عرض مشروط… وقطر: للصبر حدود !

"المقاطعة لقطر مستمرة"، لتحتل الصدارة كأسوأ أزمة ديبلوماسية عرفها الخليج منذ سنوات.

اجتمعت الدول الأربعة المقاطعة لقطر في العاصمة البحرينية، المنامة، لبحث الأزمة القطرية. وأتى التأكيد من الدول المقاطعة بالإستعداد للحوار مع قطر بشرط  ” وجود رغبة عملية وصادقة في وقف تمويل الإرهاب“. في وقت أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي تحديد ممرات طوارىء جوية للطائرات القطرية في كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قامت الدوحة بنفي الخبر مطالبة بعدم تسريب معلومات كاذبة قبيل اجتماع المنظمة الدولية للطيران المدني الذي من المرتقب عقده اليوم.

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=kdSqFydrjB0]

ففي ظل تقلص مجالها الجوي، طلبت الدوحة من المنظمة الدولية للطيران المدني عقد اجتماع خاص لبحث هذه الأزمة.وفي حين كانت الهيئة العامة للطيران السعودي قد حددت تسعة مرات منها ممر واحد في الأجواء الدولية في البحر المتوسط تقوم شركة الملاحة الجوية المصرية بإدارته، شددت الدوحة على اهمية عدم تسريب مثل هذه الأخبار الكاذبة. لكن بياناً سعودياً صدر جاء فيه أن “تحديد الممرات الجوية تم بالتنسيق مع دول الجوار تحت مظلة المنظمة الدولية للطيران المدني كجزء من برنامج دعم سلامة الملاحة الجوية”.

موقف مشترك للدول المقاطعة لقطر عاد ليطغى في اجتماعاتهم آخرها اجتماع المنامة حيث حرصت هذه الدول على التذكير بالتناقض القطري بين التوقيع على تعهدات وعدم الالتزام بها. وأكدت الدول التزامها بالمبادىء الستة في اجتماع القاهرة حيث شددت على ضرورة استجابة قطر للمطالب الـ13 التي تقدمت بها.

حمّل وزير الخارجية الأماراتي عبد الله بن زايد الدوحة مسؤولية أي أضرار يتعرض لها المواطن القطري من جراء الأزمة. بدوره، رأى خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، أن “موقف الدول الأربع ثابت وموحد، مشدداً على أن على الجانب القطري أن يعبّر عن “رغبة حقيقية بوقف دعمه للإرهاب”. وذّكر بن زايد بمواقف سابقة لقطر عندما قال: “مرت بمرحلة المفاوضات والحوار وتعهدت ولم تلتزم. السؤال الذي لا بد أن نسأله لأنفسنا وتسأله قطر لنفسها قبل أن تدخل في أي تعهد جديد: هل قطر قادرة ومستعدة وراغبة أن تلتزم بتعهد آخر؟”

وفي ملف حج القطريين الى السعودية، أشار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في هذا الصدد إن بلاده “ترحب بأداء القطريين للحج مثلهم مثل بقية الحجاج”، متهماً السلطات القطرية بتسييس هذه القضية.

ونقلت قناة العربية التلفزيونية، عن الجبير قوله على هامش اجتماع المنامة إن “طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب على المملكة”.

وكانت الدول الأربع قد وضعت سلسلة مطالب أمام الدوحة لفك “القيود”، الأخيرة رفضت العرض “المشروط” عليها من أجل التراجع عن قرار المقاطعة.وفي هذا الصدد، رأى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن “المقاطعة تنتهك القوانين الدولية وإن الدول التي بادرت اليها ترفض بعناد الإقرار بذلك، وبلاده ترفض قائمة المطالب التي تقدمت بها الدول العربية المحاصرة لها، معتبرة ذلك خرقاً للقوانين الدولية”.

اقرأ أيضاً: «تجويع الوحش» بدأ من قطر

من جهة أخرى، تشكل الأزمة القطرية أزمة أخرى بالنسبة لوزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي حاول بجولته الخليجية التوسط لحل الخلاف الداخلي الخليجي. لكن نقطة الضعف تمثلت بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب النارية تجاه قطر والذي اتخذ موقفا علنياً لجانب أحد أطراف النزاع وربما ساعد على تأجيجه أيضاً.فلم يمتنع الرئيس ترامب من توبيخ قطر في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض “بسبب تمويلها للإرهاب على مستوى كبير جداً” كما قال. وتلك التصريحات ساهمت الى حد بعيد في تشجيع المملكة العربية السعودية في اتخاذ مثل هذه الإجراءات المتشددة فيما يتعلق بالشكاوى التي طال أمدها ضد الدوحة.

وفي هذا الشأن، قال خبير أمني سعودي “لقد شعرنا بأن ترامب يقف إلى جانبنا، لذلك دعونا ننتهي من هذا البلد الصغير الذي أزعجنا لسنوات”.

اقرأ أيضاً: شبح الحرب يتقدّم بسرعة في الخليج بسبب قطر

السابق
مقتدى الصدر من ضفة إيران الى ضفة السعودية!
التالي
جميل السيد: لينضم هؤلاء إلى «أبو مالك التلّي»