مرحباً بكم في قاعدة حميميم الروسية في سوريا… لنصف قرن!

قاعدة رميلان الأميركية تقابلها قاعدة حميميم الروسية... قواعد الكبار على أرض الصغار والجبنة مقسومةٌ نصفين. فماذا يقول الخبير في الشؤون الروسية خالد العزّي عن هذا الوضع ؟

أهلاً بكم في قاعدة “حميميم” في محافظة اللاذقية السورية…

3 ملايين متر مربع، مدرج عرضه 100 متر وأصبح طوله 4600 متر بعد أن تم توسيعه كي تهبط عليه طائرات أنطونوف، أكبر الطائرات الروسية التي تحمل دبابات ومدافع، بالإضافة الى طائرات سوخوي 35s والتي تُعد من أهم الطائرات الروسية.

الى جانب هذه القاعدة، يقبع الجار ” مطار باسل الأسد” حيث يتشارك مع القاعدة بعض مسارات الهبوط للطائرات. وعلى الرغم أن الطوافات السورية متواجدة في القاعدة إلاّ انها تحت إمرة الجيش الروسي، كما أن القاعدة محصورة فقط بالعمال الروس وقائدها جنرال روسي لا سوري.

اللافت أن هناك استحداث لصواريخ أرض جو-روسية لا يستخدمها الجيش السوري للدفاع عن المطار وكل المناطق المحيطة به، بل هي بيد الجيش الروسي فقط، وتستطيع اسقاط طائرة عن بعد 200 كلم. وهذا ما عزز خوف “اسرائيل” التي طلبت أن تبقى الصواريخ الروسية بيد الجيش الروسي.

القرار صدر عبر وثائق رسمية تُظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع على قانون للتصديق على اتفاق مع الحكومة السورية، بعد تأييد من مجلس الدوما الروسي، يسمح لروسيا بالإحتفاظ بقاعدتها الجوية “حميميم” في سوريا لمدة نحو نصف قرن. الإتفاق الأصلي، الذي قد وُقع في دمشق في كانون الثاني، حدد شروط استخدام روسيا للقاعدة الجوية التي استخدمتها في شن ضربات جوية على قوات معارضة للرئيس بشار الأسد.مضمون الوثيقة يكشف عن انتشار القوات الروسية في قاعدة حميميم لمدة 49 عاماً مع خيار تمديد هذا الترتيب لمدة 25 عاماً أخرى.

هذا القرار يصفه الخبير في الشؤون الروسية، خالد العزّي، في حديث لموقع “جنوبية”، أنه ” محاولة روسية لتحديد النفوذ الروسي في سورية خاصة في ظل الخطة التي تعمد روسيا على تنفيذها بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية والتي تسمى مناطق خفض التوتر العسكري من خلال الإستعانة بأصدقاء”، مضيفاً أن ” هذا القرار هو إعلان روسي صريح بتحديد مناطقها والتي تقع في الساحل السوري وحماية الأقلية التي تحميها”.

كما يشير العزّي الى ان هذه المرحلة الجديدة ما هي ” إلاّ جولة روسية لانتزاع اعتراف أميركي بشرعية وجودها العسكري من خلال التفاوض، أولاً، والتنسيق في هذه القواعد الروسية العسكرية بتشريعها، ثانياً”. ويؤكد العزّي ان المسألة في سوريا باتت توزيع أدوار ” فروسيا تحاول استغلال ذلك قبل تغير الميزان العسكري لصالح اميركا التي باتت هي الأخرى متواجدة في سوريا وتحديداً في قاعدة الرميلان”.

وعما اذا كان قرار بوتين باستبقاء قواته الروسية في القاعدة السورية رداً على العقوبات الأميركية الجديدة، يجيب العزّي أن ” روسيا تفاجآت بالعقوبات الجديدة التي وضعها الكونغرس الأميركي ولذلك ترى أن الحل مع الجانب الاميركي بعيد جداً ولن يكون سهلاً” لافتاً الى أن ” روسيا كانت تأمل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل الى حلول سياسية يشرع معها وجودها على الساحة الدولية”. علماً أن لقاء بوتين- ترامب في هامبورغ كان نقطة تحول جديدة في سير العلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا حيث أن نتاجه تمثل باتفاق الجنوب الشرقي لسوريا والذي “كان كاختبار لمدى مصداقة روسيا في إبعاد الشبح الإيراني عن المشهد السياسي”.

العزّي رأى أن لتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ 3 أيام أبعاد كثيرة منها أن “الحل في سوريا لا يكتمل إلا اذا أبعد رأس النظام “معتبراً أن لروسيا منهج لقيام اتفاق أحادي مع الولايات المتحدة الاميركية من خلال تشريع دورها في سوريا قبل أي تغيير سياسي داخلي وتأمين خروج سالم لروسيا دون أي خسائر وثالثاً تعويم دورها السياسي في الخارج. “هذه الشروط تلائم موسكو من خلال اعادة الثقة بين صقور الكرملين والقابعين في البيت الأبيض من دون الحاجة الى العودة للأمم المتحدة وذلك بمثابة صفقة بينهما”، على حد قول العزّي.

ويستطرد العزّي قائلاً أن ” الملف الأوكراني يختلف عن الملف السوري بالنسبة لعلاقة روسيا والولايات المتحدة الاميركية”، فالأخيرة تقبل بإعطاء روسيا دوراً مميزاً في حل الأزمة السورية وذلك لإبعاد الشبح الإيراني وحماية حدود “اسرائيل” لكن في الملف الأوكراني وجهة نظر أخرى. ويختم العزّي بالقول أن “الاتفاق في سوريا بين الجانبين الروسي والأميركي محكوم بمصداقية روسيا أولاً ومدى تنفيذها للشروط بإبعاد شبح إيران عن الواجهة وبالتالي النفوذ الروسي تحدده الولايات المتحدة وليس قاعدة حميميم أما العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا فما هي إلا تحجيم لأي دور روسي في اوروبا”.

اقرأ أيضاً: شهر العسل بين ترامب وبوتين انتهى…طرد ديبلوماسيين وحجز ممتلكات!

ذكرت “فورين بوليسي” سابقاً أن قاعدة حميميم مضافاً اليها مطار باسل الأسد هي أشبه بمقاطعة عسكرية تحت شعار التدخل الروسي الجدي في سوريا. لكن المتابعون يشيرون الى تدخل مقابل للولايات المتحدة الأميركية شمال سوريا وتحديداً التنسيق مع الأكراد في قاعدة رميلان. كلا الطرفين يبحثان عن “موقع معزز” لقوتهما في هذه الأرض. وتضيف “فورن بوليسي” كان همّ الولايات المتحدة الاميركية إعلان حرب بالوكالة ضد موسكو عبر تسليح المعارضة السورية لكن ترامب عاد أدراجه ليقول ان هذا القرار من دون جدوى بعد “مواعدته ” الشهيرة مع بوتين في هامبورغ واقتسام الجبنة.

اقرأ أيضاً: «مواعدة» ترامب-بوتين …مثمرة!

 

 

 

السابق
هشام حداد: هيدا جونا.. أنا والغريب عَ خيي!
التالي
الأصل هو النضال الفلسطيني