الشيخ محمد دهيني: «عليّ ولي الله» غير واجبة شرعا

سجال ونقاش وتحديات ومشاحنات، كلها باسم الدين بين عدد من الاشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكلها تنحو منحىً سياسيّا، الا ان الشيخ محمد عباس دهيني يرد على من يقول بوجوب شهادة "عليّ ولي الله" في الأذان ببحث علمي مفصّل. وهنا كامل التفاصيل.

بعد عرض اساس المشكلة بين المفتي الشيخ احمد طالب والشيخ أحمد الدر حول وجوب شهادة “علي ولي الله في الاذان” و”حيّ على خير العمل” التي يقول بهما الشيعة دون السنّة في الإقامة والأذان قبل الصلاة، انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عدد من الردود التي تكشف حجم الاعتراض على نصه الموّجه ضد المفتي الشيخ احمد طالب.

إقرأ ايضا: الشيخ أحمد الدر والمفتي أحمد طالب: الأذان أصبح مورد فتنة؟

فتحت عنوان “هل تنكرت حركة أمل لفكر الإمام الصدر؟ كتب عيّاد نصار  لموقع “جنوبية”: “كان ملفتاً جداً المنحى الذي أخذته ردود فعل بعض الحركيين على الفيديو الذي انتشر خلال اليومين الماضيين عبر وسائل التواصل الحديثة للمفتي الشيخ أحمد طالب، كونه ينسجم مع الفكر الإسلامي الوحدوي لمؤسس حركة أمل السيد موسى الصدر، والمستغرب كيف انحصر جو الإعتراض على كلام المفتي طالب ببعض مناصري أمل دون أن يشترك مناصروا حزب الله بهذه الحملة وبالرغم من أنه مضى على بث هذه الحلقة التلفزيونية قرابة السنتين ونصف، إلا أن بعض المتأذين من تصاعد حضور المفتي في أوساط إسلامية وعربية، ولدى شرائح مثقفة وواعية…هو ما جعل المتضررين لمحاولة تشويه سمعة المفتي طالب.. هذا ما يجعلنا نتساءل عن سبب سكوت الرئيس نبيه بري، لأنه لا يعقل أنه يوافق على المنهج الشيرازي الذي ينتشر في صفوف الأمليين.. ويعتبر أحد المطلعين على خفايا الصراع الداخلي أن الشيخ أحمد طالب لعب دوراً محورياً في الوساطة التي جرت منذ ثلاثة عشر عاماً، والتي جمعت الرئيس بري والمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله.. وكانت خطوة رائدة، هدفت لتعزيز الفكر الإسلامي العقلاني.. في البيئة الشيعية، وتحديدا في جو حركة أمل!. سنتان ونصف مرّتا على نشر حلقة تلفزيونية في مصر، كان لها صداها الإيجابي في أرض الكنانة ولدى المثقفين الإسلاميين، ويأتي اليوم (طويلب) ليحاول سمعة المفتي طالب، وهو الذي لم يتحدث الا بما يجمع الكلمة، ويوحد الأمة!. وهل انحدر مستوى أمل ليصبح الشيخ حسن شريفة أهم شخصية علمية في أوساط حركة أمل..؟! أم أن للرئيس بري رأي آخر؟”.

ويعتذر موقع “جنوبية” عن نشر الردود التي اطلقها الطرفين بحق بعضهما البعض نظرا لمستوى الهجوم الذي يبعد عن النقاش الموضوعي.

محمد دهيني

وفي هذا الاطار، يعلق الشيخ محمد عباس دهيني بالقول لـ”جنوبية”: “لا شَكَّ في أنّ الشهادة الثالثة أي «أشهد أن عليّاً وليّ الله» لم تكن موجودةً في الأذان ولا الإقامة في عهد النبيّ، ولا في عهد علي بن أبي طالب، وبالتالي فهي ليست جزءاً من الأذان والإقامة المشرَّعَيْ إلهيّ”.

ويتابع سماحته “وهذه الشهادة وردت في بعض الأخبار، ووصفها كبار العلماء بالشواذّ، ما دفع بالمتأخرِّين من العلماء إلى القول باستحبابها فيهما، بناءً على قاعدة التسامح في أدلّة السنن  وسكت عنها العلماء رَدْحاً من الدهر، حتّى صارت من الثوابت في وجدانهم، وشعاراً للمذهب والطائفة”.

ويسأل سماحته “هل يُعقَل أن تكون مشروعةً، ولا يكون لها أيّ بروز أو ظهور لدى الشيعة وعلمائهم حتّى أواخر القرن الرابع الهجريّ؟”.

ويتابع “استدلّ بعضُ العلماء المتأخِّرين على استحباب الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة بأنّها أضحَتْ في هذا الزمن شعاراً للمذهب، ويعني به المذهب الشيعيّ، وهو مذهب الفرقة المحقّة. وهنا نتساءل: أكلَّما صار شيءٌ ما شعاراً للمذهب والفرقة المحقّة جاز لنا إدراجه في الأذان والإقامة وتحوَّل إلى شعيرةٍ”.!

إقرأ ايضا: لماذا اصبحت مفاهيم الشيعة الإجتماعية اكثر رجعية؟

ويختم بالقول “غير أنّ خطورة الأمر تكمن في أنّنا أصبحنا ندافع عن الإتيان بها دفاع المستميت، معتبرين أنّها هي المعيار في معرفة الولائيّ من غيره، ومقدِّمين للإتيان بها على ما هو أهمّ منه في بعض الأحيان. ويبدو أن الشهادة الثالثة لم تكن تُذْكَر في الأذان الرسميّ للشيعة قبل أن يأمر بها الشاه إسماعيل الصفوي عام 907هجرية”.

السابق
بالفيديو: عاصفة قوية تجتاح اسطنبول
التالي
بالأسماء: جبهة «فتح الشام» تأسر 3 عناصر جدد من حزب الله