الدولة محرجة بعد شمول صفقة التبادل سجناء من «النصرة»…

جبهة النصرة
بدت الدولة اللبنانية محرجة أمس بعد تسريب معلومات أكدها أمير جبهة النصرة وهي ان صفقة تبادل الأسرى والجثامين التي خُتمت فيها معركة جرود عرسال، تشمل خمسة سجناء من الجبهة موجودين في السجون اللبنانية، بعضهم قد يكون محكوما بقضايا إرهابية.

كشف أمير جبهة “النصرة” في جرود عرسال أبو مالك التلّي أن اتفاق القلمون مع “حزب الله” يتضمن اطلاق سراح 10 سوريين، 5 منهم سجناء في سجن رومية المركزي في لبنان و5 مقاتلين أسرى لدى حزب الله. وقال: “طالبنا بسجناء من سجون حزب الله داخل لبنان وسجناء منسجن رومية وتمت الموافقة على بعضهم بعد عناء كبير”.
ولفت في حديث الى “الراي” الكويتية الى ان تعثر تنفيذ الاتفاق الذي تم مع حزب الله والدولة اللبنانية في شأن خروج مقاتلي “هيئة تحرير الشام” ومن يرغب مناللاجئين السوريين، يعود الى “الخلافات بين الحزب والحكومة اللبنانية وعدم صدقية الحزب في التعامل مع حزئيات الملف بحسب المتفق عليه مع الجانب الايراني”.

اقرأ أيضاً: قرار قتال داعش لم يتخذ بعد والجيش ما زال موقفه دفاعيا

وأوضح ان “بعض ما يوافق عليه الحزب لا توافق عليه الحكومة اللبنانية او العكس صحيح”، واعطى مثالا على ذلك “مسألة الموافقة على اخراج سجناء من رومية وبعض الاسرى من سجون الحزب”. وشدد على انه “ليس للحكومة القطرية ولا غيرها اي علاقة بهذا الاتفاق. ومدير عام الامن العام اللبنانيا للواء عباس ابراهيم كان ممثلا للحكومة اللبنانية”.
11 ألف نازح يريدون المغادرة الى سوريا

بوشرت المرحلة الثانية من صفقة «حزب الله» وجبهة النصرة سابقا «تحرير الشام» صباح امس، وتتضمن إخراج الآلاف من النازحين من جرود عرسال وسط بعض التحفظات على خروج أبو مالك التلة الذي شارك في خطف جنود من الجيش اللبناني ضمن صفقة التبادل، وكان أهالي العسكريين المخطوفين منذ الثالث من أغسطس 2014 الأشد اعتراضا.
ومنذ الصباح الباكر بدأ تجميع الحافلات في منطقة «فليطا» داخل الحدود السورية، لنقل الخارجين من جرود عرسال، وبحسب صحيفة الأنباء الكويتية فإن عقبات لوجستية وأمنية أخرت تنفيذ الصقفة بعدما تبين أن عدد الحافلات التي وصلت كان ٧٠ فيما العدد اللازم هو ٢٠٠، وتردد أنه تقرر تجزئة العملية على ٥ مراحل.وقد ارتفع عدد الراغبين في المغادرة إلى 11 ألفا، بحسب مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق الياس بوصعب طلبوا المغادرة إلى إدلب، فضلا عن ثلاثة آلاف اختاروا الانتقال إلى القلمون الشرقي.
وقال وزير شؤون النازحين في الحكومة اللبنانية معين المرعبي في تصيح لـ «العرب اللندنية» ان ما يجري في عرسال عملية تهجير قسرية للنازحين السوريين يقوم بها حزب الله.
لكن وزير الخارجية جبران باسيل، رأى في عشاء للتيار الوطني الحر في البترون، ان عودة النازحين السوريين ستبدأ وبقرار لبناني.
بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر أن ما جرى في جرود عرسال: إنجاز كبير يفوق الوصف.

استعدادات للمعركة ضد داعش

اشار مرجع سياسي لصحيفة “الجمهورية” إلى انّ “التأخير الذي حصل في إنهاء ملف جرود عرسال ونقل إرهابيي جبهة النصرة وعائلاتهم من المنطقة، هو الذي أخّر المعركة في جرود القاعور رأس بعلبك، الّا انها لا بدّ حاصلة ليكتمل النصر”.
كما اشار مصدر عسكري لصحيفة “الجمهورية” إلى انّ “الغارة التي نفذتها طائرة عسكرية لبنانية من نوع سيسنا على أهداف لداعش حققت إصابات مباشرة، وأوقعت عدداً من القتلى في صفوف داعش”، مشددا على أنّ “استهداف داعش مستمرّ فهو لم يتوقّف في السنوات الماضية ولن يتوقّف الآن”.
ولفت المصدر الى أنّ “الخطط النهائية لمعركة طرد عناصر داعش إنتهت، والحشد العسكري اكتمل، امّا ساعة الصفر فتحددها القيادة وفق تقديراتها. وبالنسبة للغارة الجوية، فهي تؤكّد مدى جهوزية الجيش، وقدرته على استخدام كافة الأسلحة بما فيها سلاح الجوّ في المعركة المقبلة”.
وافادت مصادر وزارية لصحيفة “الحياة” أن “قيادة الجيش حشدت قوة عسكرية غير مسبوقة لمعركة جرود رأس بعلبك تبلغ أربعة آلاف جندي موزعين على اللواء التاسع المتمركز في المنطقة وفوجي المجوقل والتدخل، إضافة إلى وحدات احتياطية وضعت في حال التأهب القصوى من فوجين تابعين لمغاوير البحر والبر”، مشيرة إلى أن “وحدات الجيش تقوم منذ أيام عدة باستطلاعات نارية للبقعة الجغرافية التي يتمركز فيها داعش، وهذه الاستطلاعات تتزامن مع استطلاعات جوية لالتقاط صور لهذه البقعة فور الانتهاء من الاستطلاعات النارية”.

اقرأ أيضاً: صفقة تبادل كبرى تنهي معركة عرسال بين حزب الله والنصرة

ولفتت المصادر الوزارية إلى “وجود فارق كبير بين عناصر داعش في الجرود، وبين عناصر النصرة وسرايا أهل الشام، يكمن في أن معظم عناصر الأخيرين مكشوفين وأماكن وجودهم وانتشارهم كانت معروفة وهذا ما أتاح لحزب الله والأجهزة الأمنية اللبنانية خرقهم من الداخل، خصوصاً أنهم على تداخل معمخيمات النازحين، فيما عناصر داعش يسيطرون على منطقة مقفرة”، مشيرة إلى أن العناصر التابعة للنصرة» أو لسرايا أهل الشام كان عددها يتراجع حيناً ويرتفع حيناً آخر، لأن معظم المنتمين إلى هذين التنظيمين سرعان ما يخلعون ألبستهم العسكرية ويستبدلونها بألبسة مدنية لتسهيل دخولهم إلى مخيمات النازحين”.
وكشفت المصادر الوزارية أن توقيت بدء المعركة في عهدة قيادة الجيش التي يعود لها وحدها تحديد ساعة الصفر في ضوء تقديرها للظروف، لكن تطهير المنطقة لم يعد بعيداً. كما أن المصادر تجنبت الإجابة عما يتردد من أنه قد يسبق زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الولايات المتحدة في 12 الجاري بدعوة رسمية، واكتفت بالقول أن كلمة الفصل تعود للمؤسسة العسكرية.

السابق
هيئة الإغاثة تعلن عن اصدار مجلتها الشهرية الالكترونية
التالي
بالصورة: حسين الحاج حسن ببزّة حزب الله العسكرية في جرود عرسال