قاوم بكرتونة…

تنتشر وبشكل واسع على صفحات التواصل الإجتماعي صور لمقاتلين يحملون كرتونات مكتوب عليها ما تيسر من أقوال أو رسائل أو مطالب بسيطة وحتى أن بعضها تحتوي على جمل وكلمات تتعلق بكشف الهوى الرياضي عند المقاتل والفريق الذي يشجعه.
بعيدا عن السياسة والمواقف المبدئية تجدني أعترف بهضامة  الموضوع، ولا أخفي أنني “أبحبش ” عبر الصفحات والمواقع  على الجديد من تلك الصور واقراء بتمعن المكتوب عليها، ولا ادري لماذا تنتابني في كل مرة مشاعر هي أقرب للفرح والسرور وتجدني أبتسم وحيدا خلف شاشة الكمبيوتر مع كل كرتونة.

إقرأ أيضاً: أين يكمن «الانتصار الكبير» الذي تحدث عنه نصرالله؟

لا أدري مصدر هذا الشعور، وهل هو بسبب مكنونات  في داخلي تقض مضجعي يوميا على مصير هؤلاء الشباب ” المهضومين ”  ورغبة جامحة لدّي على الاطمئنان عنهم،  فلعل من يحمل هذه الكرتونة  هو صديق لي أو جار أو قريب، فتأخذني ال ” الكرتونة ” إلى مكان يقول لي بأن هذا المقاتل غير منغمس بالدم والقتل، وهو متلهي بشيء آخر، مما يعني  إمكانية عودته إلى ضيعته  أو حارته ليس كمقاتل شرس يحمل على يديه أي دم،  بل سيعود كما أعرفه قبل ذهابه إلى مكان لا يشبهه بحسب رأيي.

يبقى أن أتمنى على رافعي الكراتين، لما لهذه الظاهرة المنتشرة من وقع ومن تغطية إعلامية واسعة إن عبر السوشل ميديا أو في وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية التي تتنافس على نقلها بأن يستغلوها أفضل الإستغلال  لما فيه مصلحة لأهلهم وشعبهم عبر إضافة مطالب ملحة إلى جانب البوظة والشاورما وهنا فأنا أقترح عليهم بعض الجمل والكلمات كأن يكتبوا مثلا :
– عم بحميكن من التكفيريين، حموني من الضرائب
– مش نازل من هون قبل ما ينضف الليطاني
– وهون كمان ما في كهربا
– حررنا سلسلة الجبال، حررونا من ضرائب السلسلة
– هزمنا التكفيري، بس خيفان من مدير مدرسة ولادي
– أنا قدام بوز المدفع، وبيّي قدام باب المستشفى
……

أمثال هذه الشعارات المطلبية وغيرها الكثير الكثير قد تفعل فعلها، وتكون منسجمة تماما مع فكرة ” حماية اللبنانيين” التي دفعت هذا المقاتل أو ذاك إلى التواجد في تلك الجرود البعيدة، ولأن حامل الكرتونة هو حتما واحدا منا نحن فقراء هذا الوطن، وهو يعرف حق المعرفة بأننا نحتاج إلى حماية من نوع آخر، فليس بالرصاص وحده يُحمى الوطن .

إقرأ أيضاً: الانتصار لـ«النصرة» و«الحزب» معاً

السابق
من يعرقل صفقة «عرسال»؟
التالي
بالفيديو: غسان سركيس بالزيّ العسكري في جرود عرسال