارجية التي يمكنها ان تُعيد اللعبة السياسية الى الحدّ الأدنى من التكافؤ بين القوى السياسية في لبنان.

وكانت انتشار رايات الحزب الصفراء في بلدة القاع المسيحية قد شكّل أحد أبرز مظاهر فوز حزب الله لبنانيا من خلال اسكات خصومه البارزين كالقوات اللبنانية التي لها انتشار قوي داخل القاع، ومحرّكات الاعتراض على أدواره العسكرية في لبنان وخارجه، او من خلال نجاحه في اختراق البيئة المسيحية خصوصاً وإعلامها بالدرجة الأولى وابرزها الـ”أم تي في”.
مما يعكس الواقع المأزوم للقوى السياسية التي لا تتوافق مع سياسة الحزب والتي تجد نفسها عالقة في هذا الواقع بين تأييد حزب الله او تأيد القوى الارهابية.

والأكثر دلالة على هذا الواقع كانت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة التي صمت فيها الجميع حول عملية الجرود، وما رافقها في إشارةٍ قوية لتسليم السلطة السياسية لإمرة حزب الله، وعدم القدرة على إحداث أيّ تأثير بحجة الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

غير ان ما عكّر صفو سيادة الحزب على الساحة السياسية للبنان هو كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قال«قد نكون أمام حصار سياسي عربي وغربي كبيرعلى لبنان بسبب حزب الله، وهناك جو عربي لا يريد هذا الوضع القائم لا سيما دور حزب الله».

علما ان احدى الوسائل الاعلامية المؤيدة للحزب، نقلت ان ثمة إشارات خارجية توحيّ بأن شيئاً ما يتحضّر لمرحلة ما بعد الانتصار في الجرود، وذلك عبر سلسلة قرارات وعقوبات تستهدف مجموعة لبنانية، ومحاولة استدراج البلد إلى ربط نزاع أو فك اشتباك عبر القرار الاممي 1701.

فهل يكون توليّ الجيش اللبناني مهمة طرد «داعش» من جرود رأس بعلبك والقاع من شأنه تخفيف الأضرار الخارجية لعملية سيطرة حزب الله التامة على القرار السياسي اللبناني الخارجي؟

فقد كان لافتاً إثارة مسألة ان يحظى الجيش بتغطية جوّية من التحالف الدولي وسط تقارير استبعدت أيّ احتمالٍ من هذا النوع في ظل رفض «حزب الله» له.

وهناك تسريب لمعلومات عن وجود 70 عنصرا من القوات الخاصة الأميركية في لبنان لمساعدة الجيش في عملياته ضد «داعش».

وفي الاطار نفسه، كان العميد المتقاعد الوليد سكرية، قد صرّح لـ”جنوبية”: “ان المعركة ضد داعش لن تتم دون التنسيق مع الجيش السوري”. وان “حزب الله قادر على ان يقوم بالمهمة، لكن الدولة اللبنانية، رأت انه من المُعيب ان يحرر حزب الله كامل الأرض، علما الجيش اليوم بوضعيّة الدفاع فقط”.

اقرأ أيضاً: هل يوافق حزب الله على التدخل الأميركي في مواجهة«داعش»؟

واكد انه “لا يمكن ان نقبل ان يقوم التحالف الدولي بضرب المواقع في الجرود، لأن التفاهم الروسي – الاميركي حدد المناطق التي يمكن للتحالف ضربها، وطبعا يتم ذلك بموافقة الروس، وهذه المنطقة اصلا تحتاج الى موافقة رسميّة سورية، لان الاجواء السورية غير مفتوحة امام طيران التحالف ليصل الى الاجواء اللبنانية”.

فهل تكون معركة جرود رأس بعلبك والقاع الطريق التي تستعيد الدولة اللبنانية خلالها سيادتها العسكرية من حزب الله؟

السابق
معاون أول متقاعد يدهس عميداً متقاعداً وزوجته
التالي
تحذيرات نقابية من ردّ قانون سلسلة الرتب والرواتب