حزب الله :«شهداء جرود عرسال» ليس كمثلهم «شهداء»!

لماذا لم يحظ عناصر حزب الله الذين قضوا في سوريا بالذي حظي فيه اولئك الذين سقطوا اخيرا في عرسال؟

فجأة أعادنا حزب الله بدعايته الاعلامية المميزة بنعي عناصره الثلاثين الذين قضوا في المعارك التي خاضها ضد الجماعات المسلحة في جرود عرسال إلى أجواء معارك تحرير الجنوب اللبناني قبل العام 2000.

فالبروباغندا التي أحاطها الحزب بكل عنصر يتم نعيه، كانت واضحة بل ولم نشهد مثلها طيلة مرحلة الحرب السورية إلاّ فيما يتعلق بالقادة الكبار وأبنائهن، وعلى سبيل المثال فإنّ نجل عماد مغنية الذي سقط في سوريا هو وحده من شابه في نعيه وتشييعه ما ناله العناصر الذين سقطوا في الجرود!

اقرأ أيضاً: الاعلام اللبناني… كله ممانع في تغطية معركة عرسال!

فحزب الله وعلى الرغم من كل المبررات التي ساقها لدخول المعترك السوري، من شعار “لولا دخولنا لكانت داعش في جونية”، وصولاً إلى حماية المقامات وما إلى ذلك من ترهيب للمجتمع الشيعي من ثورة سوريا وتأثيرها عليهم، إلا أنّ كل ذلك لم يمنحه الورقة البيضاء في أن يقدم لهذه الحرب مئات العناصر بل الآلاف.

وانطلاقاً من هذا الواقع ومع ازدياد الخسائر البشرية، كانت الحاضنة التابعة للحزب تختنق، لتظهر تساؤلات حول “جدوى هذه الحرب”، و”لأجل أيّ عقيدة يسقط هؤلاء”، ناهيك عن ازدياد عدد العوائل التي قضى معيلها واقتران ذلك بأزمة الحزب المالية.

هذا المشهد الذي أصبح مكرراً في بيئة حزب الله دفعه في المرحلة الأخيرة من الحرب في سوريا إلى التعتيم الإعلامي على عدد عناصره الذين يفقدهم في المعارك، فكان النعي يأتي على طريقة “التقسيط”، وكانت وسائل إعلام معارضة كثيراً ما تبث معلومات عن استهداف عناصره فيما هو يظل صامتاً لا نافياً ولا مؤكداً ليتضح فيما بعد صحّة هذه المعطيات.

في جرود عرسال كان المشهد مغايرا، فالحزب لم يكن يمانع أن ينعى ما يقارب ثمانية عناصر يومياً، وذلك لإداركه أنّ هؤلاء سيعيدون له مفهوم “المقاومة” بعدما تحوّل إثر انخراطه في المستنقع السوري دفاعاً عن المشروع الإيراني وحامياً للأسد إلى ميليشيا.

عناصر حزب الله الذي قضوا في الجرود علقت صورهم، وشيّد لهم نصب تذكاري، فيما الآلاف الذي سقطوا في سوريا لم يظفروا من الحزب أكثر من نعي ومساعدة مادية للعائلة مقرونة بالعديد من الاعتراضات من قبل الاهالي!

ما أراده حزب الله في بروباغندا النعي، انخرطت فيه وسائل إعلام لبنانية، غضّت الطرف عن المشروع الإيراني الممتد على مستوى المنطقة وحتى جرود عرسال فمايزت بين من يسقطون في سوريا ومن في جرود عرسال، مانحة للحزب الشرعية التي افتقدها منذ حرب تموز!

ختاماً، ليس كلّ من يصنفهم حزب الله على أنّهم “شهداء” لهم الحظ نفسه.. ونعم “شهيد” عن “شهيد” بيفرق!

اقرأ أيضاً: النعامة ترفع رأسها من التراب

السابق
لماذا التصويب على المخالفين للثنائية الشيعية في زمن الانتصار؟
التالي
توقيف فلسطيني… قرب السان جورج