الأكراد السوريون: هل باتت «الفيديرالية» أمرا واقعاً؟

اكراد سوريا
بوادر مواجهة كردية تركية قريبة في عفرين السورية للقضاء على حلم دولة الاكراد، وذلك بتغطية أميركية روسية.

هل بدأ حلم الأكراد في سورية يتحوّل الى كابوس، بعد انتشار معلومات عن حصول تركيا على ضوء أخضر روسيّ لإمكانية اجتياح فصائل سورية معارضة مدعومة تركيّا لمدينة عفرين ومحيطها.
خاصة ان «المجلس التأسيسي للنظام الفيديرالي الديموقراطي لشمال سورية»، قد اعلن عن انتخابات قادمة، حيث ذكرت مواقع كردية أن المجلس التابع لمشروع الإدارة الذاتية الكردية، قرر تحديد توقيت انتخاب لجان الأحياء في 22/9 المقبل، وانتخاب مجالس القرى والبلدات والنواحي والمقاطعات في 3 /10، وانتخابات أقاليم الحسكة وعين عرب وعفرين ومؤتمر الشعوب الديموقراطي مع بداية العام 2018.

وقد بدأت «وحدات الحماية» في عفرين إلزام السيارات وضع لوحات كردية بدل لوحاتها السورية مع استيفاء 400 دولار كرسوم سنوية من أصحاب السيارات، كدلالة على انطلاق الادارة المحليّة الذاتية.

واعتبر مراقبون ان هذه القرارات التي هي نوع من فرض فيديرالية، لن تطول كثيرا لان النظام لن يقف متفرجا كثيرا اضافة الى الدولة التركية. وتبقى التهديدات التركية باجتياح عفرين تبقى حبرا على ورق في ظل دعم اميركي للاكراد. ويعتمد الاكراد على الدعم الاميركي كليّا بعد محاولات فتح علاقة مع الروس للجم أية مغامرة تركية تجاه عفرين.

واللافت ان دمشق فتحت خط تواصل مع القيادة الكردية حيث مدتها بالسلاح والمال وبالغطاء الجوي في معاركها ضد «داعش»، بالمقابل، منعت القيادة الكردية تدّفق «الارهابيين» إلى سورية عبر تركيا. فالحدود الشمالية المشتركة يصل طولها الى أكثر من 500 كيلومتر، باستثناء جيب صغير في تل أبيض المحاصرة من الجنوب.

وقد اعتبر مراقبون ان غضّتركيا الطرف عن الارهابيين وتدفقهم الى سورية عبر تركيا سيكون عقابه مساندة الاكراد في اقامة دولتهم، لان “الاتحاد الديموقراطي” امتداد لـ”حزب العمال الكردستاني”، فتركيا شكَّلت ممرًّا لعبور مئات الأجانب إلى سورية بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.

فمشروع الفيديرالية غير مستساغ سوريّا حتى من المعارضة، التي تؤيد مشروع تطوير قانون الإدارة المحلية، والسماح لأهالي المحافظات انتخاب مسؤوليها بمن فيهم المحافظ وعدم تعيينهم من قبل دمشق، ومنح المحافظات الاستقلالية في ما يتعلق وإدارة الحياة اليومية مع ترك الشؤون الخارجية والدفاع للمركز.

ويأتي الإعلان عن قيام فيديرالية على الحدود التركية بالتزامن مع توجه أكراد العراق لإجراء استفتاء للانفصال عن بغداد، فالتهديد التركي ضد الاكراد خفف من اندفاعة الاكراد باتجاه الفيدرالية، خاصة ان واشنطن قد تتخلى عنهم فجأة.

إقرأ أيضاً: أبعد من الاكراد و«داعش»

فالوضع في الشمال السوري بات أكثر من معقد، ويتدخل فيه ليس فقط تركيا وايران والعراق وسورية، وإنما ايضا واشنطن وموسكو. وذلك بحسب جريدة “الراي” الكويتية.

وكانت “نيويورك تايمز” قد كتبت أنه لا يناسب الأكراد حاليّا اقامة دولتهم المنتظرة، بعيدا عن التنسيق مع دول الجوار. فلسيت المرة الاولى التي تؤجل واشنطن تنفيذ وعودها للاكراد، خاصّة أن الجميع يردد انها اعتادت التخليّ عن حلفائها.

اذ لا تزال ترغبات الاكراد بالانفصال في آخر سلم اهتمامات واشنطن. ويبدو موقف تركيا المناهض للكرد هو العقبة الاساس التي قد تقدم على الدخول الى الاراضي السورية واحتلال مناطق الكرد، مما قد يؤجج الصراعات العرقية بالمنطقة في ظل اشتعال الحرب السورية السورية منذ 2011.

إقرأ أيضاً: هل تخذل واشنطن الأكراد في سوريا مجددا؟

مع العلم، ان عدد اكراد سوريا يتراوح ما بين مليون ومليوني نسمة، وفي العراق يصل الى حوالي 5 ملايين نسمة، وفي تركيا ما بين 20 الى 25 مليون نسمة. اما في ايران فيبلغ عددهم 6 ملايين. ويطلقون على هذه الفيدرالية المؤمل قيامها بين هذه الدول الاربع مجتمعة اسم “روجافا”. لكن اكراد سورية تنازلوا عن الاسم واتخذوا اسم (شمال سورية الفيدرالية)، والتي ستضم حكما مناطق الرقة ودير الزور، بحسب ما صرّح الخبير في الشأن الكردي عباس الحسيني لموقع “جنوبية”.

وينتظر الكرد الظروف المؤاتية لحلّ أزمتهم التاريخية، من خلال تمرير مشروعهم عبر تقاطع مصالح بينهم وبين روسيا من جهة، وبينهم وبين أميركا من جهة أخرى.

السابق
نصرالله: ما يقال عن ارسال سلاحنا إلى الكويت غير صحيح
التالي
مغردون بلا قيود يردون على نصرالله بـ #وهم_الانتصار!