المعارضة السورية المدعومة من واشنطن تنتفض عليها!

رفعت واشنطن يدها عن المعارضة السورية. فما هو مصير الفصائل التي شاركت بالحرب ضد النظام السورية طيلة 7 سنوات؟ وما هو مصير الاكراد بالتالي؟

كشف مسؤولون أميركيون في “البنتاغون”، أن أحد فصائل المعارضة في سوريا التي تتدرب على يد “سي. آي. إيه” انسحب إلى خارج المنطقة المحيطة بقاعدة التنف على الحدود بين سورية والعراق والأردن، في تعبير عن الاستياء من وقف واشنطن لبرنامج المساعدات في التدريب والتسليح لمواجهة نظام بشارالاسد. وذلك بحسب جريدة “الديار”.

إقرأ ايضا: لهذا لا يميّز ترامب بين «داعش» و«النصرة» و«حزب الله»!

ويأتي هذا الانسحاب على خلفيّة رفض شرط واشنطن وقف العمليات القتالية ضد القوات النظامية السورية، والتركيز على قتال «داعش» فقط لتستمر واشنطن بدعم هذه الفصائل.

وأكد الناطق باسم “التحالف الدولي” ريان ديلون التغييرات في برنامج تدريب المعارضة السورية ودعمها، فقال إن دعم واشنطن “سينحصر في الفصائل التي تقبل بتوجيه جهودها للقتال نحو “داعش””، و”التحالف لن يدعم سوى القوات الملتزمة قتال “داعش””.

وفي حديث لمسؤول أميركي، لم يُكشف عن اسمه، نقلت «سي. أن. أن»، قوله “نحن في حاجة لأن نرّكز على محاربة داعش”. وكان الجنرال توني توماس، قائد العمليات الخاصة في الجيش الأميركي، قد قال إن “برنامج دعم المعارضة توّقف، لأنه ضخم ومكلف وغير فعّال”. من جهة أخرى، أعربت معظم الفصائل التي تتدرب جنوب سورية عن استيائها من القرار الاميركي.

بالمقابل، أكدت مصادر لجريدة «الحياة»، أن ديريك هارفي، المدير الأعلى للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، وهو من الأصوات المتشددة حيال إيران والداعيّ الى التصدي لنفوذها في سورية والعراق، وعرّاب استراتيجية «حشر إيران» في التنف، يقف بمواجهة قرار ترامب حيال المعارضة المسلحة.

وكان ترامب قد انهال على جريدة “واشنطن بوست” بالانتقاد، بسبب ترويجها لمضمون قرار وقف دعم المعارضة، حيث اعتبر انها تدّعي انه “جاء بعد لقائه فلاديمير بوتين في ألمانيا على هامش قمة “العشرين””.

وكان برنامج دعم المعارضة السورية، قد أقرّ من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2013. حيث تلقى الالاف التدريب والسلاح الأميركي لمواجهة الرئيس بشار الاسد.

لكن، بعد الهزائم المتكررة التي تكبدتها المعارضة المسلحة، اضافة الى تشرذمها مقابل تقدّم الجيش النظامي تراجع الاهتمام الأميركي بالبرنامج.

وكان ترامب قد صرّح لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنه يجدر بالولايات المتحدة قطع الدعم العسكري عن المعارضة السورية المسلحة، لأن الولايات المتحدة تكون بذلك تقاتل النظام السوري، بينما هذا النظام يقاتل “داعش”، في الوقت الذي يجب أن تكون الأولوية لقتال التنظيم الارهابي”.

ومنذ قرار الرئيس الاميركي وقف دعم المعارضة المسلحة، انطلق الصراع بين الفصائل، بين جيش الإسلام من جهة، وهيئة تحريرالشام، وفيلق الرحمن من جهة ثانية. اضافة الى صراعات دامية بين عدد كبير من الفصائل المتعددة التوجهات.

ويُعتبر لقاء ترامب – بوتين في مدينة هامبورغ الالمانية، قد رسم العديد من الخطوط العامة للمنطقة، وبالأخص سورية حيث اشترط ترامب على موسكو ابعاد طهران، وبالتالي حزب الله عن جنوب سورية وجعلها منطقة آمنة، مقابل ايقاف واشنطن لدعمها العسكري والمادي للفصائل المسلحة.
وكانت تحدثت معلومات عن إتفاق روسي- أميركي بخصوص هدنة في جنوب سورية، بهدف ايقاف إيران عند حدّها، وذلك بحسب “واشنطن تايمز”. فالروس سيقومون بالضغط على الرئيس السوري بشّار الأسد لقطع علاقات دمشق مع حزب الله.

إقرأ ايضا: «ترامب» يكشف عن اتفاق مع روسيا لوقف دعم المعارضة السورية

علما ان حزب الله والنظام السوري على علاقة ممتازة منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكن بعد ست سنوات من الحرب السورية الداخلية، ظهر الإجهاد والتباين في وجهات النظر الإستراتيجيّة بين الطرفين. فبشّار الأسد يخضع لضغط كبير من قبل مجموعات ضمن فريق عمله موالية لموسكو، تطالبه بقطع العلاقات مع حزب الله، كجزء من الإتفاق الروسي- الأميركي لتظهير الحرب بين روسيا وإيران.

فهل ان وقف دعم المعارضة أميركيّا، سيقابله إبعاد إيران عن جبهة الجنوب من الجهة الروسية؟

السابق
معالجة النفايات الطبية في صيدا مستمرة
التالي
قوات الاحتلال تعتدي على المصلين بقنابل الغاز