شتّامو الشيخ ياسر عودة الى القضاء.. ماذا عن شتامي الشيخ أحمد طالب؟

هل يتوقف المتخاصمون في الشؤون الدينية عن توجيه الاهانات الى كل من يخالفهم الرأي يوما ما؟

قاد الشيخ علي بحسون حملة مع عدد من رجال الدين الشيعه ضد الشيخ ياسرعودة منذ شهور قليلة، لكونه قال ان “النبي محمد يعلم ما يعلّمه إياه الله تعالى”، فكفروه وسبّوه.

واليوم يُهاجم المفتي الشيخ أحمد طالب لكونه قال ان “عليّ ولي الله في الأذان غير واجبة”. فتلّقى الهجمات نفسها من قبل الشيخ أحمد الدرّ. فهل يمكن للقضاء اللبناني ان يكون منصفا بحق المعتدى عليهم؟ ويتوقف المهاجمون عن كيل التهم لمن يخرج عن الاجماع المذهبي؟

فالكلام  المقتطع من محاضرة للشيخ ياسرعودة حول الجنة والنار، جاء فيها ان “النبيّ لا يعلم الا ما علمّه إياه الله”.. هذا الكلام  المنطقي فتح نار وسائل التواصل الاجتماعي على مصراعيه “للمؤمنين” ليطلقوا العنان للشتائم بحق رجل دين معمم.

فهذه الجماعات لم تسمع الا ما قيل لها دون تمحّص وتفحّص حيث اطلقت ما يحلو لها من عبارات الاهانة التي تبعد صفة الايمان عمن يستعملها.

ولأنه ما ضاع حق وراءه مطالب، بحسب قول لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ها هي الجماهيرالمستنفرة تدفع ثمن تهورها وانقيادها وراء الحاقدين بأن تساق الى القضاء والتحقيق للتحقيق وكتابة تعهّد بعدم التعرّض للشيخ ياسر عودة من جديد.

وفي معلومات مؤكدة لموقع “جنوبية” من مصدر رفض الكشف عن اسمه “يبلغ عدد هؤلاء الشتامين الفايسبوكيين المائة والعشرين شخصا بينهم عدد من النساء بجرم القدح والذم في قضية يتولاها المحامي حسن عادل بزي”.

“حيث تم سياقة المتهجمين الى القضاء والتحقيق معهم حول من يقف ورائهم ومن يشجعهم، اضافة الى كتابة تعهّد بعدم التعرّض للشيخ ياسر عودة من جديد تحت طائلة السجن”.

ويتابع هذا المصدر بالقول “رغم مرور اكثر من شهر على الادعاء القضائي، الا انه اليوم يتم استدعاء كل عشرة اشخاص مشتكى عليهم على حدا، نظرا لعددهم الكبير، والتحقيق لا يزال جاريا في مكتب مكافحة المعلوماتية، وسيصار الى تحويلهم الى المحاكمة الجزائية بعد انتهاء التحقيق، والتي سيتم محاكمتهم فيها”.

 مع الاشارة الى انه “لا يزال التحقيق سرّيا، وممنوع على الاعلام تسريب اسماء المشتكى عليهم”.

إقرأ أيضاً: الشيخ محمد دهيني: «عليّ ولي الله» غير واجبة شرعا

الا انه وفي معلومات خاصة بموقع “جنوبية” قالت: “ان الشيخ علي بحسون الذي قاد الحملة ضد الشيخ ياسر عودة، ارسل وسيطا الى الشيخ عودة وهو الشيخ عباس دمشق من اجل سحب الشكوى الموجهة ضد سيدات شاركن بالشتائم والسبّ والاهانة للشيخ عودة”.

“وقد اكد الشيخ العودة ان المحامي بزي هو المعنيّ بملف القضية، من هنا رفض المحامي التنازل عن الشكوى ضدهن، وان السيدات يجب ان يسقن الى التحقيق قبل الرجال”.

“وقد ألزم القضاء المعتدين والمعتديات بتوقيع تعهد خطيّ بعدم التعرض للشيخ عودة من جديد”.  

علما ان النقاش حول الولاية التكوينية، ومسلمات المذهب الشيعي، هي من مهام رجال الدين وليس من مهمة الجمهور او العوام كما تصفهم الكتب الدينية. فلماذا يورط الجمهور نفسه خاصة ان تبعات هجومهم تقع على عاتقهم وحدهم. حيث ترك الشيخ علي بحسون مشاكل الشيعة المتعلقة بالمجلس الاسلامي الشيعي مثلا، واشكالات قارئي العزاء، ليصوب نقده على الشيخ ياسر عودة.

إقرأ أيضاً: الشيخ أحمد الدر والمفتي أحمد طالب: الأذان أصبح مورد فتنة؟

فأين العلماء من هذه المهزلة، حيث الشتيمة والسبّ واللعن، خاصة في القضية الجديدة التي اثارها مؤخرا الشيخ احمد الدر ضد المفتي الشيخ أحمد طالب.

ويبدو ان ما يحصل من هجوم منسق تماما، ضد كل من يرفع رأسه ويدعو الى مزيد من العقلانية، والتخفيف من الغيبيات، والخرافات، فان مصيره الهجوم والسبّ والاهانات وتهمة التسنن من قبل متحزبين شيعة او من قبل السلك الديني الشيعي الرسمي. وهو هجوم ممنهج غير عفوي في سبيل ترهيب المجتمع الشيعي، واستمرار سوقه سياسيا ودينيا وعقائديا نحو مشروع سياسي يصادر الحريات الفردية ويجعله بأمرة الزعيم الطائفي.

السابق
حزب الله يعثر على ملالة للجيش اللبناني ويرفع عليها تحية للعقيد نور الدين الجمل
التالي
هل ينجح انقلاب ترامب على الإتفاق النووي مع إيران؟