هل يخوض الجيش اللبناني الجزء الثاني من المعركة ضد «داعش»؟

بعد نجاح حزب الله في عمليته ضد "النصرة" في جرود عرسال، نقلت معلومات ان الجيش اللبناني يتجهز لمواجهة "داعش" من اجل تحريرالجزء الشمالي من جرود عرسال، وجرود القاع، وجرود رأس بعلبك وتحرير العسكريين الاسرى التسعة؟

بعد تحرير تسعين بالمئة من الأراضي التي تحتلها “النصرة”، ودخول المعركة مرحلة الحسم خرج الى العلن نقاش جديد حول إمكانية خوض الجيش اللبناني بنفسه معركة تحرير الجزء الشمالي من جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والقاع، التي يحتلها “داعش”.

إقرأ ايضا: عبد الغني عماد: معركة الجرود ليست ثمناً كافياً لتخفيف العقوبات الأميركية على حزب الله

الموضوع كان مدار بحث بين كل من الرئيس ميشال عون، وقائد الجيش جوزف عون. حيث انطلق التحضير وباشرت قيادة الجيش تجهيز الخطط ودراسة الاحتياجات اللوجستية، اضافة الى استقدام تعزيزات خاصة من خارج البقاع، إذ نُقل فوج من أفواج التدخل من منطقة  الشمال إلى منطقة رأس بعلبك والقاع. علما أنّ اي قرار بالبدء بتحرير الجرود من “داعش” سيكون موضع اتفاق بين جميع القوى السياسية.

مع الاشارة الى ما ردده الرئيس سعد الحريري في واشنطن، -حول تفضيله لو ان الجيش اللبناني هو الذي خاض معركة الجرود بدلا من الحزب- يندرج في إطار التحضير لعملية ينفذها الجيش. مما يعني ان تحرير الجزء الشمالي من جرود عرسال، وجرود القاع ورأس بعلبك، قد اقترب مع احتمال نجاح المفاوضات مع “داعش”، وانسحاب مقاتليه باتجاه دير الزور. كما حصل في المعركة بين “النصرة” وحزب الله منذ ايام.

وبالعودة الى العام 2014 جرت معركة بين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من جهة، وتنظيم “داعش” وجبهة النصرة من جهة ثانية، حيث تم أسر أكثر من 25 جنديا لبنانيا لدى الطرفين الارهابيين. ولا يزال مصير الجنود المخطوفين لدى “داعش” مجهولا حتى اليوم. علما ان 16 عسكريا تم اطلاق سراحهم جراء عملية مفاوضات قادها اللواء عباس إبراهيم مع قطر في العام 2015.

وكان مسلحون من تنظيمي”داعش” و”النصرة” في جرود عرسال قاموا بمحاصرة حواجز للجيش، واقتحام مركز فصيلة تابعة لقوى الأمن الداخلي في الاول من آب عام 2014. ودارت اشتباكات عنيفة وسجل انتشار مسلح كثيف للارهابيين، فشنّ المسلحون هجمات عدة على الجيش والقوى الامنية، وسُجل حينها خطف لعناصر أمنية. وكانت “النصرة” قد قتلت كل من الجندي عباس مدلج، والجندي علي قاسم علي، والرقيب علي السيد، والرقيب علي البزال.

إقرأ ايضا: الحريري عجز عن تغيير قانون العقوبات الاقتصادية على حزب الله

وكانت قيادة الجيش- مديرية التوجيه قد اصدرت بيانا اشارت فيه الى ان «مجموعة من المسلحين الغرباء من جنسيات مختلفة هاجمت مواقع الجيش ومراكزه في منطقة عرسال، ما أدى إلى وقوع عدد من الاصابات بين شهيد وجريح في صفوف العسكريين والمدنيين”.  و”على أحد حواجز الجيش في جرود منطقة عرسال، تم توقيف السوري عماد أحمد جمعة الذي إعترف عند التحقيق معه بإنتمائه إلى جبهة “النصرة””. و”على اثر اعتقال عماد جمعة أحد ارهابي “النصرة”، أقدمت مجموعات الارهاب التكفيري على مهاجمة نقاط للجيش وموقع لفصيلة الدرك في عرسال، وعلى استهداف الجيش اللبناني بالنار”. وذلك بحسب جريدة “الديار”.

و”صفقة التبادل بين الأمن العام و”جبهة النصرة”، تمت بعد عام ونصف على خطف الجنود الذين بلغ عددهم 16 بانتظار تحرير المخطوفين التسعة لدى تنظيم “داعش”، مقابل إطلاق السلطات اللبنانية سراح 13 سجيناً إسلامياً وتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في عرسال. مقابل تسليم رفات الجندي اللبناني محمد حميّة الذي قتِل في الأسر، وكانت خمس سجينات قد أطلقن ضمن الصفقة، من بينهن سجى الدليمي وأطفالها الثلاثة، وعلا العقيلي، وجمانة حميّد. وذلك بحسب “جنوبية”.

و”تمت مفاوضات التبادل بوساطة قطرية، علما ان المخطوفين لدى “داعش” لا زالوا أحياء، وهم ثمانية في الجرود، فيما اختار التاسع دخول سوريا مع الارهابيين”ز بحسب ما نقلت “الجمهورية”.

إقرأ ايضا: «سي آي إيه»: نُعِدّ استراتيجية جديدة لصدّ إيران

فهل سينجح الجيش اللبناني بتحرير جنوده التسعة من أيدي “داعش” بعد انطلاق معركته المرتقبة مع هذا التنظيم الارهابي؟ ام ستكون المفاوضات هي الحل، كما حصل بين حزب الله و”النصرة”، حيث سيتم تحرير عناصر الحزب الاسرى لدى “النصرة” غداة الاتفاق على وقف اطلاق النار في جرود عرسال بعد تحريرها صباح الخميس الـ26 تموز 2017 بعد احتلال دام خمس سنوات؟

السابق
جعجع: ماذا ينفع لبنان لو ربح الخلاص من المسلحين وخسر الدولة ونفسه؟
التالي
استهداف مواقع للجيش اللبناني في منطقة القاع من قبل «داعش»