جولات فنية ورياضية وخدمات اعلامية في جرود عرسال!

عرسال
انتهت معركة جرود عرسال وبدأت مرحلة الاستعراضات، جولات يرعاها الحزب لمؤسسات إعلامية ولشخصيات فنية ورياضية، مرفقة بصور تلتقط بين الكهوف والأشجار.

مسرحية الجولات والمغالاة فيها لو كانت توثيقية تهدف لنقل الواقع لما كان للمتابع ان ينتقدها، إلا أنّها ليست إلا بروباغندا غلب فيها السيلفي وحب الظهور واللعب على وتر المقاومة التي غيبت عن فكر العديد من اللبنانيين، ومحاولة الخداع أنّ هناك اجماع على حزب فقد شرعيته منذ عدة سنوات، على الطابع المهني، فكانت عبارة “أنا مقاوم” هي الأولوية من عبارة “أنا أنقل الحدث”.

اقرأ أيضاً: دمعة نصرالله ودموعنا…

ولتكتمل فصول المسرحية الهزلية، وصل إلى هواتف اللبنانيين صباح اليوم رسالة “خبرية” ومفادها “تجمع عشرات السيارات التي تقل ممثلين لوسائل اعلامية ستتولى النقل المباشر للجولة التي ينفذها “حزب الله” الى جرود عرسال“، في حلقة جديدة من غياب المهنية ومحاولة الاندماج في انتصار خلافي، ومعركة حولها العديد من التساؤلات.

هذه المسرحية دخلها من الباب العريض المدرب الرياضي غسان سركيس متخلياً عن الرياضة لأداء مشهد عسكري تمثيلي حاول أن يتقنه بكل طاقته التدريبية إلا أنّ الفشل كان من نصيبه.
انفعالات مصطنعة أضفت الجمود على وجه المدرب، ضحكة لا لون لها تماهت والأجواء الصفراء، وانبهار كاذب حاول فيه هو ومخرجو المشهد القول أنّ “الحزب لا يحمي الشيعة وإنّما الأقلية المسيحية كذلك”.

سركيس وضع نفسه في خانة الطفل الذي وقع في فخ الإغراء فزيّف ردود فعله مجاراة للعبة.
وليختم مشهده الكوميدي كان لا بد من قفلة أخلاقية، فكانت الجولة على أشجار الكرز وأرزاق العرساليين ليتفاجأ المدرب “شاهقاً” وعلامات الاندماج على وجهه، “كيف لم يأكل المقاومون منها”، مثنياً بعد الإجابة المثالية التي أطربت أذنيه على أخلاقهم!

اقرأ أيضاً: الجيش يستعد والمعركة مع «داعش» تقترب

غير أنّ ما فات سركيس وما فات أصحاب النخوة ممن حوّلوا الجرود إلى مزار يتلمسون فيه بركات الشجر والصخر، أنّ الحزب الذي كما قال قد ترفع عن “الأرزاق” اغتصب أراضٍ.
أنّ الزبداني قد هتكت بأرضها ورزقها وبيوتها وكذلك مضايا.
وقد احتل العديد من البلدات السورية غير آبه لا بحقوق ابن الآرض ولا بأملاكه التي كانت تباع بحماية المقاومة في السوق السوداء في لبنان!

مسرحية الجرود، لم تسلم من فناني الممانعة، فغنّى معين شريف فيها، كما سبق له وغنّى للرئاسة والحراك، وكما سيغني لاحقاً لأيّ موجة جديدة شعبوية.

السابق
جيشانا في عرسال
التالي
هل يتنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه محمد هذا الصيف؟