مقتدى الصدر من ضفة إيران الى ضفة السعودية!

كيف جذبت الرياض مقدى الصدر الى معسكرها في عز الازمة السعودية - الايرانية؟

بشكل مفاجئ، التقى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان اعلى سلطة فعلية في السعودية، زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ومعاونه العسكري أبو دعاء العيساوي في مدينة جدة بالسعودية. وكانت (وكالة الأنباء السعودية) قد نقلت خبر اللقاء المفاجئ هذا، دون أية تفاصيل أخرى.

وقد شهد اللقاء استعراضا للعلاقات السعودية – العراقية، خاصة فيما يخصّ المسائل ذات الاهتمام المشترك، وقد أتت الزيارة بناء على دعوة رسميّة من السعودية للصدر.

إقرأ ايضا: حقيقة اغتيال «مقتدى الصدر»!

واللافت هو وجود قائد “سرايا السلام” المعاون الجهادي، الملقب بـ”الحاج أبو دعاء العيساوي”، في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام. بحسب موقع (عربي 21).

وكان مقتدى الصدر، قد قدم إلى السعودية بدعوة رسميّة من الرياض، بحسب بيان على موقعه الإلكتروني الخاص به.

كما نشرت “الشرق الأوسط” السعودية صورة لمقتدى الصدر حين وصوله إلى جدة، علما انها المرة الأولى التي يزورالصدر السعودية منذ 2006.

وقد اعتبر مكتب الصدر ان الزيارة هي انفراج إيجابي في العلاقات السعودية- العراقية، وبداية تقهقر النزعة المذهبية في المنطقة العربية- الإسلامية.

وقد لبىّ الصدر دعوة الزيارة، رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهها سابقا للسعودية، واشهرها نقده الحاد للقمة الإسلامية- الأميركية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرؤساء العرب وعلى رأسهم الملك سلمان، وقد وصف الاجتماع السعودي- الأميركي حينها بـ”الأمر القبيح”.

ويتزّعم مقتدى الصدر كتلة برلمانية مؤلفة من 34 مقعدا، اضافة الى العناصر المسلحة التي تسمى “سرايا السلام”، وهي إحدى مكونات الحشد الشعبي، التي قاتلت إلى جانب القوات العراقية النظاميّة في مواجهة تنظيم الدولة “داعش” في الموصل.

وتُعد زيارة مقتدى الصدر إلى السعودية الثانية من بعد زيارة وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي الذي تطلق عليه وسائل الاعلام السعودية لقب “مخبر قاسم سليماني المدلل في العراق”.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد زار السعودية منذ فترة قصيرة، ولقيت لقاءاته ترحيبا واسعا.

علما ان العلاقات السعودية- العراقية، لم تكن يوما جيدة، وخاصة ما بعد احتلال العراق من قبل الاميركيين، واقالة صدام حسين، اضافة الى تسلّم نوري المالكي رئاسة الوزراء في العراق.

ففي العام 1990 ارسلت السعودية 150 ألف جندي ضمن تحالف مكوّن من 34 دولة ضد العراق بعد احتلاله الكويت. فقرر صدام حسين قصف الأراضي السعودية بأسلحة كيميائية وصواريخ “سكود”.

وقد حاول صدام حسين تقليب العرب والمسلمين على السعودية عن طريق قصف إسرائيل لجرّها إلى الحرب واحراج السعودية، وباضافة كلمة “الله أكبر” على العلم العراقي في محاولة منه لإضفاء طابع ديني على الحملة، ومحاولة لكسب العرب والمسلمين إلى جانبه. كما احتلت في عام 1991 القوات العراقية مدينة الخفجي السعودية.

وبعد حرب الخليج الثانية، انقطعت العلاقات السعودية – العراقية، وتم اقفال السفارة السعودية في العراق. فقررت السعودية انشاء مخيم “رفحا” للنازحين العراقيين، لكن تم اغلاق المخيم عام 2008. (بحسب ويكيبيديا).

المفاجأة انه عام 2003 أعلنت السعودية انها لن تقصف العراق، ولن تسمح باستخدام قواعدها للهجوم على العراق.

ورغم كل هذه الايجابية الا انه في عهد نوري المالكي لم تتغير العلاقات بين العراق والسعودية، بل ازدادت سوءا، حيث اتهم نوري المالكي السعودية بدعم الارهاب، فردت السعودية بأن تهميشه للسنّة هو سبب المشاكل في العراق.

والمثير في زيارة مقتدى الصدر الى السعودية هو انتقاله من الضفة الإيرانية، التي دعمته ودربت عناصره، وسلحت ميليشياه، الى الضفة السعودية، العدو اللدود لإيران.

فهل يحاول مقتدى الصدر من خلال زيارته للسعودية إغاظة طهران، واثارتها لإعادة تعويمه من جديد؟

ام أنه يسعى لفتح علاقات جديدة مع نقيض ايران في الخليج، تحت عنوان “العرب والعروبة”، كما هو حال محمد علي الحسيني اللبناني، الذي خرج من حزب الله، ويحاول خلق حالة خاصة باسم العروبة؟

إقرأ ايضا: مقتدى الصدر الرجل الاخطر في العراق

وهل ستحاول طهران اعادته الى الحظيرة الايرانية، خوفا من تشتت القوى الشيعية التي تديرها ايران في المنطقة؟ وهل سيكشف بعض الاسرار التي احاطت بعلاقته بطهران وما رافقها من تجاذبات طيلة 13 سنة من تحرر العراق من الاميركيين؟ وهو المعروف عنه تهوره وابتعاده عن الثبات، على العكس من الطبائع الايرانية الهادئة!

السابق
مصادر لـ«جنوبية»: لا صحة لما تنشره وسائل إعلام لبنانية عن بدء صعود اللاجئين متنَ الباصات
التالي
عرض مشروط… وقطر: للصبر حدود !